في خطوة استراتيجية لتعزيز سلطته، عين الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش حليفه الموثوق به، ميلوس فوسيفيك، كزعيم معين للحكومة الجديدة في البلاد. ويبرز فوسيفيك، البالغ من العمر 49 عامًا، والذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، كخليفة لآنا برنابيتش، مما يعكس استمرار قبضة فوتشيتش على الحكم بعد الانتخابات العامة المثيرة للجدل في ديسمبر. ووفقا لما نشرته بلومبرج، يأتي هذا الاقتراح وسط اضطرابات سياسية طويلة الأمد في صربيا، مع مزاعم بحدوث مخالفات انتخابية وخلافات تحيط بنتيجة الاقتراع في ديسمبر. وفي حين حقق حزب فوتشيتش التقدمي انتصارا مدويا، شهدت العاصمة بلغراد نتيجة متناقضة، مما أثار تكهنات بإعادة الانتخابات في يونيو وسط احتجاجات مستمرة. وأعرب الرئيس فوتشيتش عن ثقته في قدرات ميلوس فوسيفيك، مستشهدا بخبرته الواسعة في مختلف الأدوار القيادية داخل الحزب التقدمي والحكومة. وتؤكد فترة تولي فوتشيتش منصب عمدة نوفي ساد، ثالث أكبر مدينة في صربيا، وتعييناته اللاحقة داخل حكومة برنابيتش، على فطنته السياسية وانسجامه مع أجندة فوتشيتش. ويشير اختيار فوسيفيك إلى التزام فوتشيتش بتوجيه المسار الدبلوماسي لصربيا، وتحقيق التوازن بين تطلعات عضوية الاتحاد الأوروبي والحفاظ على العلاقات مع روسياوالصين. والجدير بالذكر أن فوسيفيك رافق فوتشيتش في زيارات دولية محورية، بما في ذلك رحلة مهمة إلى الصين في أكتوبر، مما سلط الضوء على تحالفات صربيا الإستراتيجية بما يتجاوز الشراكات الغربية التقليدية. إن الموقف الجيوسياسي الذي تتبناه صربيا، وخاصة فيما يتصل بالقضية الخلافية المتعلقة بسيادة كوسوفو، يظل يشكل عاملاً رئيسياً في أجندة سياستها الخارجية. ومع لعب الصينوروسيا دوراً محورياً في المساعي التي تبذلها صربيا لمنع الاعتراف الدولي الكامل بكوسوفو، فإن تعيين فوسيفيك يسلط الضوء على المناورات الدبلوماسية المستمرة التي تقوم بها صربيا في المنطقة.