سلط كبار كُتاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الشأن المحلي. في صحيفة "الجمهورية"، قال الكاتب عبد الرازق توفيق إن 9 سنوات مرت على تجربة (مصر- السيسي) في الإصلاح والبناء، كانت وما زالت ثرية بإنجازاتها ونجاحاتها وقدرتها على تجاوز التحديات والصعوبات، والصمود أمام تداعيات الأزمات العالمية، لكن يبقى هناك سؤال مهم، ما هي علاقة ال9 سنوات ب50 عامًا قبلها، وماذا ورثت تجربة (مصر- السيسي) من الماضي، وكيف انطلقت من قلب الأزمات والتحديات وحالة الانهيار التي أصابت البلاد في كافة المجالات والقطاعات خاصة عقب أحداث 2011 مرورًا بحكم الإخوان الذي خصم من رصيد الدولة المصرية، ولم يضف سوى الفشل الذريع بل كان عام الجماعة الأسود تهديدًا مباشرًا للدولة المصرية وعبئًا ثقيلًا على كاهلها ومستقبلها، يبقى أيضًا السؤال المهم والذي أعيد طرحه من جديد لأنه مهم ويظهر الفارق بين ما كان منذ 50 عامًا، وبين ما شهدته مصر خلال السنوات التسع وهي عمر تجربة (مصر- السيسي) في الإصلاح والبناء والتنمية، ماذا كان شكل ومضمون وأوضاع وأحوال الدولة المصرية في لحظة تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية حكم وقيادة مصر؟ ربما السؤال لا يحتاج لإجابة لأننا جميعًا نعرفها والكثير منا «عايش» هذه الأوضاع والظروف الكارثية والتحديات غير المسبوقة، لذلك فإن ما تحقق خلال ال9 سنوات الماضية يرقى إلى درجة الإعجاز لأن مصر محفوظة بأمر ربها، وساق لها من يتحمل مسئوليتها في هذا التوقيت وينقذها وينتشلها من الضياع، ويبنى صروح وقلاع التنمية في ربوعها حتى تحولت إلى دولة القدرة والفرص والحلول والبدائل وهو ما جعلها تنجح في عبور الأزمات العالمية وتداعياتها، وتصمد في وجه الظروف الطارئة التي تفرض عليها. "السيسي.. الطريق إلى الإصلاح والبناء" وأوضح توفيق - في مقاله بعنوان "السيسي.. الطريق إلى الإصلاح والبناء (8)" - أن الحقيقة ونحن نستكمل سلسلة مقالات «السيسي- الطريق إلى الإصلاح والبناء» نجد بين أيدينا الكثير من نقاط القوة والأسباب الاستثنائية التي صنعت هذا التفوق وأدت إلى نجاح فاق التوقعات لتجربة بناء مصر الحديثة، ولذلك نعاود التوقف كثيرًا أمام هذه الأسباب التي مكنت البلاد من عبور النفق المظلم إلى آفاق المستقبل الواعد كالتالي: السابع والعشرون: من أهم أسباب نجاح وتفوق تجربة (مصر- السيسي) في الإصلاح والبناء أنها تصدت لأخطاء الماضي، ومن أبرز هذه الأخطاء اقتصار أي محاولات للبناء على مناطق معينة خاصة المحافظات والعواصم الكبرى، لذلك فإن حالة التهميش والتجاهل على مدار عقود الماضي للصعيد وسيناء وغيرهما من المناطق النائية والمحافظات البعيدة انتهت تمامًا في عهد الرئيس السيسي، والذي رسخ لمفهوم العدالة الجغرافية في البناء والتنمية، وأصبح الصعيد يستحوذ على اهتمام وأولوية غير مسبوقين للدرجة التي يقضى فيها رئيس الجمهورية أسبوعًا كاملًا في عدد من محافظات الوجه القبلي لافتتاح مشروعات عملاقة في شتى المجالات، ثم يذهب مرات أخرى إلى بعض المحافظات مثل سوهاجوالمنيا سواء لتفقد قرى «حياة كريمة» التي انتهى العمل بها أو افتتاح المنيا الجديدة. لم يصبح الصعيد مهمشًا أو منسيًا في عهد السيسي ولكنه وضع في بؤرة الاهتمام والأولويات حتى الخدمات المقدمة لأهالي الصعيد في أعلى مستوى مثل تطوير وتحديث السكة الحديد التي يستخدمها المواطن الصعيدي وأصبح وسيلة عصرية آمنة قضت على كوارث وأخطاء الماضي، وأصبح الوجه القبلي يضم مشروعات قومية عملاقة مثل مصانع الأسمنت والزراعة ومحطات الكهرباء و«حياة كريمة» والجامعات والمدارس والإسكان والطاقة وغيرها من مؤشرات الاهتمام. الإنجاز غير المسبوق في سيناء يجسد فكر الرئيس السيسي بشكل واضح فقد قرر أن