قال مسؤول بارز في وزارة السياحة المصرية إن الاتفاقيات السياحية التي تم إبرامها مع الجانب التركي لم يتم تجميدها حتى الآن مستبعدا ذلك جراء الموقف السياسى لأنقرة من الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى وفض مظاهرات ميدانى رابعة والنهضة منتصف الشهر الجاري. وأضاف المسئول فى مقابلة هاتفية لوكالة الاناضول للأنباء أن الاتفاقيات التي أبرمتها وزارة السياحة على مدار العامين الماضيين تصب في مصلحة السياحة المصرية بالدرجة الاولى لما تمثله تركيا من قوة كبيرة سياحيا في قلب أوروبا. وأوضح المسئول " خلال العامين الماضيين تم توقيع العديد من الاتفاقيات مع الشركاء الاتراك للتسويق المشترك بين البلدين خاصة فى أمريكا اللاتنية والتى تتواجد بها الخطوط التركية مقارنة بعدم قدرة مصر للطيران الوصول لهذه الاسواق الجديدة خاصة البرازيل والارجنتين". وكانت مدينة شرم الشيخ شمال شرق مصر قد استقبلت أول طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية التركية خلال أكتوبر / تشرين أول الماضي في إطار تسيير رحلات مباشرة بينها ومدينة إسطنبول التركية . ويسيّر الطيران التركي أربع رحلات أسبوعياً إلى شرم الشيخ من اسطنبول منذ أكتوبر/ تشرين أول الماضي بالإضافة إلى ثلاث رحلات من اسطنبول إلى الغردقة شرق مصر. وقال المسؤول لا نعرف ما إذا كان المسئولون الاتراك عازمون على تسيير رحلات مباشرة من إسطنبول إلى مدينتي الاقصر وأسوان جنوب مصر خلال الفترة المقبلة حسب ما أعلنوا أم سيكون للموقف السياسي التركي تأثير على التعاون السياحى بين البلدين . وحسب بيانات صادرة عن وزارة السياحة المصرية فإن أعداد المصريين الذين يسافرون إلى تركيا سنويًا حوالي 100 ألف سائح مقابل 70 ألف سائح من تركيا إلى مصر. وأشار المسؤول المصري إلى أن التعاون بين القاهرة وأنقرة في النشاط السياحى يصب فى مصلحة البلدين حيث يمتلك رجال الاعمال الاتراك العديد من شركات تنظيم الرحلات العاملة فى أوربا مثل شركتى بيجاس وتيز تورز ويساهمون فى بعض الشركات الاوربية فى مقابل ذلك تمتلك مصر مقومات وموارد سياحية لا تتواجد بتركيا. وأضاف أن تركيا لديها تواجد سياحى قوى فى دول شرق أوربا ووسط آسيا بحكم العلاقات الثقافية والقرب الجغرافى لهذه البلدان ومصر بحاجة إلى التواجد فى هذه الاسواق السياحية الواعدة . وأوضح أن تجميد الاتفاقيات سيأتى بأضرار سلبية على الطرفين ويجب الفصل بين السياسة والاقتصاد خاصة فى الوقت الحالى . وفقد قطاع السياحة المصرى خلال يوليو الماضي 24% من الحركة السياحية الوافدة إليه جراء التحذيرات التى أطلقتها الاسواق المصدرة للحركة السياحية بعدم السفر لمصر. وأكد اتحاد الغرف التجارية بمصر تعليق كافة علاقاته الرسمية مع الحكومه التركية، إلى أن يقدم رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، اعتذارا رسميا لشعب مصر على حد وصف البيان الذى أصدره الاتحاد عن "الإساءة " لشيخ الأزهر أحمد الطيب. وتصدر تركيا لمصر بضائع بقيمة 3.98 مليار دولار، بينما تبلغ صادرات مصر لتركيا 216.4 مليون دولار، كما يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 5.1 دولار . وتستهدف تركيا رفع حجم التبادل التجاري مع مصر إلى 10 مليارات دولار، وزيادة استثماراتها إلى 5 مليارات دولار، خلال 5 سنوات قادمة. وقال مصطفى رسلان رئيس غرفة السلع والعاديات السياحية بمدينة الغردقة عاصمة إقليم البحر الاحمر شرق مصر إن التواجد التركى على مدار السنوات الخمس الماضية شهد نموا كبيرا خاصة فى الجانب الاستثمارى وإدارة الفنادق والمحلات التجارية بمدن البحر الاحمر خاصة وجنوبسيناء شمال شرق مصر. وأضاف أن شركات السياحة التركية نجحت خلال السنوات الثلاث الماضية فى التوغل فى نشاط الادارة الفندقية وهى تدير أكثر من 7 فنادق ضخمة بالمنطقتين فضلا عن تعاقد هذه الشركات مع معظم الفنادق بمنطقة البحر الاحمر التي تعد مقصدا بارزا للسياحة الروسية . وتعد شركتى بيجاس وشركة تيز من كبرى شركات السياحة الاوربية التى يساهم فيها رجال اعمال أتراك وتعملان فى السوق الروسى ودول شرق أوربا . وقال رسلان " خلال العام الماضى قام رجال الاعمال الاتراك بالتواجد بكثرة فى الغردقة واستئجار محلات لبيع البضائع والعاديات للأجانب ...ورغم الاوضاع السياسية التى تشهدها مصر على مدار الثلاث أعوام الماضية إلا أنهم في تزايد".