أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأربعاء، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على مستجدات الأوضاع الجارية في الساحة الفلسطينية وخاصة المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية الجارية. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس عباس، الذي يزور العاصمة عمان، في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر اليوم، عقب لقائه العاهل الأردني في الديوان الملكي وسط العاصمة. وفي المؤتمر قال الرئيس الفلسطيني: "لقد تحدثت مع الملك عبد الله الثاني عن آخر مستجدات المفاوضات الجارية بيننا وبين الإسرائليين، وما يهمنا هنا ليس فقط أن يعرف الأردن، وإنما لنتشارك لأنه شريك في أكثر من قضية مباشرة غير القضية القومية والوطنية وهي الحدود والمياه واللاجئين والأمن وغيره". وأضاف: "بالنسبة لنا الأردن شريك كامل، وعلينا أن نضعه في الصورة ونتشاور معه قبل وبعد المفاوضات". وفي رده على سؤال لأحد الصحفيين حول موافقة الجانب الفلسطيني على رفض الجانب الإسرائيلي للوجود الأمريكي خلال جلسات التفاوض، قال عباس "هذا ليس طلبا فلسطينيا، لكن الجانب الأمريكي طلب الحضور ونحن أيدنا وأكدنا على ذلك على الرغم من تحفظ الجانب الإسرائيلي على هذا، ويمكن أن نحل هذا الموضوع داخل الغرف المظلمة بيننا وبينهم". وشدد عباس على "الدور الفاعل" الذي تقوم به الولاياتالمتحدةالأمريكية، وخاصة الجهود التي يبذلها وزير خارجيتها جون كيري من أجل دفع عملية السلام. كانت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية كشفت مؤخراً عن خلافات "حادة" نشبت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال جلسة المفاوضات الأخيرة الثلاثاء قبل الماضي، في مدينة القدسالمحتلة. وأضافت الصحيفة أن تلك الخلافات تمركزت حول مهمة المبعوث الأمريكي مارتين أنديك (الذي ترفض إسرائيل حضوره للجلسات التفاوضية). وكان وزير الخارجية الأمريكي اختار أنديك كمبعوث أمريكي لمحادثات السلام وأرسله إلى المنطقة للمشاركة في جلسات المفاوضات ليكون شاهداً على ما يجري في كواليس اللقاءات التي تتم بعيداً عن وسائل الإعلام. واستأنف الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي أواخر يوليو/تموز الماضي مفاوضات السلام عقب انقطاع دام ثلاثة أعوام، بعدما علّقت السلطة الفلسطينية مشاركتها بسبب رفض إسرائيل آنذاك تمديد قرار تجميد البناء الاستيطاني. وتجرى الجلسات التفاوضية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي بلغت 4 جلسات منذ انطلاقها وحتى اليوم، وسط أجواء من السرية التامة، ودون الإعلان عن أي نتائج تذكر. غير أن تلك المفاوضات تخللها منذ انطلاقها، إعلان إسرائيلي متواصل عن طرح عطاءات بناء في مستوطنات الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، وهو ما يراه مراقبون فلسطينيون بمثابة "ضربة" للجهود الرامية لدفععملية السلام، ودليل على أن إسرائيل لا تريد أي نجاح لهذه المفاوضات.