واصلت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني (عرب 48) استعداداتها لتنظيم "يوم النفير" إلى المسجد الأقصى صباح يوم غد الأربعاء، على الرغم من اعتقال الشرطة الاسرائيلية للشيخ رائد صلاح رئيس الحركة عندما كان في طريقة للمشاركة في المؤتمر الصحفي "ربيع القدس والأقصى". ولم يمنع اعتقال صلاح من انطلاق أعمال مؤتمر "ربيع القدس والأقصى" اليوم على سطح بناية عائلة الحلواني في بلدة وادي الجوز في القدسالمحتلة والذي يتناول آخر التطورات التي تتهدد القدس والمسجد الأقصى وسبل مواجهتها. وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا، في القدس الشيخ عكرمة صبري: "إن اعتقال الشيخ رائد مخالف لقواعد حرية الرأي ولا يجوز لأي سلطة أن تكمم الأفواه، وعليها أن تحترم حرية الرأي والكلمة والحركة"، مشيرا إلى أن سبب الاعتقال قد يكون دعوة الشيخ للنفير للأقصى غدا. ومن جهته؛ أعرب الناطق باسم الحركة الإسلامية في الداخل المحامي زاهي نجيدات عن استهجانه لاعتقال صلاح، واعتبرها خطوة استقواء وعربدة ومحاولة لعرقلة الفعاليات التي ستنطلق اليوم عبر افتتاح خيمة الاعتصام وهي محاولة ترهيب أبناء الحركة الإسلامية ومحبي المسجد الأقصى للانفضاض من حول قضيتهم المقدسة. وفي سياق متصل، أكد الناطق الإعلامي باسم "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" محمود أبو عطا، أن الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني تواصل استعداداتها لتنظيم "يوم النفير" إلى المسجد الأقصى صباح يوم غد الأربعاء، رغم اعتقال رئيس الحركة الشيخ صلاح. وأضاف أبو عطا، في تصريحات صحفية، أنه تم توجيه دعوات وأطلقت حملة إعلامية لرفد أكبر عدد من المصلين في المسجد الأقصى، وأن مؤسسته ومؤسستي البيارق وعمارة الأقصى تستعدان لرفد المسجد الأقصى بمئات المصلين والمرابطين الذين يتواجدون بداخله يوميا للصلاة فيه وأداء العلم، على خلفية دعوات من أذرع الاحتلال لاقتحامات جماعية وتدنيس المسجد الأقصى بمناسبة الأعياد اليهودية. وأوضح أن "يوم الأربعاء يوافق أول يوم من مراسيم ما يسمى "عيد رأس السنة العبرية" ، والذي يستمر ليومين، فيما يوافق يوم السبت 14 سبتمبر ما يطلقون عليه "يوم الغفران"، ويليه "عيد العرش العبري" الذي يوافق يوم الخميس 19 سبتمبر وتستمر مراسيمه حتى 26 من الشهر نفسه ، حيث يختم فيما يطلقون عليه " فرحة التوراة". كما دعت حركة "اقرأ"، التي تعتبر الذراع الطلابي ل"الحركة الإسلامية" في الداخل الحركات والأطر الشبابية هناك إلى "أخذ دور فاعل في المشاركة الجماهيرية عبر شد الرحال والنفير العام للمسجد الأقصى غدا. وأشارت الحركة في بيان صحفي إلى أن ذلك يأتي "تصديا للجماعات اليهودية التي أعلنت عن نيتها تنظيم اقتحام جماعي للمسجد الأقصى في ذكرى ما يسمى (رأس السنة العبرية)". وقالت الحركة إنه "بينما ينشغل العالم، وتسلط أضواء الإعلام على ما يجري في مصر وسوريا من تداعيات الأحداث هناك، تستغل المؤسسة الإسرائيلية هذه الأحداث في غياب عن الأنظار، لتمضي قدما بخطوات أسرع نحو مخططاتها حول المسجد الأقصى المبارك وما يبيتون له من نوايا احتلالية تفرض واقعا يفضي إلى تقسيمه". وأضافت: إن "حركات ومنظمات دينية يهودية متطرفة تحت غطاء ودعم من المؤسسة "الإسرائيلية" وجهت دعوات متكررة للشعب "الإسرائيلي"، باقتحامات جماعية للمسجد الأقصى المبارك"، مشيرة إلى أن بعض هذه الدعوات "صدرت عن قيادات سياسية حزبية وعسكرية إسرائيلية أمثال عوزي ديان نائب رئيس أركان الجيش السابق، وتصريحاته المشؤومة حول تكرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي، وما تبعه من تقسيم واحتلال، كسلسلة للاعتداءات والاقتحامات اليومية على يد سوائب المتطرفين وقطعان سياح بلباس فاضح لا يحترم حرمة المكان في حماية الشرطة وقوات الجيش الإسرائيلي. وأعربت الحركة عن رفضها وإدانتها "لهذه الدعوات البائسة" ووصفتها بأنها "تعد واضح وصارخ على قدسية المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك صريح لحرمته واستفزاز لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم". وحملت "اقرأ" السلطات الإسرائيلية بأذرعها السياسية والأمنية تبعات هذه الدعوات، مناشدة جميع الهيئات الرسمية وغير الرسمية والحركات الطلابية والأطر الشبابية في العالم العربي، والأمة الإسلامية والعالم الحر بالقيام بواجبها تجاه نصرة قضية المسجد الأقصى المبارك.