ذكرت صحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية اليوم السبت أن اللعبة الخطيرة التى تخوضها السودان ودولة الجنوب المنفصلة حديثا والمتمثلة فى استيلاء كل منهما على ناقلات النفط وإغلاق الآبار قد تقودهما إلى حافةالهاوية نتيجة فقد مليار الجالونات من النفط ، كما تعرض خطة السلام المدعومة من الولاياتالمتحدةالأمريكية والتى وضعت بعد عقود من الحرب بينهما للخطر. وأضافت الصحيفة - فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم - أن العلاقات المتوترة بين شمال السودان وجنوبه ليست نتاج سنوات بل عقود عديدة سمحت بإشعال الحرب بين البلدين من خلال الجماعات المتمردة ؛ و في بعض الاحيان من خلال اشعال المواجهات المباشرة بين البلدين. وأشارت الصحيفة إلى أن الحدود المتنازع عليها الشمال والجنوب وتفصل بينهما تعتبر هى خط الصدع فى أفريقيا كلها وذلك مع دولتين تحتوى كل منهما على جيوش كبيرة حاربت بعضها البعض لأجيال عديدة. وأكدت الصحيفة أنه بعد المحادثات الطارئة التى حدثت بين الجانبين لمنع وقوع صراع بين الشمال والجنوب ؛ وافق الجانبان على اتفاق عدم الاعتداء وذلك فى وقت متأخر من أمس بعد الضغوط المكثفة التي مارسها الاتحاد الأفريقى والولاياتالمتحدةالأمريكية والصين "التى تعتبر شريكا رئيسيا للنفط بالنسبة للجانبين". وعلى الرغم مما يراه بعض المحللين من حلول للصراع المشتعل بين الجانبين وكذلك مشكلات النفط إلا إنه - وفقا للصحيفة الأمريكية - ليس من الواضح كيف يمكن لمعاهدة " عدم الاعتداء" أن تمثل اختلافا عن الاتفاقات الامنية السابقة بين الجانبينوالتى لم تؤد الى نتائج إيجابية ملموسة. ودللت الصحيفة على ما سبق بإشارتها الى موافقة الجانبين فى شهر مايو الماضى على نزع الأسلحة من الحدود المتنازع عليها ، ولكن بعد أيام قليلة من الاتفاق بدأ الشمال بعمليات قصف كثيفة على طول الحدود بين البلدين واسقاط قنابل على الجنوب، فى حين أن الجنوب هرع الى استخدام الأسلحة لمحاربة التمرد فى المناطق الحدودية. وأوضحت صحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية أن المنطقة الحدودية بين دولتى السودان وجنوب السودان تعتبر من أكثر المناطق المتنازع عليها لسنوات عديدة لأن معظم النفط فى الدولة المنقسمة منذ أقل من عام يقع فى تلك المنطقة ، كما تحتاج حكومتا البلدين للنفط لإطعام شعوبهم والقضاء على انتشار التمرد. ونظريا فإن كلا الجانبين -وفقا للصحيفة - بحاجة الى بعضهم البعض حيث أن 75% من النفط السودانى يقع فى الجنوب، ولكن خطوط الانابيب التى تقوم بالتصدير يتم تشغيلها من خلال الشمال ، لذا فإن ملف النفط يفترض أن يكون وسيلة لتقريب البلدين ومنع وقوع صراع بينهما غير أن النفط على ما يبدو سيصبح الفتيل الذى يشعل الصراع مجددا بين الجانبين.