سعر الدولار اليوم الأحد 24/8/2025 أمام الجنيه المصرى يستقر عند 48.37 جنيه للشراء    نائب وزير الإسكان يترأس اجتماع متابعة تصنيع المهمات الكهروميكانيكية بمشروعات المياه    خفض الفائدة .. إصلاح حقيقي أم ضغوط صندوق النقد والأموال الساخنة ؟    الصحف العالمية اليوم: تزايد عدم الرضا عن ترامب.. البنتاجون يدرس نشر قوات فى شيكاغو لملاحقة الجريمة والمهاجرين.. العمال البريطاني يتجه لإلغاء معظم أحكام السجن القصيرة .. ومظاهرات حاشدة فى أستراليا دعما لغزة    التنكيل بالضفة... حملات اعتقالات واقتحامات إسرائيلية واسعة فى الضفة الغربية    الخسائر الاستراتيجية للجيش المصري في حال نزع سلاح حماس    كرة طائرة - منتخب السيدات يخسر أمام هولندا في ثاني مبارياته ببطولة العالم    أهلي جدة يوزع مكافأة السوبر السعودي كاملة على لاعبيه    الأرصاد الجوية تحذر من استمرار ارتفاع درجات الحرارة .. القاهرة تسجل 37 درجة فى الظل    اللجنة الطبية بمجلس الوزراء تنظم قافلة شاملة بمحافظة الشرقية    وزارة التموين تطرح الدواجن المجمدة اليوم بالمجمعات الاستهلاكية.. اعرف الأسعار    نصيحة خاصة من "فيريرا" ل موهبة الزمالك خوان ألفينا.. تعرف عليها    اليونيسف: الأطفال والرضع فى غزة يمرضون ويموتون جوعا    ضبط قضايا اتجار فى العملات الأجنبية بقيمة 5 ملايين جنيه    الليلة هلال ربيع الأول يزين السماء ويشاهد بسهولة بالعين المجردة    تنفيذ 73484 حكما قضائيا متنوعا خلال 24 ساعة    رحيل مفاجئ أثناء ماتش كرة قدم.. كواليس وفاة الفنان الشاب بهاء الخطيب..فيديو    بفستان جرئ.. أحدث ظهور للفنانة مي سليم.. شاهد    محافظ الجيزة: تجهيزات لإقامة معارض أهلا مدارس بالعمرانية وإمبابة والبدرشين    هيئة التأمين الصحي تعلن بدء إجراء عمليات إصلاح عيوب الشبكية بمستشفى المقطم    لماذا يجب ترك المشروبات الساخنة فترة قبل تناولها؟    محافظ الأقصر يتفقد أعمال النظافة ويشدد على الحفاظ على المظهر الحضاري    بقرار من نتنياهو.. إسرائيل تصعّد حربها في غزة باستخدام روبوتات وغازات سامة    بزيادة 9%.. "مصر للالومنيوم" تحقق أرباحا ب 10.1 مليار جنيه بنهاية العام المالي 2024/2025    فيديو صادم | عامل يقتل قطة داخل مطبخ بقرية سياحية.. والداخلية تتحرك    مفيش شكاوى.. "تعليم القاهرة": انتظام امتحانات الثانوية "الدور الثاني"    إطلاق مبادرة "سلامة تهمنا" في الإسكندرية لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية    236 درجة تنسيق القبول بالمرحلة الثالثة من الثانوية العامة في بورسعيد    "ادعولها يا جماعة".. مصطفى قمر يدعم أنغام بسبب أزمتها الصحية    17 صورة ل أحمد جمال والتهامي وفتحي سلامة من حفل ختام مهرجان القلعة    بإطلالة رياضية.. ياسمين صبري تتألق في أحدث ظهور    يسري جبر: هذا جزاء من يتقن عمله    هل تعليق الصور على الحائط حرام؟.. أمين الفتوى يجيب    "مباراة عادية".. المصري هيثم حسن يتحدث عن مواجهة ريال مدريد في الدوري الإسباني    ماذا قدمّ وسام أبو علي في ظهوره الأول مع كولومبوس كرو الأمريكي؟    برنامج التبادل الطلابي بطب حلوان يواصل فاعلياته.. صور    نحو 60 مليون خدمة.. ماذا قدمت حملة "100 يوم صحة" خلال 39 يومًا؟    