أفردت صحف اليوم الجمعة تغطيات موسعة لمليونية "الغضب" التى دعت اليها جماعة الاخوان المسلمين اليوم، فضلاً عن مخططات احراق الدولة. مجلس الوزراء:: مخطط إجرامي لتقويض أركان الدولة.. وحماية المنشآت بالأسلحة والذخيرة الحية.
تواصلت أمس تداعيات وردود الفعل المتباينة حول فض اعتصامي منطقتي رابعة العدوية ونهضة مصر, وأعمال العنف والتخريب وإشعال الحرائق التي قام بها أنصار جماعة الإخوان بالعاصمة والمحافظات, ردا علي فض الاعتصامين. فقد أعرب مجلس الوزراء خلال اجتماعه أمس برئاسة الدكتور حازم الببلاوي عن تصميمه علي مواجهة الأعمال الإرهابية والعمليات التخريبية التي تقوم بها عناصر من تنظيم الإخوان, وأكد أنه سوف يتصدي بكل قوة وحسم لأي محاولات للاعتداء علي المواطنين والمنشآت, أو الممتلكات العامة, وهي أعمال تدور في إطار مخطط إجرامي يهدف بوضوح إلي تقويض أركان الدولة المصرية بإشاعة الفوضي وهدم مؤسساتها. وفي السياق نفسه, أمر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية رجال الشرطة باستخدام الأسلحة النارية والذخيرة الحية للدفاع الشرعي عن أنفسهم, والمنشآت الحكومية والشرطية. وقد كلف الوزير الجهات الشرطية بتزويد الأقسام والمراكز ومديريات الأمن بالأسلحة والذخيرة الكافية. وكشف مصدر أمني عن أن أجهزة وزارة الداخلية رصدت جرائم ليس لها أي علاقة بالخلاف السياسي, ارتكبها منتمون لجماعة الإخوان, منها القتل والتعذيب والتمثيل بجثث الضحايا, واستهداف الضباط, وحرق المقدسات الدينية وإهانتها. وشدد علي أن تلك الجرائم تكشف عن عودة الإرهاب إلي مصر وحماية المنشآت, واستخدام شعارات الدين في أعمال إجرامية. وعلي جانب آخر, وفي جنازة رسمية مهيبة من مسجد الشرطة بالدراسة, شيعت أعداد غفيرة من المواطنين أمس شهداء الشرطة من الضباط والأفراد والمجندين الذين جادوا بأرواحهم خلال مشاركتهم في فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر وحماية المنشآت, وقد ارتفع عدد شهداء الشرطة إلي74 شهيدا بالقاهرة والمحافظات. وأكدت وزارة الداخلية في بيان لها استمرار جهود أبنائها بكل عزيمة وإصرار في ملاحقة العناصر الإرهابية التي تستهدف أمن الوطن. وأعلن الدكتور محمد فتح الله, المتحدث الرسمي لوزارة الصحة, عن ارتفاع حصيلة الاشتباكات التي وقعت أمس الأول بالقاهرة والمحافظات إلي525 حالة وفاة, و3717 مصابا, مشيرا إلي خروج913 من المصابين من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج وتحسن حالتهم, بينما يتبقي2790 آخرون تحت العلاج والملاحظة. وأوضح أن عدد الوفيات بميدان رابعة بلغ 202 حالة وفاة, بينما بلغ عدد حالات الوفاة بميدان النهضة87 حالة, وفي حلوان29 بالإضافة إلي207 بباقي المحافظات. ومن جانب آخر, أعلنت جماعة الإخوان عن تنظيم مسيرات بجميع المحافظات اليوم للتنديد بفض الاعتصامين, والمطالبة بعودة الرئيس المعزول, وتظاهر أمس المئات من مؤيدي الإخوان أمام مسجد خاتم المرسلين بالجيزة, ونظموا مسيرة طافت منطقة العمرانية. واقتحم الآلاف مبني محافظة الجيزة, وأشعلوا النيران فيه بعد الاعتداء علي أفراد الأمن المكلفين بتأمين المبني. ونجحت قوات الأمن في القبض علي عدد من المتورطين في إشعال النيران, كما ضبطت أربعة عناصر مسلحة من جماعة الإخوان بالطريق الدائري, ومعهم كمية من الأسلحة النارية والبيضاء والذخيرة الحية. وانطلقت من مسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد بمدينة نصر جنازة جماعية للعديد من الضحايا الذين لقوا مصرعهم خلال فض الاعتصام. وفي تصعيد مفاجئ, أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إلغاء بلاده مناورات النجم الساطع العسكرية مع مصر, التي كان من المقرر إجراؤها الشهر المقبل. وقطع أوباما عطلته لإلقاء بيان أدان فيه بشدة تصرفات قوات الأمن المصرية, كما استنكر العنف ضد المدنيين في مصر. وأضاف أوباما أن بلاده ستعيد النظر في خطوات أخري في علاقاتها مع مصر, لكنه لم يشر بشكل مباشر إلي مصير المساعدات الأمريكية لمصر. وأعلنت جين ساكي, المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية, أن الولاياتالمتحدة ستراجع مختلف جوانب علاقاتها مع مصر, بما في ذلك المعونات. وطالبت كاثرين آشتون المفوضة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي برفع حالة الطواريء التي تم إعلانها بمصر في أسرع وقت. وفي لندن, استدعت الخارجية البريطانية السفير المصري, وأعربت له عن قلقها من تصاعد العنف. وفي باريس, دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إلي بذل كل الجهود لتفادي حرب أهلية في مصر, وفي برلين, طالب وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر فيله بمنع تصاعد العنف في مصر.