سيد حجاب: الطابع الأدبي في ديباجة الدستور يعبر عن ما صنعه المصريون في يناير ويونيو.. وأخشى من عودة الدولة القديمة

- ثورة "يناير ويونيو" أهدافهما متطابقة
- أرفض توقيت قانون التظاهر.. واستخدامه لعودة ممارسات أمنية قديمة
- الدولة العميقة شاركت فى 30 يونيو والشباب يؤمنون بحلم مصر الجديدة.. والقديمة تسعى لإعادة النظام السابق
- حاولنا إرساء المستقبل فى الدستور الجديد.. والجيل القادم همنا
- كافة الدساتير من 1882 وحتى 2012 كانت لخدمة الحاكم أو تحالف طبقى
قال الشاعر سيد حجاب عضو لجنة الخمسين: إن ديباجة الدستور لم يصنعها بمفرده وأنما شارك فيها كل المصريين بطوائفهم وكل زملائه في لجنة الدستور، مشيراً إلي أن الطابع الأدبي الشعري الذي كتبت به ديباجة الدستور جاء؛ لأن ما صنعه المصريون في ثورة يناير وثورة يونيو "شعر كبير" وعبقري تعجز عنه قصيدة مفرداتها من الكلمات، وأنما تعبر عنه قصيدة مفرادتها من البشر.
وقال شارحاً شعوره في أثناء كتابة الدستور: كنت أفكر في هذه اللحظة أن الفترة من يناير ويونيو تمثل اللحظة الأولى في تاريخ الشعب المصري الحديث، التي يقول فيها الشعب: "أنا صاحب السيادة على هذا البلد؛ لأن دورها أكبر من حجمها ومساحتها".
وقال: إن حلم ثورة يناير كان حلم رفاعة الطهطاوي وهو الحداثة، مضافاً إليها حلم القرن العشرين وهو العدالة الاجتماعية، وهي فكرة اشتراكية في بداتيها قبل أن تفشل تجربة الدول الشمولية.
وتابع قائلاً - في حواره علي قناة "cbc" -: إن سبب كتابته لثورة يناير ويفصلها شرطة في ديباجة الدستور 30 يونيو يعكس أنها ثورة واحدة بذات الأهداف لكنها سرقت وعادت إلينا مجدداً في 30 يونيو، وقال: إن خطأ ما قيل إنها حكومة مدنية وليس حكماً مدنياً كان خطأ لسانيا تم تداركه في النسخة التي بين يدينا.
وحول تفسير الشريعة التي أصر عليها التيار السلفي قال حجاب: "التيار السلفي أصر على إضافة المادة 219 لتفسير الشريعة، ولكنها لاقت رفضاً كاملاً من جميع أعضاء لجنة الدستور، مشيراً إلى أن الصياغة التي توصلوا إليها في النهاية ووضعت بالتوافق بين السلفيين والأزهر والكنيسة كانت تلك التي في الديباجة التي تؤكد أن الشريعة مصدر رئيسي للتشريع بما يتوافق مع ما جاء في أحكام المحكمة الدستورية العليا.
وقال: إن اللحظة التي حدثت بعد كتابة الدستور وانهمر الجميع في البكاء كان سببها الرئيسي أن شعرت أنني في لحظة عبقرية كبيرة نقبل فيها على المستقبل وتحقيق أهدافنا في لحظة تتزايد فيها المخاطر بشراسة على هذا الوطن والشعب والثورة وفي لحظة كثافة المشاعر والخوف على هذا الحلم فكانت دموع فرح وقلق في ذات اللحظة.
وتابع قائلاً: أعتقد أن هذا هو أول دستور يكتبه الشعب متوافقاً مع نفسه ففي تاريخ حياتنا الدستورية منذ عام 1882 كانت الدساتير وحتى 2012 يكتبها الحاكم أو الطبقة الحاكمة، وكنا نشعر أننا في هذه الأوطان رعايا ولسنا رعاة لهذا الوطن في لحظة تاريخية قلقة.
وحول ما يقلقه قال حجاب: إننا أزلنا نظام مبارك برأسه وتركنا جسده قابعاً في مراكز صنع القرار، وعندما استشعر النظام القديم بالخطر بعد ثورة يناير وفي عهد الإخوان قرر الانضمام للصفوف الثورية.
وقال: أعتقد أن الفجوة الحالية التي حدثت بين الشباب والتيارات الثورية وتيار الدولة القديمة الذي يسعى لإعادة النظام القديم شيء مقلق.
وحول قانون التظاهر، قال: رغم إيماني الشديد بضرورة تنظيم التظاهرات والاحتجاجات إلا أنني أرفض على الأقل توقيت صدور القانون، وأرفض أن يكون ذريعة لعودة ممارسات شرطية سابقة عنيفة ضد متظاهرين سلميين، نحن لا نريد أن نهدم أجهزة الدولة، ولا نريد أن تعود ممارسات الأجهزة القديمة.
وأشار إلي أن الناس أصابها الملل وأصبح لديهم رغبة بضرورة القبض على هؤلاء المتظاهرين، قائلا: لا أشكك في ثوريتهم ونقائهم، لكن ما يحدث أصبح مزعجا ومقلقا.
وتابع قائلاً: "حياة أحمد فؤاد نجم أكثر أعماله عبقرية، مشيراً إلى أنه تحول من رجل عادى لمحارب ضد الاستبداد بالأنظمة، وتابع قابلت فؤاد نجم فى مطبعة "الدمياطى" واستمرت صداقتنا، ورفعت عليه قضية وكسبتها رغم أننا أصدقاء.