بالصور- محافظ أسوان يفاجئ مستشفى المسلة لمتابعة منظومة التأمين الصحي الشامل    وكيل عربية النواب: حملات الإخوان ضد السفارات المصرية محاولة بائسة للتغطية على جرائم الاحتلال    غدا.. انطلاق جولة الإعادة بانتخابات مجلس الشيوخ 2025 للمصريين في الخارج    وزير الدفاع يلتقي عدد من مقاتلي المنطقة الغربية العسكرية    «كان راجع من الشغل».. مصرع شاب أسفل عجلات القطار في الغربية    لدعم الدولة.. تفاصيل مبادرة «وطنك أمانة» من المصريين في الخارج    «كايروكي وتوليت» يختتمان فعاليات مهرجان العلمين 2025.. الجمعة    الأرصاد: استمرار ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. وهذا موعد التحسن    أحمد بهاء الدين مفكر الصحافة    جرائم الإخوان لا تسقط بالتقادم    حظك اليوم الأحد 24 أغسطس وتوقعات الأبراج    "سيد الثقلين".. سر اللقب الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده    في ذكرى المولد النبوي.. أفضل الأعمال للتقرب من الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم    45 دقيقة تأخرًا في حركة قطارات «طنطا - دمياط».. الأحد 24 أغسطس    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. كليات التجارة و التربية ومعاهد الفني الصحي المتاحة تجاري 3 سنوت (قائمة كاملة)    دعاء الفجر | اللهم يسّر أمورنا واشرح صدورنا وارزقنا القبول    كما كشف في الجول - القادسية الكويتي يعلن التعاقد مع كهربا    برشلونة ينجو من فخ ليفانتي بفوز مثير في الدوري الإسباني    جانتس يدعو لتشكيل حكومة وحدة في إسرائيل لمدة عام ونصف    مستثمرون يابانيون: مصر جاذبة للاستثمار ولديها موارد تؤهلها للعالمية    «قولتله نبيع زيزو».. شيكابالا يكشف تفاصيل جلسته مع حسين لبيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باسم يوسف يكتب : قطعة البازل الناقصة
نشر في أخبار النهاردة يوم 16 - 04 - 2013

أنبهر بالطريقة التى يفصل بها الإسلامى الحقائق على مقاسه. فهو دائما يذكرك بما يحدث فى بلاد الفرنجة الكافرة كدليل على عدالة مطالبه. ولكنه حين يفعل ذلك يتجاهل الصورة الكاملة ويأخذ جزءا صغيرا جدا من الحقيقة كقطعة بازل صغيرة ليثبت وجهة نظره.
مثال لذلك حين يتكلم معك عن دور الدين فى الدولة. فهو يتباهى بالمعلومة المحفوظة أن ملكة بريطانيا هى راعية الكنيسة وأنه لا يمكن أن يأتى ملك من خارج طائفة البروتستانت. أو أن هناك ست عشرة دولة فى العالم يذكر دستورها أن المسيحية هى الديانة الرئيسية للدولة. ثم يفرح ويطنطن باكتشافه لهذه القطعة الصغيرة كدليل على أن حتى الدول العلمانية لا تفصل الدين عن السياسة. ولكنه يتجاهل بقية الصورة أن الملك فى بريطانيا يملك ولا يحكم وليس له أن يتدخل فى التشريعات ولا أن يفرض أمرا دينيا على الناس. وأن بقية هذه الدول تذكر المسيحية كدين دولة فى الدستور ولكنها لا تفرض على الناس أحكاما دينية وتحتفظ بطابعها المدنى الذى يساوى بين الناس على أساس إنسانى وليس دينيا.
ثم يستمر الإسلامى فى إبهارك بمعلوماته المنقوصة. فيملأ الدنيا صراخا على منع المآذن بسويسرا ومنع النقاب فى فرنسا والمظاهرات المناهضة لبناء ما عرف باسم مسجد الحادى عشر من سبتمبر فى نيويورك. كل هذه الأحداث كافية ليدشن البكائيات عن حال الإسلام المضطهد فى العالم وعن أحوال المسلمين البائسة تحت الحكم العلمانى الشرير..
ولكننا اذا نظرنا للصورة الكاملة فنجد أن أول من هب للدفاع عن النقاب هم الفرنسيون أنفسهم. وأن رشيد نكاز الجزائرى الأصل الفرنسى الجنسية كان رأس الحربة فى هذه المعركة.
ولكنهم كالعادة نشروا لرشيد نكاز صورة يمشى فيها بجانب منتقبة وقالوا عليها زوجته وأنه مسلم غيور على دينه. وكل هذا غير صحيح فهو شخصيا ضد النقاب وعلمانى حتى النخاع. بل إن الصندوق الذى أنشأه لدفع الغرامات للمنتقبات أطلق عليه «صندوق الدفاع عن العلمانية والحرية» وقد فعل ذلك لأن الحريات لا تتجزأ عندهم فهو مؤمن بحق المرأة فى ارتداء ما تحب ولكنه فى نفس الوقت ضد فرضه عليهم من ازواجهم فهو يدافع عن السيدات اللاتى ترتدين النقاب اقتناعا وليس قسرا حتى لو كان النقاب الذى لا يعد من ركائز الإسلام بل وحوله جدل كبير بين المسلمين أنفسهم إن كان فريضة أم لا.
