التقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بقيادات الدعوة بالمديريات الإقليمية ومديري الدعوة والمنسقين الإعلاميين ومسئولي الدعوة الإلكترونية المعتمدين بالمديريات والإدارات الفرعية على مستوى الجمهورية، بأكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر. وخلال اللقاء أكد وزير الأوقاف أن أهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق، وإذا وجد أهل الحق ارتدع أهل الباطل عن باطلهم، مشيرًا إلى قول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، فالحق سبحانه وتعالى لم يعدهم بشيء من الدنيا، بل وعدهم بالأجر العظيم في الآخرة، يقول أحد الحكماء: يا ابن آدم أنت في حاجة إلى نصيبك من الدنيا ، ولكنك إلى نصيبك من الباقية أحوج، فإن أنت بدأت بنصيبك من الآخرة وكانت عينك على طاعة الله مَرَّ بنصيبك من الدنيا فانتظمه انتظامًا فأصلح الله لك أمر الدنيا والآخرة، وإن أنت بدأت بنصيبك من الدنيا على حساب نصيبك من الآخرة ضيعت نصيبك من الآخرة وكنت في نصيبك من الدنيا على خطر، وليس لك منه إلا ما كتب لك، فنحن بين سبيلين بيَّنهما الحق سبحانه وتعالى في مواضع عديدة من كتابه تعالى، فالآخرة تحتاج إلى سعي وهو سعيها الموصل إلى مرضاة الله فيها، مؤكدًا أن عمارة الدنيا بالدين إنما هي جزء من هذا السعي المشكور، فديننا العظيم هو فن صناعة الحياة وحسن عمارتها.
وأكد وزير الأوقاف أن الدعوة تعيش في عصرها الذهبي الوسطي ولا عذر لنا أمام الله (عز وجل) إذا لم نبذل الجهد ونسابق الزمن، وإلا فنحن مقصرون في حق ديننا ووطننا، فإذا فهم الناس الدين فهمًا صحيحًا ازداد ولاؤهم لوطنهم والدفاع عنه والاعتزاز به، فالدين صمام أمان للمتمسكين به العاملين بقيمه ومبادئه.
وشدد جمعة على ضرورة ملء الفضاء الإلكتروني بموضوعات شديدة الأهمية تعزز الحس الإيماني والوطني، مؤكدًا أن الدعوة الإلكترونية ليست بديلًا عن اللقاءات والمحاضرات التفاعلية الجماهيرية المباشرة، ولكن نظرًا لأن عالمنا سريع التغير والتطور فإننا نحتاج إلى كليهما معًا، فليس من الحكمة أن نترك هذا المجال لغيرنا دون أن يكون لنا فيه نصيب من الدعوة والمشاركة الفاعلة، ولن نترك هذا الفضاء الواسع للجماعات الضالة تعبث فيه بأفكار الناس وعقولهم. مؤكدًا على ضرورة ملء الفضاء الإلكتروني بموضوعات هامة تعزز من الحس الديني والوطني كالصدق في الحديث، والأمانة، والعمل، والإتقان، وغيرها من الموضوعات التي لا غنى عنها في وقتنا هذا.
كما أكد الوزير على أهمية تكثيف الأنشطة الدعوية وتكثيف نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي من مجالس الإقراء ومجالس الإفتاء والدروس المنهجية ودروس الواعظات والمنبر الثابت ومجلس الفقه ومجلس الحديث والأسابيع الدعوية والبرنامج الصيفي للطفل وبرنامج (اقرأ) الصيفي بمكتبات المساجد، وكذلك تكثيف الأنشطة القرآنية من مقارئ الأئمة ومقارئ الأعضاء والمقارئ النموذجية، ومقارئ الجمهور ومقارئ الواعظات، حيث إن أهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق، وإذا وجد أهل الحق ارتدع أهل الباطل، وهذا ما يجب أن نقوم به في نشر الفكر الوسطي الصحيح المستنير.