قال الإعلامي الساخر باسم يوسف في مقال نشرته جريدة الشروق اليوم إن الحزب الجمهوري يعتبر بالنسبة للكثيرين رمزا للعنصرية وعدم التعايش.. ليس فقط بسبب عنصريته تجاه العرب والمسلمين بل أيضا ضد السود ومن هم من أصل لاتيني وضد كل من هو ليس أبيض البشرة ومسيحيا. وصدي البلد ينشر مقال باسم يوسف.. وهذا نصه: (في معظم الصراعات السياسية في العالم نجد أن الأقطاب المتصارعة تكون على طرفي النقيض من حيث الايديولوجية, وعادة تصنف هذه القوي من خلال مفهوم واسع على أساس يمين ويسار. الولاياتالمتحدة مثال صارخ على ذلك، فلديك الحزب الجمهوري وهو تجسيد واضح لليمين السياسي، فهو محافظ اجتماعيا ودينيا وكعادة أحزابنا الدينية، هنا فالكثير من مرشحيهم يستخدمون النصوص المقدسة من الانجيل ويصفون أنفسهم بالمتدينين، بل في بعض المناطق تؤيد بعض الكنائس بشكل واضح هؤلاء المرشحين. وفي نفس الوقت هو الحزب الذي خرج منه جورج بوش الأب والابن وريجان وجماعة المحافظين الجدد مثل كارل رءوف ورامسفيلد وغيرهما، وهو الحزب الذي قاد الهستيريا التي عاشتها أمريكا من خلال الحرب على الإرهاب، هو الحزب الذي يتشدق بالأمن القومي ويغرق في نظريات المؤامرة ويعتبر الجميع أعداء، من أول الأممالمتحدة ككل إلى بعض البلاد مثل فرنسا لأنها عارضت غزو العراق في البداية، فشن نواب الحزب الجمهوري هجوما غاشما على الفرنسيين وتمت إهانتهم باسم (فرنش فرايز) إلى (فريدوم فرايز) أو بطاطس الحرية. هم يعتبرون أن معظم الدول تتآمر عليهم ولا يثقون بأحد والكثير من قياداتهم مثل بوش الابن وسارة بالين لم يستخرجوا جوازات سفر إلا حين ترشحوا لمناصبهم (خسرت سارة بالين السباق مع ماكين ضد أوباما وجو بايدن). الحزب الجمهوري يعتبر بالنسبة للكثيرين رمزا للعنصرية وعدم التعايش.. ليس فقط بسبب عنصريته تجاه العرب والمسلمين بل أيضا ضد السود ومن هم من أصل لاتيني وضد كل من هو ليس أبيض البشرة ومسيحيا. اليمين الأمريكي هو كل ما يمثل مساوئ الرأسمالية من سيطرة رأس المال وتدليل الشركات الضخمة على حساب المواطنين البسطاء ويقف بشدة مع تخفيف الضرائب على الأغنياء ويشوه خطة التأمين الصحى وخطة زيادة الضرائب على الأغنياء التي يتبناها أوباما لأنها خطط ليست في صالح شركات التأمين الصحي وعمالقة الصناعة في أمريكا. على الجانب الآخر هناك اليسار الأمريكي والذي يسمى بالليبرالي ولا يمكن أن تصفه بتيار ملائكي ولكن أي شئ يقارن بالحزب الجمهوري يعتبر إنسانيا بجانب سياساته التي تتبناها القناة اليمينية الشهيرة فوكس نيوز. في مصر وبعد الثورة تباينت الفروق السياسية فكان لدينا تيار يميني واضح وهو التيار الديني الذي تشابه مع الحزب الجمهوري في تزمته الديني (مع اختلاف المجتمع هنا وهاك) وتشابهت قنوات التيار الديني مع قناة فوكس نيوز في نشر الكراهية والعنصرية والتكفير واعتبروا أن كل من يأتي بأفكار مستنيرة عن الحريات والمساواة هو شيوعي مثلما يعتبر هذا صنيعة غريبة وصهيونية. حتى ما كان يتميز به التيار الديني من مساعداته الاقتصادية