خبراء بالتعليم يرفضون فكرة "المدارس الإخوانية"

سيطرت حالة من الغضب على الخبراء والمهتمين بالتعليم بعد قراءة التصريح الذي انفردت "صدى البلد" بنشره على لسان مسئول ملف التعليم بحزب الحرية والعدالة، الذي تحدث فيه عن خطط الإخوان المسلمين لبناء مدارس إخوانية في كل محافظات مصر.
حيث علق الدكتور كمال مغيث، خبير التعليم والأستاذ بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، قائلاً: "لو نفذ الإخوان فكرة إنشاء مدارس إخوانية في جميع محافظات الجمهورية، فإن ذلك سيعد عبثًا بالوطن والمواطنة، فالمدرسة من المفترض أن تكون مشروعًا قوميًا يترك كل الانتماءات الفكرية والطائفية والسياسية ويركز فقط على تقديم خدمة تعليمية محترمة تبث في الطلاب مبادئ المساواة والمواطنة واحترام الآخر وغيرها من القيم والأخلاق السوية دون أي تطرف أو تشدد فالتعليم الحديث منذ أيام محمد علي يقوم على أن يكون من أهدافه المساواة بين المصريين جميعهم على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية واختلافاتهم الدينية أو الفكرية".
وعن فكرة أنهم سيفتحون تلك المدارس أمام المسلمين والمسيحيين وسيدرس لهم جميعًا مادة عن الأخلاقيات أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وكيفية تطبيق تلك الأخلاقيات في وقتنا الحالي، أوضح مغيث قائلا "إن هذا ظلم، فما كان يحدث في التاريخ الإسلامي لا يصح أن نفرض تدريسه على الطلاب المسيحيين، وإذا فعلوا ذلك فعليهم أن يدرسوا أيضًا أحداث من التاريخ القبطي حتى لا يظلموا المسيحيين".
وأخيرًا قال مغيث إذا أراد الإخوان أن يدرسوا أي شيء فعليهم أن يفعلوا ذلك من خلال فتح فصول في مقراتهم بعيدًا عن وزارة التربية والتعليم.
أما عبد الحفيظ طايل، رئيس المركز المصري للحق في التعليم، قال إن ما يخطط له الإخوان من فرض سيطرتهم على التعليم هو إعادة لما كان يحدث أيام النظام البائد، ففي ظل وجود الحزب الوطني المنحل ظل التعليم مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بسياسات الحزب الوطني والدعاية له، فكان يتم تدريس فقط ما يوافق عليه الحزب الوطني بصفته الحزب الحاكم.
ولهذا فإن فكرة إنشاء مدارس للإخوان في كل محافظات مصر تؤكد أن الحزب الوطني ظهر من جديد ولكنه أصبح (بذقن).
وأكد طايل أن مدارس الإخوان من المؤكد أنها ستقوم بعمل توظيف سياسي للتعليم حيث ستوجه عقول الطلاب نحو وجهة نظرهم السياسية فقط.
وأخيرًا أكد طايل أنه إذا تعاون الوزير جمال العربي مع الإخوان ووافق على فكرة إنشاء هذه المدارس، فهذا سيعني أن الوزير هنا يسعى لإرضائهم على أساس أنهم حزب الأغلبية، خاصة أن وزارة التعليم مليئة بالفساد الذي يمكن أن يفضحه الإخوان اذا تصارعوا مع الوزير.