يحول سيناء من نقطة ضعف وأزمة بل تهديد بعد أن عانت من الإرهاب وغياب رؤية التنمية الشاملة إلى واحة للأمن والأمان والاستقرار، وملحمة حقيقية في البناء والتنمية وهو ما لم يتحقق من قبل، ما حققه الرئيس في سيناء يعد رمزية للشموخ المصري، وعمق الرؤية، وصلابة الإرادة فالحماية لهذه الأرض الغالية التي امتزجت رمالها بدماء الشهداء أصبحت الآن في حماية الرجال والبناء والتنمية، بل وبناء الإنسان المصري على أرض الفيروز. الثامن والعشرون: هناك أيضًا فئات عانت من الإهمال والتهميش مثل كثير من المناطق قبل عهد الرئيس السيسي، فرغم أن مصر دولة يمثل الشباب فيها النسبة الأغلب والتي تصل إلى 65٪ إلا أنهم ظلوا في حالة تجاهل وتهميش ونسيان على مدار عقود وتعد أزهى عصورهم هو عهد الرئيس السيسي الذي عمل على تمكين الشباب والمرأة وأصبحت نسبة غير مسبوقة منهم تشارك في مواقع المسئولية المهمة في مصر سواء في مواقع المسئولية والمناصب الحكومية وأيضًا في البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ، وخطوط الاتصال لا تنقطع بين الرئيس والشباب من الجنسين سواء في مواقع العمل والمسئولية أو مؤتمرات الشباب الوطنية وأيضًا منتدى شباب العالم والذي يمثل ذروة ثقة الوطن في شبابه وقدراتهم على التفاعل مع العالم وأيضًا تمكينهم من التعليم الجيد وفرص العمل الحقيقية، والحياة الكريمة، فكل ما يجرى في البلاد يحقق آمال وتطلعات الشباب في مستقبل واعد. المرأة المصرية قلب هذا الوطن، والتي وقفت أمام المخاطر والتهديدات التي تواجه الدولة المصرية، وتحملت برضا وصبر وإدراك ووعي تداعيات الإصلاح الاقتصادي الشامل، ودائمًا في «ضهر» الوطن وقدمت الابن والزوج والشقيق وصبرت صبرًا جميلًا حتى تجاوز الوطن تحدياته وعبر بسلام وأمان، لذلك وصف الرئيس النساء المرأة بعظيمات مصر ونالت في عهده ما لم يتحقق في عقود طويلة فهي تتولى جزءًا كبيرًا من تشكيل الحكومة وفي حقائب غاية في الأهمية وأثبتت جدارتها وأيضًا في ملف المحافظين ونوابهم، وهى النائبة في البرلمان «النواب» والشيوخ وهى التي تتبوأ المناصب بجدارة في مساواة ودون تمييز لذلك من أهم أسباب النجاح تمكين المرأة والشباب وإنقاذهم من التهميش والتجاهل، واستثمار قدراتهم والتي صنعت الفارق في مسيرة الإصلاح والبناء. التاسع والعشرون: لم يكن أمام الرئيس السيسي عندما تولى المسئولية فرصة للاختيار فبأي المجالات والقطاعات يبدأ أو وضع أولويات لقد كانت جميع المجالات والقطاعات تحتاج إلى إصلاح وبناء في توقيت متزامن، لم يكن هناك مجال لنقول سنبدأ بهذا الموضوع أو التحدي ونؤجل الآخر، جميعها كانت على نفس القدر من الأهمية والضرورة وترتبط بالوطن والمواطن، فقد كانت حالة البلاد تحتاج إلى سرعة في الإصلاح والبناء بسبب المعاناة على مدار 50 عامًا وكذلك السنوات التي سبقت عام 2014. العمل على مسارات متوازية ومتزامنة في جميع المجالات والقطاعات وفي الداخل والخارج هو عمل شاق وصعب وقاسٍ لا يقوى عليه سوى القادة العظماء أصحاب الرؤى والإرادة والذين ساقتهم أقدار الله لإنقاذ البلاد والعباد، وبناء الأوطان على أسس صحيحة. وأكد الكاتب عبد الرازق توفيق أن عملية الإصلاح والبناء والتنمية أو التصدي لمشاكل وأزمات وتحديات مصر لم تكن أمرًا سهلًا ويسيرًا، فإذا تأملت تجربة (مصر- السيسي) من بدايتها لم يكن هناك مجال للراحة أو التأجيل أو الترحيل حتى الاختيار بين معركة البقاء والحرب على الفوضى والإرهاب، ومعركة البناء والتنمية لم يكن هناك اختيار بل قررت القيادة السياسية أن تخوض المعركتين في توقيت واحد ومتزامن اختصارًا للزمن وإدراكًا منها أن الأوضاع لا تتحمل ولذلك جاءت النتائج لتفوق التوقعات وتنعكس على أمن واستقرار البلاد ومستوى حياة المواطن.