متى تعود السياحة ؟ هو السؤال الاكثر إلحاحا للملايين منا الذين ينشدون عودة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية فيما بعد الثورتين ، فالإجابة ليست صعبة ولكن تحتاج وقت للتنفيذ واستعادة الثقة في المقصد السياحي المصري الذي لوثته أبواق الاعلام وبعض الافكار المسمومة والأقلام المأجورة . نعم السياحة لن تعود إلى معدلاتها قبل عودة الامن واستتباب أوضاعه فأوضاع الانفلات الامنى التي أعقبت ثورة 25 يناير وما بعدها ساهمت في انحسار الحركة السياحية . لن تعود الحركة السياحية الوافدة إلى معدلاتها قبل أن نتخلى عن سلوكياتنا الخاطئة تجاه السائحين وندرك كيف نتعامل معهم بأسلوب لائق ، بدءا من ضابط الجوازات وحتى سائق التاكسي . لن تزدهر السياحة دون رفع الوعي السياحي للأطفال وطلاب المدارس والجامعات لتنشئة جيل جديد على قدر عال من الوعي بأهمية السياحة . لن تنجح السياحة دون الاعتماد على مكون السياحة الداخلية كمكون أصيل في العملية السياحية دون أن نعتمد عليه فقط على السياحة الداخلية في أوقات الازمات . لن تؤتي السياحة ثمارها دون أن يكون هناك إطروحات لادارة الازمة السياحية حال حدوث أزمات . لن تعود السياحة دون أن يكون لنا جهاز قوي للعلاقات العامة أو شركة متخصصة تكون مهمتها تحسين الصورة الذهنية بما يكون له انعكاسه على مختلف أوجه النشاط الاقتصادي وليس السياحة فحسب . لن تعود السياحة إلا بتضافر كل الجهود لإنجاحها من قبل كل أجهزة الدولة من خلال تكريس العمل التكاملي بين الوزارات ذات الشأن . أعتقد أنه قد آن الاوان لتهيئة بيئة خصبة للسياحة من خلال تبني المبادرات الجادة التي تطرحها مؤسسات المجتمع المدني أو الافراد والاستفادة بتجارب الدول الاخرى في اليات الترويج السياحة . وأخيراً لن تكون هناك سياحة دون طيران فالطيران الوسيلة الاولى لانتقال السائحين من أماكن إقامتهم إلى المقاصد السياحية وهو ما يدركه وزير السياحة هشام زعزوع من خلال دعمه المستمر للطيران وخاصة للأسواق المصدرة للسياحة بما يخلق أسواقا جديدة أمام المقصد السياحي المصري .