يا ليلة العيد أنستينا و جددت الأمل فينا يا ليلة العيد هلالك هل لعينينا فرحنا له وغنينا و قلنا السعد حا يجينا الفرق بين عيد زمان، وعيد الأن.. هو نفسه الفارق بين «البقال» و«الهايبر ماركت»..تليفون العمدة والبي بي إم.. للدكتورة نعمات احمد فؤاد كتاب ممتع عنوانه " في بلادي الجميلة" جاء على صورة مقالات عن أشخاص رواد وأماكن وأحداث، بدأت عناوين فصوله بحرف الجر "في" لتشدك إلى عالم سحري خاص يشدك إلى مصر الجميلة طول عمرها كثيرا ما أعود إلى صفحاته هو ومجموعة كتب المستشرقين الجادين الذين كتبوا عن العادات والتقاليد في المحروسة بدءا من إدوارد لين، وجوستاف لوبون، وعلماء الحملة الفرنسية، ومراجعهم المهمة: المصريون المحدثون و"سيرة القاهرة" و"وصف مصر، وحتى مقاهي الشرق ترجمة الكاتب جمال الغيطاني، وشوارع لها تاريخ للكاتب عباس الطرابيلي ومؤلفات جمال بدوي.. أعود اليها كلما اشتقت الى مصر، وكلما ضايقني الزحام وحركات الأخوان! أشتاق إلى « لحظة حنين » إلى القرية الساحرة، ورف البقال على الحائط و.. كوز درة مشوى على " المنقد "، أو كوب شاى على الفحم القوالح.. أو صلاة العيد في مسجد الشيخ عزوز في المطرية( إحدى ضواحي القاهرة التي تجمع بين الشعبي وعراقة القصور والآثار الفرعونية والقبطية) إنها ذكريات يجب ألاتغادر الوجدان الجمعى للمصريين. صحيح أنني لست قروياً.. ولكن انبهاري بالقرية ليس له حدود. وعرفت طعم الأعياد فى أحياء القاهرة الشعبية وفي شوارعها: المعاهدة وشارع المطراوي والأميرية، التى تتشابه إلى حد بعيد، مع طقوس وعادات القرية المصرية.. ولكن بنسيج مختلف. مرة واحدة قضيت العيد فى القرية- التى أصابتها ترقية حكومية فأصبحت مدينة.. يا فرحتي، لقد كان انزعاجي من الخبر يصل إلى حد الحزن! ربما تداخلت عوامل نفسية فى عدم مغادرة تلك الذكرى لعقلي ووجداني، حيث كانت الزيارة توافق سناً مبكرة للغاية وهو سن غالبية الذكريات لما تمثله من خربشة فى عقل طفل، كما كان العيد هوأول عيد تعيه الذاكرة، ويعيه عقل طفل يتلمس الطريق نحو إدراك ما يحدث فى عالمه السعيد. تحمل الغرفة المضيئة من ذاكرتي كثير من التفاصيل والمنمنمات الدقيقة للغاية، التى تبهج وتؤرق فى آن واحد! المكرونة بالصلصة كانوا يلتهمونها التهاماً، على نواصى الشوارع، وأمام الحدائق العامة " المريلاند "، وعلى الرغم من انتشار أرقى المطاعم وأشهرها- التى هى فروع وتوكيلات من مطاعم أوروبا وأمريكا، إلا أن معظم أبناء هذه الطبقة يبحث عن الطعم الأصلى.. طعم زمان. ليس هذا حنيناً إلى الماضى، ولا رغبة مستترة للعودة إلى الوراء، ولكنها ذكرى- أو إن شئت- حدوتة لجيل يصغرهم، ليتعرف على صفحة من عادات وتقاليد مصرية فى نهاية الستينات وبدايات السبعينات. على قدومك يا ليلة العيد جمعت الأنس على الخلان ودار الكأس على الندمان وغنى الطير على الأغصان يحيى الفجر ليلة العيد في القرية وقبل العيد بيومين تقريباً كان الزحام على أشده فى دكان خياط القرية مشتول السوق- الترزى- وعلى الرغم من أن الأم كانت اشترت من أجل أبناء عبد النور ملابس العيد من (مصر)- أم الدنيا كما يسميها أبناء خالتي - إلا أن أباه كان من أنصار "تفصيل" ملابس أخرى فى "البلد" حتى أبدو متساوي مع الأهل – حساسية مفرطة- الدكان عريض جداً وله باب أضخم من باب أكبر مول فى مصر الآن، مصنوع من خشب النخيل، وفى جانبيه مصطبة لانتظار الزبائن.. ترزى القرية كان فى ورطة كبيرة، لأنه ترزى عربي، متخصص فى تفصيل الجلباب العربي- فهو زى كل أبناء القرى وقتها!.. ورطة عمنا الترزى كان سببها أن ابن مصر الغلباوى يريد تفصيل بنطلون وقميص لزوم العيد، والترزى الشرقاوى الطيب يسأله: يعنى عايز بدلة؟ لأ.. بنطلون وقميص، ويظل يشرح ويشرح، ليكتشف فى النهاية أن هذا الزى "الأفرنجى" يقال له "بدلة" فى القرية.. فى أقل من ساعة كان قد تم تفصيل "البدلة" ومعاها بيجاما " بوناس ". بعد ذلك ينطلق أولاد مصر مع نظرائهم من أبناء القرية فى ليل نصف مضيئ، يقطعون القرية ذهاباً وعودة مغنين مهلللين. يا برتقان "برتقال" أحمر وكبير/ بكرة الوقفة وبعده العيد يا برتقان أحمر وصغير/ بكرة الوقفة وبعده نغَّير يا ليلة العيد يا نور العين يا غالى يا شاغل مهجتي وبالى تعال اعطف على حالي وهنى القلب ليلة العيد حبيبي مركبه تجرى وروحى بالنسيم تسرى قولوا له يا جميل بدرى حرام النوم في ليلة العيد بعد صلاة الفجر حاضراً، يذهبون إلى بيوت ذويهم، ليناموا على "الفرن" – وهو مطفأ طبعاً – فى أحضان الملابس الجديدة، ومع استنشاق رحيق الحذاء الجديد!، بعد ذلك يذهبون إلى الحقول، لركوب "النورج" الذى يديره صاحبه خدمة مجانية ومحبة لأهل قريته، أما "الحمير" ولا مؤاخذة، فعلى قفا من يركب، وتستطيع أن تمتطى ظهر أى حمار مجانا. فى صباح يوم العيد يحرص الأبناء على أداء صلاة العيد إلى جوار الآباء وهم يرتدون ملابس العيد الجديدة.. وآداء التكبيرات وما أبهجها وأخشعها. يا نيلنا ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور تعيش يا نيل و تتهنى ونحيي لك ليالي العيد [email protected]