أنيس منصور توفي الكاتب الصحفي الكبير أنيس منصور، صباح الجمعة، عن عمر يناهز 87 عاما، فى مستشفى الصفا بالمهندسين بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بالتهاب رئوى وشرخ بين الفقرات. وكان الكاتب الكبير قد دخل مستشفى الصفا الجمعة الماضي وتم حجزه بغرفة الرعاية المركزة وهو يعانى من التهاب رئوى، قبل أن تتدهور حالته يوم الأربعاء، حيث تم وضعه على جهاز التنفس الصناعى إلى أن وافته المنية صباح اليوم. وتقام جنازة منصور غدا السبت بمسجد عمر مكرم بعد صلاة الظهر. وسيتم دفن جثمان الأديب الكبير بمدافن الاسرة بمصر الجديدة. ولد الكاتب والاديب أنيس منصور في 18 أغسطس 1924، كانت بدايته في عالم الصحافة في مؤسسة أخبار اليوم إحدى أكبر المؤسسات الصحفية المصرية حينما انتقل إليها مع كامل الشناوى، ثم مالبث أن تركها وتوجه إلى مؤسسة الأهرام في مايو عام 1950 حتى عام .1952 . وسافر أنيس منصور وكامل الشناوى إلى أوروبا ، وفي ذلك الوقت قامت ثورة 23 يوليو 1952، وقام أنيس منصور بإرسال أول مواضيعه إلى أخبار اليوم وهو نفسه كان يقول: "كانت بدايتى في العمل الصحفى في أخبار اليوم، وهذا بالضبط ما لاأحب ولاأريد، فأنا أريد أن أكتب أدبا وفلسفة، فأنا لاأحب العمل الصحفى البحت، فأنا أديب كنت وسأظل أعمل في الصحافه". واستمر الفقيد في أخبار اليوم حتى تركها في عام 1976 ليكون رئيسا لمجلس إدارة دار المعارف، ثم أصدر مجلة الكواكب. عاصر الكاتب المخضرم أنيس منصور فترة جمال عبد الناصر وكان صديقا مقربا للرئيس الراحل محمد أنور السادات . رأس تحرير العديد من المجلات منها: الجيل، هى، آخر ساعة، أكتوبر، العروة الوثقى، مايو، كاريكاتير، الكاتب. حصل الفقيد الاديب انيس منصور على الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبى من التليفزيون المصرى أربع سنوات متتالية، بالاضافة الى جائزة كاتب الأدب العلمى الأول من أكاديمية البحث العلمى. وفاز بلقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن. حصل منصور على لقب كاتب المقال اليومى الأول في الأربعين عاما ماضية، بالإضافة إلى جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1963. وفاز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1981 ،وجائزة الإبداع الفكرى لدول العالم الثالث، عام 1981. كما حصل على جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2001. وله الآن تمثال في مدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده بهذا الكاتب والأديب الفذ. كتب أنيس منصور كثيرا في أدب الرحلات، بل يعد الأول في هذا النوع من الأدب، كما ألف كتبا عديدة منها "حول العالم في 200 يوم"، "بلاد الله لخلق الله"، "غريب في بلاد غريبة"، "اليمن ذلك المجهول"، "أنت في اليابان وبلاد أخرى"، "أطيب تحياتي من موسكو". ويعد كتابه "حول العالم في 200 يوم" هو الأكثر انتشارا باللغة العربية. وكان الدكتور جعفر رجب أستاذ الأمراض الباطنة والمناعة بطب قصر العيني، الذى كان يترأس الفريق المشرف على حالته الصحية، قد أكد أن أنيس يعانى من ضعف في العمود الفقري تسبب في شرخ بين الفقرات ، وساهم في تدهور حالته مكوثه لفترات طويلة على المكتب رغم نصيحة الأطباء. وكان أنيس قد قام خلال الفترة الماضية بمجهود مضاعف نتيجة إصراره على كتابة مذكراته، حيث أكد مسبقا انه أقدم على هذه الخطوة لشعوره بمسئولية كبيرة، لأنه كان شاهدا على الأحداث في فترات كثيرة من تاريخ مصر، مؤكدا أنه سيكشف العديد من الأسرار التي لا يعرفها أحد سواه. وحرص عدد كبير من الشخصيات العامة قبل وفاته على زيارة أنيس والاطمئنان عليه هاتفيا وإرسال باقات الزهور له ومنهم: مفيد فوزي وممدوح الليثى ومحمد عبد القدوس والدكتور على السمان واللواء منصور العيسوى وزير الداخلية.