سلطت شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية الضوء على المجهودات الدبلوماسية المبذولة لحل أزمة طهران النووية من خلال المحادثات مع مجموعة "5+1" "روسيا والصين وأمريكا وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى ألمانيا"، لافتة إلى أن ثلاث مشكلات رئيسية تقف حجر عثرة أمام حل تلك الأزمة. وأضافت الشبكة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - أنه ينبغي مواجهة الحقائق الصارمة حول برنامج طهران النووي من خلال التركيز على جميع المشكلات المتعلقة بمعامل تخصيب اليورانيوم والمخزون الذي تنتجه تلك المعامل، حيث ينبغي أن يتضمن أي اتفاق محتمل الوصول إلى معادلة لحل تلك المشكلات، والتي سبق وأن عطلت الكثير من المفاوضات السابقة. وتطرقت الشبكة للحديث عن المشكلة الأولى وهي "أجهزة الطرد المركزي" حيث تمتلك إيران حوالي 18 ألف جهاز يعمل منها 10، وارتفعت تلك النسبة إلى 12 جهازا خلال العام الجاري، وتستخدم في تدوير المواد الأولية لغاز اليورانيوم على سرعات هائلة من خلال عملية تتابعية بهدف تنقية الغاز على مستويات مختلفة، مشيرة إلى أن اليورانيوم المخصب على مستويات أقل بنسبة (5ر3%) يستخدم في مفاعلات توليد الطاقة مثل مفاعل "بوشهر". أما اليورانيوم المخصب على مستويات أعلى بنسبة (20 %) يستخدم في أهداف أكثر تخصصا مثل المفاعلات المنتجة للنظائر المشعة والتي تستخدم في علاج مرض السرطان، حيث أنشأت إيران مفاعلات للأبحاث الطبية في العاصمة طهران، أما اليورانيوم المخصب بنسبة (95%) يستخدم في إنتاج الأسلحة النووية. والمشكلة الثانية هي مخزون "اليورانيوم المخصب" لدى طهران، فحسب آخر تقرير للوكالة الدولية الطاقة الذرية، تمتلك إيران حوالي 185 كيلو جراما من اليورانيوم المخصب بنسبة (20%)، وحوالي 187 كيلو جراما من اليورانيوم المخصب بنسبة (20%) الذي تم تحويله إلى مسحوق اليورانيوم قابل للاستخدام كوقود نووي، مشيرة إلى أن إيران تمتلك أكثر من 6 أطنان من اليورانيوم المخصب بنسبة (5%). ويقول خبراء إن "250 كيلو جراما" من اليورانيوم المخصب بنسبة (20 %) يستخدم لعمل مادة عالية التخصيب لصناعة رأس حربية، في الوقت الذي أنكرت فيه إيران سعيها لإنتاج أسلحة النووية مستندة إلى فتوى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي والتي تصف الأسلحة النووية بأنها "تناهض التعاليم الإسلامية". وتقول إيران إنها لا تفكر في تصدير مخزون اليورانيوم لديها إلى الخارج كجزء من اتفاق نووي محتمل مع الغرب، في الوقت الذي تدفع إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة لوقف كامل لبرنامج التخصيب الإيراني، فيما تشهد المفاوضات بين أمريكا وشركائها التفاوضيين مع إيران رغبة منهم في تقليل مستويات التخصيب لأقل درجة مطلوبة لصناعة الأسلحة النووية مع قيام إيران بإرسال الجزء الأكبر من مخزون التخصيب لديها إلى دول أخرى على المدى البعيد. أما المشكلة الثالثة والتي تطرقت الشبكة للحديث عنها هي "مواقع التخصيب"، فهناك منشأة التخصيب الرئيسية "نطنز" والتي تقع على بعد 260 كيلومترا من جنوب شرق العاصمة طهران، وهي مبنية تحت الأرض، ومحاطة ببطاريات مضادة للطائرات لحمايتها، فضلا عن منشأة أخرى "أكثر تحصينا" مبنية إلى جانب أحد الجبال تمت إماطة اللثام عنها في عام 2009 في مدينة "قم" والتي تبعد عن العاصمة بحوالي 100 كيلومتر، مشيرة إلى أن المنطقة تحظى بحماية كبيرة من قبل الحرس الثوري الإيراني. وتابعت الشبكة تقول "لقد انتهت إيران من بناء مفاعل لإنتاج المياه الثقيلة في مدينة "أراك" والتي تبعد عن طهران حوالي 255 كيلومترا، حيث يستخدم الماء الثقيل في تبريد المفاعلات النووية والتي لا تحتاج إلى يورانيوم مخصب لتشغيلها وتنتج مفاعلات الماء الثقيل أيضا مادة البلوتنيوم والتي يمكن استخدامها لعمل المواد المستخدمة في صناعة الرؤوس الحربية". وألمحت الشبكة إلى أن ثمة منطقة أخرى، وهي موقع "بارتشين"، وهي قاعدة عسكرية ومنشأة لتطوير السلاح النووي تقع خارج العاصمة طهران، حيث يشتبه في أن يحتوي الموقع على منشأة سرية تحت الأرض تستخدم لصالح برنامج إيران النووي، وهو الادعاء الذي أنكرته إيران، فيما قام المفتشون النوويون التابعون للأمم المتحدة بزيارة الموقع مرتين ويسعون لزيارته مرة ثالثة.