هذا هو وقت السؤال: من هو الرئيس؟ لقد أوشك السباق أن ينطلق، وأوشكت الحلبة أن تتزين استعدادا لمقدم الفارس المغوار الذي سوف يلهب الجماهير حماسا وتغريدا ورهانا على الوصول منفردا إلى المقعد الوتير.. ومقدما نبشر الجميع: لقد مضى وقت وزمن الدعاية لمرشح ما..انتهى تماما وقت النداء على المزاد..ويمتنع كل مزايد على الوطنية والثورية والعيش والحرية والكرامة الاجتماعية.. فمن الواضح أن المصريين قد حزموا أمرهم، واستخاروا خالقهم، على أمر ما، على جواد رابح، عفي، ثائر فعلا لا قولا.. سوف أمتنع من جانبي على ذكر الاسم على الرغم من أننا لسنا في فترة الصمت الانتخابي، ولكن سوف نمضي فيما تبقى من سطور نخاطب ضمير الناخبين حول ما نريده من الرئيس القادم الذي يحمل المصريون أمانة إختياره وتنصيبه بتكليف من الشعب..وأولها أن يكون مصريا خالصا وطني صادق. الآن وقد أوشكنا على استكمال دائرة مؤسسات الدولة، فبعد أسابيع قليلة سوف يكتمل الدستور العصري ليتم الاستفتاء عليه، وبعدها تأتي الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، فاننا نطالب الرئيس الذي سوف ينتخبه المصريون، بأن يكون رئيسا لكل المصريين دون إقصاء لأحد من المختلفين أو المعارضين طالما كان مواطنا صالحا نظيف في حالته الجنائية ولو كان من الرافضين، وهذا هو الاختيار الصعب أمام من يحكم بدءا من المؤسسات الصغيرة وحتى أرفع مؤسسات الدولة وهي مؤسسة الرئاسة، أن ينجو من الآفة التي ابتلينا بها في العقدين الأخيرين، ألا وهي تصفية الحسابات.. نريد رئيسا متسامحا في قوة مع أطياف شعبه، نريد رئيسا متسامحا مع نفسه قبل أن يتسامح مع الآخرين، ليمد لهم يده ويمدوا له أياديهم حتى تتعافى مصر من دون تهاون في حق الدولة. نريد رئيسا لمصر محصنا ضد الغرور وضد الفرعنة والتأليه الذي يسربه إليه البطانة غير الأمينة، نريده صلبا، صلدا، في مواجهة دوران الكرسي الذي يحرضه على الاطاحة بالخصوم. نريد رئيسا لمصر غير قابل للكسر، غير قابل للابتزاز، يمتلك قراره، وبعيدا عن الصلف والغرور، حتى لايتصور أن شعبه هم مجموعة من المريدين والدراويش يطلقون البخور في حضرته وغيابه.. نريد رئيسا يحمينا من تنكيل وبطش أصحاب الحظوة ومقربي السلطة وأقوياء هذا الزمان من عبدة المال والسلطان. نريد رئيسا قبل أن يتباهى بعدد أصوات الصندوق، يبادر بالنظر الى عدد الخصوم، حتى يدرس برامجهم ومميزات شخصيتهم، وان يحلل مفردات خطابهم.. نريد رئيسا لمصر يتعلم من أخطاء من سبقوه، فيعلي سيادة القانون ويفعل دولة العدالة، ويبتر كل يد مرتشية، ويثمن الايدي العاملة الشريفة، ويقضي على الفساد والظلم والقهر والواسطة البغيضة، ويستعيد الأمن والعبث بمقدرات الدولة والفرد، وتشغيل الشباب الذي لولاه لما شهدت مصر رءوس الفساد وهي تتطاير. نريد رئيسا يقدر ويقدس رفعة المنصب، وما أقساها من مهمة، وما أعلاه من شرف، نريد رئيسا ينفض الظلم عن العامل والموظف والفلاح، نريد رئيسا يحقق للمرأة كرامتها، رئيسا يمحو عار العشوائيات، ويمنح لهم الحياة الآمنة، ومسكن آمن ذات سقف وجدران تمنع اختلاط الأبناء مع الآباء ليلا بما يحمي حمرة الخجل لدى أفراد الأسرة.. لقد بات الجميع يعلم أن الشعب لن يقاد بعد اليوم، ولن يرغم على ما لا يرضيه، وبدون الرضا والدعم الشعبي لن تكون هناك دولة قوية. نريد رئيسا يؤمن بأن الأمن ليس بالهراوات ولا الغاز المسيل.. الأمن في الرضا، خاصة لأولئك الذين لا يتمتعون بالحد الأدنى من العيش الكريم. هذا هو دستورنا يا سيادة الرئيس المنتظر.. [email protected]