قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر بالشريف، إن فرض الصيام كان هو يوم عاشوراء فعندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ووجد يهودا يصومون ذلك اليوم (سأل ما هذا؟ قالوا: هذا يوم نجا الله فيه موسى.. فقال: نحن أولي بموسي منهم.. فصامه وأمر أصحابه بصيامه) وظل عاشوراء فرضا على المسلمين إلى أن أنزل الله سبحانه وتعالى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} حتى قال: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} فأصبح هذا ناسخا لهذا وظل صوم يوم عاشوراء سنة إلى يوم الدين حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لو بقيت لقابل لصمت تاسوعاء وعاشوراء) ولكنه صلى الله عليه وسلم انتقل إلى الرفيق الأعلى فصار من السنة المرغوب فيها أن نصوم تاسوعاء وعاشوراء. وأضاف جمعة عبر فيسبوك: "من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته" وقال عبد الله بن المبارك -وكان في سند الحديث- : "فجربناه ستين سنة فوجدناه صحيحا" أي أنه وسع في سنين فوسع الله عليه وضيق في أخرى فضيق الله عليه ، والحمد لله رب العالمين ولقد جربناه أكثر من أربعين عاما فوجدناه صحيحا والحمد لله لم ننقطع عنه أبدا ونوسع على العيال في أرزاقهم هذا اليوم فيوسع الله علينا أرزاقنا سائر السنة. فالتطوع بالصيام أمر مرغوب فيه ومندوب إليه إذا أردت أن تصل إلى الله بالأنوار فعليك بالصيام ؛فالصيام يجلي النفس ، والصيام يقطع الشهوة ،والصيام ينور القلب . حكم ترك صيام يوم عاشوراء قال مجمع البحوث الإسلامية، إن عاشوراء هو اليوم العاشر من ال محرم، وصيامه سنة لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم عاشوراء: يوم العاشر " رواه البخاري، وورد في فضل صيامه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رجلا سئل النبيصلى الله عليه وسلم عن صيام عاشوراء فقال: (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم، كما يستحب صيام يوم تاسوعاء لقوله صلى الله عليه وسلم:" لئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع". وأضاف مجمع البحوث عبر الفيسبوك: لما كان صوم عاشوراء مستحب يثاب فاعله ولايعاقب تاركه فمن شرع في صيام عاشوراء ثم أفطر عامدا فلا شيء عليه عند جمهور الفقهاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم الصائم المتطوع أمير نفسه. وذهب فقهاء الحنفية إلى أن من تلبس بصوم النفل لا يجوز له الفطر لقوله تعالي " ولا تبطلوا أعمالكم " فإن أفطر وجب عليه القضاء، أما من أفطر ناسيا في صوم عاشوراء أو غيره فصومه صحيح لم يبطل لقوله صلى الله عليه وسلم " من أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه.