بضم الميم، سمعت عن «محن النسوان» كثيراً ولم أصادفه، لكنها أول مرة يتجسد أمامى «محن الرجال»، ثلاث هبات شعبية فى ثورة، فى شهر واحد يا مؤمن، ثلاثة فى واحد، مجموع من خرجوا لعزل ال«قرداتى» 100 مليون مصرى، ونفر من المرجفين الضالين وطنياً فاكرينها خناقة على الكرسى بين السيسى ومرسى، صحيح الغرض مرض، حت القراءة على الترب، جمع تربة بمعنى المقبرة. عجبا، كيف يقبل مصرى صاحب عقل مبادرة صادرة من ثالوث ثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع انحيازهم الفاضح لكل ما هو إخوانى على حساب كل ما هو وطنى، ولكل ما هو مرسى على حساب كل ما هو مصرى، ولم يستحوا، ولم يخجلوا، وصنفوا ثورة 30 يونيو انقلابا، فلما جن عليهم ليل 3 يوليو ورأوها سراجا وهاجا، أنكروها جاحدين، فلما تجلت ثالثة فى 26 يوليو قرروا ليصرمونها مصبحين، بمبادرة مفخخة تنسف ثورة المصريين، كما يفعل الإخوان الإرهابيون، ثلاثتهم يقينا فخذ من بطن المرشد. الثالوث سليم العوا وطارق البشرى وفهمى هويدى، ولا داعى للألقاب، لم يحترموها، خرجوا علينا بمبادرة من خمس نقاط هى والعدم سواء، مبادرة - أقصد مؤامرة - إخوانية بامتياز، مبادرة صاغها مكتب الإرشاد، ووقع عليها سدنة التنظيم العالمى للإخوان، وأقرها أردوجان فيمن عنده، ووافقت عليها السفيرة الأمريكية بالضرورة، ومرت بالجزيرة القطرية حتما، مبادرة مشمومة، رائحتها فايحة، تزكم الأنوف. الاطلاع على شبكة علاقات من حضروا تدشين المبادرة فى نقابة الأطباء يشى بما خفى وكان أخطر، تخيلوا ضيوف «الجزيرة» القطرية يسوقون مؤامرة يقوم عليها مستشارو المخلوع، وتمهد إلى عودة المخلوع للرئاسة، بس بالراحة، بشويش، من غير الشعب ما يحس، نصا فى (المادة الأولى) تخيلوا، مرسى يفوض، مرسى المتهم بالجاسوسية يفوض، المخلوع يفوض، فاضت روحكم إلى بارئها بحق هذا الشهر الفضيل، لأ وإيه، وبمحض إرادته، كسر إرادته، متهم بالتخابر، يفوض كل سلطاته وكأن له سلطات علينا، ويفوض سلطاته التى سلبت منهم شعبيا إلى وزارة مؤقتة، ناقص العوا يخوفنا ويطلب من الجاسوس تشكيل الوزارة على ما تفرج. مؤامرة لا يصك بنودها إلا قادر أو فاجر، تخيلوا القدرة على خداع الشعب، والفجر فى الخصومة مع الشارع الغاضب، والمخاتلة مع الإخوان الإرهابيين، صدقا إنهم كانوا يختانون مصرهم فى المضاجع التركية والقطرية، المادة الأولى نصا تنفى ثورة شعب، وتثبت انقلاب العقول الذى يروج لحدوثه هويدى والبشرى بكفاءة واقتدار يوميا فى صحيفة «الشروق» لصاحبها إبراهيم المعلم قوى. يا جماعة الخير (تجاوزا) مرسى خلاص، فنيتو، مرسى مش راجع، والله العظيم لو حد فكر يخرجه من السجن بصفقة سياسية كالتى يجيدها العوا، أو بتخريجة دستورية كالتى يجيدها البشرى، أو بضغوط تركية كالتى يستجلبها فهمى هويدى، الشعب يقطعكم حتت ويرميكم لكلاب السكك، إنتم فاكرينها لعبة؟! هذه ثورة يا أخويا إنت وهو وهو، العوا يعطى الجاسوس حق التفويض، كسر حقك إنت والمخلوع، إنتم فاكرينا عبط، داقين عصافير خضر بتطير. فعلا اتلم «المتعوس» فهمى هويدى، الذى يكتب فى آخر زاده ضد القوات المسلحة، الله يرحم فطورات إسماعيل عتمان فى رمضان، على «خايب الرجاء» سليم العوا، مستشار المخلوع، على طارق البشرى «ترزى» الإعلانات الدستورية الساقطة، تخيلوا هويدى الذى اجتهد فى إحصاء الحشد فى التحرير وقدره ب400 ألف، ليلة 30 يونيو، والعوا، الذى لم يملك جرأة كشف لقائه الأخير بالمعزول، والبشرى الذى يؤسس لانقلاب فى مصر، ثلاثتهم، لا تقبل منهم مبادرة، أو شفاعة، ولا يؤخذ منهم عدل، ولا هم ينصرون لا شعبيا، ولا رئاسيا، ولا وزاريا، قاطعوهم حتى لا تكون فتنة. نقلا عن "المصرى اليوم"