نفتح العدسة أكثر لنجد أن المسلمين فى فرنسا أو سويسرا لم يتعرض أحد لشعائرهم أو مساجدهم أو إمكانية الدعوة للإسلام. وأن حظر المآذن فى سويسرا لم ولن يطول المساجد والاعتراض كان على مظهر معمارى. وان 48٪ من السويسريين اعترضوا على هذا القانون واعتبروه سبة فى تاريخهم.
نفتح العدسة أكثر وأكثر فنرى أن اليمينيين المتطرفين فى نيويورك الذين اعترضوا على بناء مسجد الحادى عشر من سبتمبر بدافع العنصرية والكراهية وبمساندة قناة فوكس نيوز وباقى ماكينة الإعلام اليمينى فى أمريكا قد تمت مواجهته ليس فقط عن طريق المسلمين ولكن عن طريق اليسار الديموقراطى الأمريكى والليبراليين بل واليهود الإصلاحيين ومنهم جون ستيوارت مقدم «الدايلى شو» فى امريكا الذى هاجم ايضا حظر بناء المآذن فى سويسرا.
ولكن الإسلامى يتجاهل كل ذلك ويتجاهل الحريات الممنوحة للمسلمين فى بلاد الغرب الكافرة ويركز على الاستثناءات التى لا تمس صميم العبادات مثل حظر النقاب فى دولة أو بناء المآذن فى دولة أخرى. ويتناسى أيضا ان هذه القرارات الشاذة جاءت كرد فعل لخطاب الكراهية الدينى الموجود فى أوروبا وامريكا على يد كثير من الشيوخ المتطرفين. فماذا سيكون رد فعلك إن كنت إنجليزيا أبا عن جد مثلا وسمعت واحدا مثل أبو حمزة يكفر الإنجليز ويحرض عليهم وهو يعيش فى حمايتهم وكنفهم ويخطب فى مساجدهم. قس على ذلك الكثير من الأمثلة المتطرفة التى لفظتها بلادها واستقرت فى بلاد الغرب «لتعكنن عليهم».
ولكن الصورة الأكبر التى يتناسها الإسلامى منشغلا بقطعة البازل الصغيرة أن الحريات التى يزعم أن الغرب انتزعها من المسلمين هناك لا تقارن بكم الحريات التى انتزعها من يحكمون باسم الاسلام فى بلادنا. فنحن نعطى لأنفسنا الحق فى الدعوة للإسلام فى دول الغرب الكافر ونوزع المصاحف فى شوارع لندن وباريس وبرلين. ولكننا هنا نعتبر التبشير جريمة، ودخول السياح الإيرانيين نشرا للتشيع، ونحاصر بيتا تردد أن مسيحيين قد أقاموا فيه صلوات، ونحرق بيتا آخر لمجرد أن مواطنا مصريا بهائيا يعيش داخله. بل إن بعض الدول قد تقبض على مسيحيين وهم يحتفلون بالكريسماس فى بيوتهم.
تخيل لو ان أيا من ذلك حدث فى هذه البلاد للمسلمين. وهو أن حدث فى أكثر البلاد عنصرية فإن القانون والدستور لا يقبله ويعاقب من يقوم به حتى لو كان مرتكب الجريمة من أغلبية هذا البلد.
يمكنك أن تتباكى على الحريات المسلوبة كما شئت، وان تلهى الناس بالتركيز على قطعة البازل الصغيرة. ولكن حتما سيأتى يوم ستنظر إلى الصورة كاملة وتدرك أن مجتمعاتنا هى المثال العصرى للعنصرية وعدم التعايش وكراهية الآخر. ستدرك أن المسلمين الذين تدافع عنهم وتستخدمهم كدليل على مدى عنصرية الغرب يفضلون ان يظلوا هناك على الرجوع لهذه المجتمعات التى تسمى إسلامية وقد نزع منها العدل والتسامح والتعايش الذى هو أساس هذا الدين.
ربما أولى بنا كمسلمين أن نتباكى على العنصرية والكراهية التى تفشت فى مجتمعاتنا. أولى بنا أن نتباكى على دين لم يعد يعيش بيننا إلا بمظاهره. أولى بنا أن ندع المسلمين فى الغرب لحالهم. بدوننا هم افضل كثيرا. بدوننا الدين أفضل كثيرا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.