أكد علماء الأزهر والأوقاف ضرورة الاهتمام بتطبيق مبادئ الدين تطبيقا عمليا وعدم الاكتفاء بمعرفتها معرفة نظرية مع التطبيق العملي لمبادئ الدين وبالتنظير له والاهتمام بالشكل والمظهر واحترام الكبير وتوقير العلماء. جاء ذلك خلال الندوات الدينية التي نظمتها مديرية أوقاف الأقصر بمساجد المحافظة لعلماء قافلة الأزهر والأوقاف الدعوية التي تزور الأقصر برئاسة الشيخ محمد عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم، تحت عنوان "توقير العالم والكبير على اهتمام الشريعة الإسلامية بالخلق الحسن وارتباط الإيمان بالسلوك من أجل تقدم المجتمع واستقراره". وأكد الشيخ محمد عبد الرازق أن "العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم المؤتمنون على دعوة السماء بعد الرسل الكرام، يعلمون الجاهل، ويرشدون الضال، ويقومون المنحرف المعوج، وهم أهل الخشية"، مشددا على أن "الخوض في لحوم العلماء من الغيبة المحرمة شرعا". وأضاف أن "احترام علماء الإسلام وتوقيرهم دليل على صحة إيمان الأمة وسلامة إسلامها، فالأمة التي لا تقدر علماءها ولا تجعلهم في أسمى وأعلى مكانة؛ هى أمة لديها خلل في تفكيرها، وتراجع في قيمها ومبادئها وأخلاقها". من جانبه، أوضح الدكتور محمد عبد العاطى عباس، أستاذ العقيدة و الفلسفة ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة، أن "سلفنا الصالح كان الواحد منهم يحفظ عشر آيات من القرآن الكريم ولا يتجاوزهن إلى حفظ غيرهن إلا بعد أن يعمل بهن، فتعلموا العلم والعمل معا، وكان نتيجة ذلك تربعهم على عرش الريادة والقيادة والسيادة للأمم سنوات عديدة". وحذر من "التهاون في التطبيق العملي لمبادئ الدين والاهتمام بالتنظير له وبالشكل والمظهر وترك المضمون والجوهر، مما يؤدى للتخلف عن الركب"، وقال: "لا يمكننا أن نعود إلى ما كان عليه أسلافنا إلا إذا عدنا إلى جوهر ديننا وطبقنا مبادئه الأخلاقية ومثله العليا تطبيقا عمليا". وأضاف أن "من مكارم الأخلاق التي يجب أن نتحلى بها احترام الكبير واحترام وتوقير العلماء"، مشيرا إلى أن "مدلول كلمة "الكبير" مدلول واسع، فيشمل كبير السن وكبير المقام وإن كان صغيرا كالعالم العامل والإمام العادل"، مستشهدا بأحاديث تبين بجلاء قيمة احترام الكبير والعالم. وأشار إلى مكانة العلماء في الإسلام وكيف أن الله مدحهم في غير آية من كتابه، ومدحهم رسوله (صلى الله عليه وسلم) وكيف أن وجودهم رحمة ونعمة تستوجب الشكر وموتهم مصيبة تستوجب الصبر لأن العلم يقبض بقبضهم ثم يتخذ الناس رؤساء جهالا يضلون ويضلون. فيما أكد الدكتور عبد المنعم أبو شعيشع، وكيل كلية أصول الدين بطنطا، أن "الإسلام دين الأخلاق والإحسان والاحترام، من ذلك أنه دعا إلى توقير العلماء والكبار، فالعالم يوقر لعلمه ومكانته عند الله تعالى". ومن المقرر أن يلقى علماء القافلة خطبة الجمعة اليوم بالأقصر حول دور الأزهر فى توعية الأمة.