تصدر حزب التجمع الوطني اليميني وحلفاؤه نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، حاصدا أكثر من 33.4% من الأصوات؛ مما جعل منه قوة لا يستهان بها في المشهد السياسي. مع اقتراب زعيم اليمين المتطرف من رئاسة الحكومة.. هل يستقيل ماكرون؟ ماكرون يخسر مقامرته.. اليمين المتطرف يقترب من حكم فرنسا| تفاصيل وجاء الائتلاف الرئاسي بقيادة ماكرون في المركز الثالث، وفقا لبيانات من وزارة الداخلية الفرنسية. وفي حال وصل حزب التجمع الوطني برئاسة جوردان بارديلا (28 عاماً) إلى رئاسة الحكومة، اذا فاز في الجولة الثانية المقررة الأحد المقبل، فستكون هذه المرة الأولى التي تحكم فيها فرنسا حكومة منبثقة من اليمين المتطرف، منذ الحرب العالمية الثانية. وعرفت فرنسا في تاريخها الحديث ثلاث فترات من التعايش بين رئيس وحكومة من توجهات مختلفة، في عهد فرنسوا ميتران (1986 - 1988 و1993 - 1995) وفي عهد جاك شيراك (1997 - 2002). فرنسا مهددة بالدخول في المجهول.. ولا مفر من "التعايش" بين ماكرون وبارديلا بعد تفوق حزبها في الانتخابات.. لوبان: الفرنسيون قضوا عمليا على معسكر الرئيس ماكرون وقد مر اليمين بمحطات عدة قبل وصوله لهذه لمرحلة الحرجة في التاريخ السياسي الفرنسي وهذه أبرز ملامح تشكله؛ وفقا لما أوردته شبكة "سكاي نيوز عربية": 1972 أسس الجندي السابق جان ماري لوبان الجبهة الوطنية، وهو حزب يميني متطرف يتألف من قدامى المحاربين الذين خاضوا حرب الجزائر والمتعاونين الفرنسيين من نظام فيشي (نظام الحكم في فرنسا بين عامي 1940 و1944). 1974 خاض لوبان الانتخابات الرئاسية لكنه حصل على أقل من 1 بالمئة من الأصوات، وبعد ذلك بعامين تعرض منزله في باريس لهجوم بقنبلة، ولم يتم تحديد الجناة. 1981 لم يستطع لوبان جمع العدد الكافي لتأييد ترشحه للانتخابات الرئاسية والتي فاز بها اليساري فرانسوا ميتران، وفي السنوات التالية، اجتذب لوبان تدريجيا مؤيدين جدد. 1986 فاز الحزب بأول مقاعده في البرلمان المعروف باسم الجمعية الوطنية. 1987 أدلى لوبان بتعليقات اعتبرت معادية للسامية، وهو ما عرضه في أحيان كثيرة لمشكلات قانونية لكنه ظل يحظى بدعم قطاع من الناخبين. 1988 حصل لوبان على 14.4 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، وفي العام التالي فاز حزب الجبهة الوطنية بأكثر من 10 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الأوروبية، كما بدأ الحزب في التركيز على الإسلام والمهاجرين المسلمين باعتبارهم أحد اهتماماته السياسية الرئيسية. 1995 فاز حزب الجبهة الوطنية بثلاثة مجالس بلدية في الجنوب، تولون وأورانج ومارينيان، مما يشير إلى تنامني شعبيته. 2002 ترشح لوبان للرئاسة وحصل على 16.86 بالمئة من الأصوات، وهو ماكان كفيلا بتأهيله لخوض جولة إعادة أمام جاك شيراك. أحدث هذا الأداء القوي صدمة في جميع أنحاء فرنسا، وشاع الخوف من احتمال تحقيق هذا الحزب اليميني المتطرف لنتائج جيدة. وتضامن سياسيون من اليمين واليسار معا لمنع لوبان من الفوز في الجولة الثانية، وفاز شيراك بأكثر من 80 بالمئة من الأصوات في جولة الإعادة. 2008 قضت محكمة بسجن لوبان 3 أشهر مع إيقاف التنفيذ وتغريمه عشرة آلاف يورو لقوله إن الاحتلال النازي لفرنسا "لم يكن غير إنساني إلى حد كبير". 2011 أصبحت مارين لوبان، ابنة لوبان، الزعيمة الجديدة للجبهة الوطنية بعد فترة اتسم فيها أداء الحزب بالضعف في استطلاعات الرأي وواجه فيها ضغوطا مالية متزايدة. 2012 مارين لوبان تخوض أول انتخابات رئاسية وتنتهي مساعيها بالفشل. 2014 حقق حزب الجبهة الوطنية نتائج مميزة في انتخابات العام ليصبح له السيطرة على 11 مجلسا بلديا كما حصل على المركز الأول في انتخابات البرلمان الأوروبي. 2015 تم تعليق عضوية جان ماري لوبان في الحزب بعد وصف المحرقة بأنها"تفصيلة" من الحرب العالمية الثانية، وفي نفس العام فصلته ابنته من الحزب. 2017 ترشحت مارين لوبان للرئاسة مرة أخرى، لكنها خسرت أمام إيمانويل ماكرون، وبعد ذلك، كثفت جهودها لجعل الحزب أكثر قبولا لدى جمهورأوسع من الناخبين، سعيا إلى النأي به عن ماضيه الذي وصف بالعنصرية، وفي الوقت نفسه منح نوابه البرلمانيين مظهرا أكثر احترافية عبر تدريب إعلامي وحضور واضح على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي عام 2018، غيرت اسم الحزب إلى التجمع الوطني. 2022 تم اختيار جوردان بارديلا (28 عاما)، وهو أحد تلاميذ مارين لوبان، ليكون الرئيس الجديد لحزب التجمع الوطني. 2024 قاد بارديلا الحزب في انتخابات البرلمان الأوروبي وهزم حزب ماكرون، ودفع الرئيس إلى الدعوة إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وأصبح بارديلا مرشح حزب التجمع الوطني لرئاسة الوزراء.