قام الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بزيارة دولة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية، تلبية لدعوة من نظيره الصيني، شي جين بينج. وتأتي الزيارة بمناسبة مرور 35 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفي إطار تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية في المجالات كافة. وتتمتع الصين بعلاقات جيدة مع طرفي الصراع الكيان الصهيوني وفلسطين، حيث إن بكين تعتبر شريكاً تجارياً وتكنولوجياً هاماً لتل أبيب. وفي الآونة الأخيرة، تنتهج الصين سياسة متوازنة ومحايدة في التعامل مع القضايا الإقليمية، دون أن تحاول فرض نفوذها أو تغيير الأنظمة. وتدعم الصين حل الدولتين في القضية الفلسطينية، والحوار بين إيران والدول الخليجية، والسلام في سوريا واليمن. حسبما ذكرت وسائل إعلام صينية. أهمية الزيارة أكد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، والمفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، عباس زكي، أن زيارة الرئيس عباس للصين تكتسب أهمية خاصة وكبرى، متوقعا أن تدعم الصين عضوية فلسطين الكاملة في الأممالمتحدة. وأضاف زكي أن للزيارة أبعادا خاصة وكبيرة، لأنها تتوج تلك العلاقات التاريخية الاستراتيجية بين فلسطينوالصين، وباعتبارها الزيارة الخامسة للرئيس عباس لبكين منذ عام 2005. نشاطات الزيارة خلال زيارته للصين، التقى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الرئيس الصيني، شي جين بينج، وبحث معه تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الرأى بشأن آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما استقبله رئيس مجلس الدولة الصيني، لى كه تشانج، ورئيس المجلس التشريعى، لى جان شو. وتم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والثقافة والإعلام والاتصالات. دور الصين في حل صراع فلسطين وإسرائيل أعرب الرئيس الصيني، شي جين بينج، عن دعم بلاده لحق فلسطين في إقامة دولتها المستقلة ذات سيادة كاملة على حدود 1967، مع شرقي القدس عاصمة لها. كما أكد على ضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفقا للقانون الدولي والمرجعيات المتعلقة بالقضية. وقال إن الصين مستعدة للعب دور إيجابي في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. اجتماع وزير الخارجية الصيني مع نظيره الفلسطيني في سياق متصل، التقى وزير الخارجية الصيني، وانج يي مع نظيره الفلسطيني، رياض المالكي، وناقشا سبل تطوير العلاقات بين البلدين، والوضع في فلسطين والمنطقة. وأشاد وانج يي بالشراكة الاستراتيجية بين الصينوفلسطين، مؤكدا على استمرار دعم بلاده للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. كما أعرب عن تقديره لموقف فلسطين المؤيد لوحدة أراضي الصين وسيادتها. تعليق وسائل الإعلام الفلسطينية على الزيارة رحبت وسائل الإعلام الفلسطينية بزيارة الرئيس محمود عباس للصين، وتعتبرها فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية والحصول على دعم صيني للقضية الفلسطينية. كما تأمل في أن تلعب الصين دوراً أكبر في عملية السلام والتوسط بين فلسطين وإسرائيل. وتشير بعض التعليقات إلى أن الصين تمتلك مبادرة الأمن العالمي التي توفر مساحة أوسع للحوار والتعاون بين الأطراف المتنازعة.