نجحت مصر في الوصول إلي اتفاق تهدئة بين الفصائل الفلسطينية في غزة "حركة الجهاد الإسلامي" ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد خمسة أيام من القصف المستمر والمتبادل بين الطرفين. وتتضمن اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب التقارير العبرية، وقفا مؤقتا لإطلاق النار اعتبارا من الساعة 10 مساء السبت، ويشمل أيضا وقف استهداف المدنيين وهدم المنازل، ووقف استهداف الأفراد. كما ورد أن الاقتراح يتضمن وقفة إنسانية لفتح معبري بيت حانون وكرم أبو سالم وإدخال معدات طبية إلى القطاع. وشهد الاتفاق بداية هشة، حيث واصل الجانبان الهجمات المتبادلة لمدة ساعتين بعد بدء سريانه مساء السبت.
خسائر الجانبين ووأسفر العدوان الإسرائيلي على غزة منذ فجر يوم الثلاثاء الماضي، وحتى مساء اليوم، عن ارتقاء 33 شهيدا بينهم 6 أطفال و3 نساء، وإصابة نحو 150 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال بصورة مباشرة جراء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي للمنازل والمنشآت، إضافة إلى إصابة الآلاف بحالات الهلع، خاصة الأطفال. كما أدى العدوان، إلى تدمير 51 وحدة سكنية بصورة كلية، وتضرر نحو 1000 وحدة سكنية، منها نحو 50 وحدة باتت غير صالحة للسكن، عدا عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، والمنشآت الزراعية، إلى جانب الأضرار الاقتصادية جراء الحصار المطبق وإغلاق المعابر. وقالت وزارة الاقتصاد الوطني بغزة إن الخسائر الأولية لكل يوم خلال العدوان بلغت 10 مليون دولار نتيجة تعطل العملية الانتاجية. وأوضح مدير عام السياسات والتخطيط في وزارة الاقتصاد الوطني، أن طواقم حصر الأضرار بدأت منذ صباح اليوم بمهامها الميدانية. وأشار نوفل إلى أن الخسائر الأولية شملت قطاعات الانتاج والتصدير والاستيراد والعمال والمحال التجارية الذين تعطلت اعمالهم نتيجة العدوان. في المقابل، أسفر إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل عن مقتل اثنين هما إسرائيلي وفلسطيني يعمل في إسرائيل، وإصابة نحو 80 آخرين. وأفادت القناة 13 العبرية بأن الهجوم الإسرائيلي على غزة كلف جيش الاحتلال 55 مليون دولار يوميا، دون احتساب الخسائر الاقتصادية اليومية في إسرائيل. وذكرت القناة أن كلفة الصاروخ الواحد لمنظومة القبة الحديدية تبلغ 50 ألف دولار. فلسطين تشكر مصر من جانبه، أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالجهود الكبيرة التي بذلتها مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للتوصل لاتفاق تهدئة ووقف العدوان على أبناء شعبنا في قطاع غزة. وقال الرئيس أبو مازن إن الدور المصري الفاعل في التوصل إلى اتفاق التهدئة ووقف العدوان على قطاع غزة، يعكس متانة وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية، وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي واهتمامه الشخصي بالقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا. كما أعرب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، اليوم الأحد، عن شكره العميق لمصر وقيادتها السياسية بسبب دورها في التوسط لهدنة وقف إطلاق النار بقطاع غزة. وقال النخالة خلال كلمة له: "أشكر كل من وقفوا بجانبنا وعلى رأسهم مصر وإيران"، مضيفًا: "نعلن انتهاء جولة بالصراع مع المشروع الصهيوني فقدنا فيها أعز أبنائنا". إسرائيل تشكر مصر في سياق ذلك، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الشكر إلى مصر على جهودها الحثيثة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفقا لبيان صادر عن مكتب نتنياهو. ووفقا لموقع "0404" العبري، فقد شكر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، بتوجيه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأعرب عن تقدير دولة إسرائيل لجهود مصر الحثيثة للتوصل إلى وقف إطلاق النار. وأوضح هنجبي، وفقا للموقع ، أن رد إسرائيل على المبادرة المصرية يعني "الرد على الهدوء بهدوء، وإذا تعرضت إسرائيل للهجوم ، فإنها ستواصل القيام بكل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها". ترحيب دولي وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأحد، عن ترحيبها لجهود مصر في وساطتها لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل . وقالت الوزارة في بيان لها: "الولاياتالمتحدة تشيد بدور مصر الحاسم في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار، والذي سيمنع المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين". وأضاف البيان: "سنواصل العمل مع شركائنا لتعزيز الهدوء في الأسابيع والأشهر المقبلة. كما سنواصل جهودنا لتحسين ظروف الفلسطينيين المعيشية، ونحث على سرعة إيصال الوقود والإمدادات الحيوية الأخرى إلى غزة.. الولاياتالمتحدة تعتقد أن كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون العيش بأمان وأمان وأن يتمتعوا بتدابير متساوية من الحرية والازدهار والديمقراطية". من جانب آخر، نشر البيت الأبيض بيانًا رحب فيه بجهود الوساطة المصرية ومعربًا عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث قال البيان: "نحن ممتنون للجهود الدبلوماسية الحاسمة للرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين المصريين، في جهود التوصل للاتفاق". بدوره، رحب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط "تور وينسلاند" بإعلان التهدئة بين قطاع غزة وإسرائيل، وأشاد المنسق الأممي بالجهود المصرية في التوصل لوقف إطلاق النار بين الطرفين، والمساعدة على استعادة الهدوء. ودعا كل الأطراف إلى الالتزام به، وأعرب عن تطلعه للاستعادة الفورية لوصول المساعدات الإنسانية وجميع التدابير الاجتماعية والاقتصادية لدعم سبل عيش الفلسطينيين في غزة. وبحسب مركز إعلام الأممالمتحدة، أعرب المنسق الأممي في بيان له عن الحزن العميق "لوقوع خسارة في الأرواح وإصابات، بما في ذلك بين النساء والأطفال، نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي في غزة والإطلاق العشوائي للصواريخ باتجاه إسرائيل من قبل جماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وغيرها من الجماعات المسلحة". كما ثمّن عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي جهود مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأشار "العسومي"، إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه هو ثمرة جهود دبلوماسية حثيثة قامت بها مصر بما يعكس موقفها الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية سعيا لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها مدينة القدس وفق قرارات الشرعية الدولية الصادرة بذات الشأن، كما يعكس ثقل الدبلوماسية المصرية ودورها الرائد والمحوري لضمان أمن واستقرار المنطقة. وأكد رئيس البرلمان العربي، أن تحقيق سلام واستقرار دائمين في المنطقة يتطلب مزيدا من تضافر الجهود الدولية لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مطالبا المجتمع الدولي بتوفير ما يلزم من الحماية الدولية للفلسطينيين وإجبار القوة القائمة بالاحتلال بالكف عن الانتهاكات والجرائم التي تمارسها بحق الشعب الفلسطيني والتي تعد انتهاكا واضحا للأعراف الإنسانية وقواعد القانون الدولي.