أقر الاتحاد الأوروبي مجموعة من القيود على استخدام بعض أنواع المبيدات الزراعية، ضمن مساع تهدف لإيجاد حل لظاهرة تقلص أعداد نحل العسل. وعلى نطاق عالمي، أثارت هذه الظاهرة قلقا متصلا لدى نشطاء البيئة، وتم إعداد ملف عن ملكات النحل في العالم العربي التي تتعرض لانقراض بطيء يهدد تكاثر النحل وإنتاج العسل في العالم العربي. وفي سياق الاهتمام بظاهرة تقلص أعداد نحل العسل، وجهت أصابع الاتهام إلى المبيدات الزراعية، خصوصا تلك التي تدخل مادة ال"نيكوتين" في تركيبتها، والمفارقة أنه ساد افتراض لوقت طويل بأن هذا النوع من المبيدات لا يحمل ضررا كبيرا على الحشرات النافعة. ويدخل حظر هذه المبيدات في نهاية عام 2013، ويعتقد أن مبيدات ال"نيكوتين" مسئولة عن تقلص أعداد النحل في شكل مباشر، وتضمن الحظر الأوروبي إشارة إلى السماح باستخدام مبيدات ال"نيكوتين" في حماية المحاصيل التي لا يميل إليها النحل ولا يعتمدها مصدرا لغذائه وعسله، ولاقى الحظر الأوروبي ترحيبا من مربي النحل ونشطاء البيئة ك"منظمة السلام الأخضر". في المقابل، يتوقع أن يثير حظر مبيدات ال"نيكوتين" حفيظة من يعتمدون على زراعات يتغذى عليها نحل العسل، ما من شأنه أن يثير تضاربا أول من نوعه بين مزارعين ونشطاء البيئة ويزيد في تعقيد الصورة، أن النحل يميل أيضا إلى زراعات غذائية أساسية، خصوصا الذرة (وهى مصدر للزيت أيضا، وتصل مبيعاتها عالميا إلى بليوني دولار سنويا)، ما يهدد بتفاقم التناقض الغرائبي بين المزارعين وحماة البيئة! وفي هذا السياق، حذرت جماعات ضغط أوروبية تهتم بحماية المحاصيل، من تأثير سلبي لحظر مبيدات ال"نيكوتين" على الزراعة أوروبيا، موضحة أن الحظر ربما أدى لخسارة 22.1 بليون دولار سنويا في الأعوام الخمسة المقبلة، مع إمكان دفع مليون شخص إلى هاوية البطالة. وقامت الجهات المعنية بالاستشهاد ببحوث تظهر أن السم الذي يؤثر في الجهاز العصبي المركزي للآفات، يهدد ذاكرة النحل ويجعلها مشوشة، مما يؤثر في توجيه هذه الحشرة وتنقلاتها. وثمة أصوات تعالت مطالبة بالاعتدال، عبر إشارتها إلى أن حظر مبيدات ال"نيكوتين"، رغم استعمالها الآمن لفترة طويلة، يتطلب أيضا إثباتات علمية قوية بشأن تأثيره سلبيا على نحل العسل.