للفقراء على مدي عقود طويلة في ظل فشل الدولة، حتى هذا الدور التكافلي توارى خجلا بعد وصولهم للسلطة وأثبتت السياسات الاقتصادية للإخوان أنهم لا يقلون رأسمالية عن نظرائهم في الحزب الجمهوري بأمريكا. على الجانب الآخر كان هناك التيار المناوئ للسلفييين والإخوان. التيار الذي يسمى بالعلماني أو الليبرالي. ومن المفترض أنه التيار الذي يمثل كل ما هو ضد التيار اليميني المحافظ العنصري، الفارق في نظريات المؤامرة. بعد سقوط الإخوان كان من المفترض أن ننعم بكل مميزات النعيم الليبرالي سواء في الإعلام في السلطة، لكن بدلا من ذلك رأيت في الإعلام والسلطة حتى بين أصدقائي (الإليت) الذين يعتبرون نفسهم ليبراليون شيئا مغايرا تماما. هؤلاء الليبراليون الذين يتفاخرون بإجادتهم اللغات الأجنبية والسفر للخارج وبارتدائهم آخر صيحات الموضة الغربية هؤلاء يصدقون نظريات المؤامة بل وينشرونها، هؤلاء ينقلون من مواقع الإنترنت اليمينية المتطرفة ويصدقون فوكس نيوز لمجرد أتها تهاجم الإخوان ولا يدرون أن هؤلاء اليمينيين يحملون نفس قد الاحتقار لهم لمجرد أنهم عرب. هؤلاء الليبراليون، يظنون أن العالم يتآمر علينا ويصدقون أن أوباما قادم من عائلة إخوانية ويروجون لترهات أخرى لمجرد وجودها على الإنترنت ويكنلهم يتجاهلون ما يتردد على هذه المواقع من لغة عنصرية للعرب والمسلمين. قلة فقط من رجال أعمالهم يقومون بمشروعات مهمة لمساعدة الفقراء ولكن الغالبية العظمي التي تدعي الليبرالية رأسماليون، يمينيون، مثلهم مثل الإخوان والسلفيين. يقول مدعو الليبرالية والمدنية إنهم ضد الفاشية الدينية ومع حرية الرأي ولكنهم عند اللزوم سيستخدمون الآيات القرآنية والأحاديث ليبرزوا الهجوم على أعدائهم ويطعنون في شرفهم بنفس الاتهامات التي يستخدمها التيار الديني، فهذا الشخص شاذ أو كافر ويمكن كمان يهودي، وهى الشتيمية المفضلة لكلا الطرفين، فأنصار الإخوان يروجون أن السيسي من أصل يهودي، وأعداء الإخوان يروجون أن حسن البنا من أصل يهودي، والطرفان يسنون أسلحتهم على ممثل لمجرد أن والدها يهودي وأسلم، لم يتشدق الطرفان بمبادئ الإسلام السمحة وطبيعة الشعب المصري المتدين بطبعه. ربما يكون هناك يسار وربما يكون هناك ليبراليون فعلا في مصر، وربما يكون هناك فعلا من يحارب من أجل حقوق العمال والمستضعفين ويناضلوا من أجل برامج التنمية والتكافل الاجتماعي، ولكن هؤلاء ملعونون من الطرفين فإن لم يكونوا كفرة فهم خونة أ, كما أجمع الطرفان عملاء ينفذون أجندة غربية صهيونية. أستطيع أن أتفهم تعصب التيار الديني وجنوحه ناحية اليمين المتطرف.. ففي النهاية هذا هو مكانهم الايديولوجي الصحيح ولا أستطيع أن ألومهم،فهم على الأقل متسقون مع أفكاهم، ولكني لا أستطيع أن أفهم هذا التيار المدعي الليبرالية والحرية، لكنه في النهاية تيار لا يقل تطرفا عن التيار الديني.. ربما نستبدل الدقن بمكياج تقيل حبتين. ربما نستبدل المسواك بكأس من المارتيني. ربما نستبدل السروال والثوب القصير ببدلة.. لكن التطرف واحد واليمين واحد.