أكد عدد من أطباء أمراض الدم ان التبرع بالدم ثقافة يستلزم عودتها مرة اخرى الى المجتمع المصرى باعتبار ان التبرع بقليل من الدم قد ينقذ حياة انسان . وأشار المتخصصون خلال مؤتمر صحفى اليوم الى ان فترة كورونا جعلت كثيرين يحجبون عن التبرع بالدم ومع الوقت قل الاهتمام بهذا الامر الهام . جاء ذلك على خلفيه اطلاق دواء يعتبر الأول من نوعه في مصر لعلاج المرضى البالغين المصابين بفقر الدم (الأنيميا) المعتمد على نقل الدم المرتبط بمرض الثلاسيميا بيتا. ويعتبر مرض الثلاسيميا اضطرابا وراثيا في الدم يحدث بسبب إنتاج شكل غير طبيعي من الهيموجلوبين، وهو البروتين المتواجد ضمن خلايا الدم الحمراء التي يحتاجها جسم الإنسان لنقل الأوكسجين. ويقود هذا الاضطراب إلى الإصابة بمرض فقر الدم (الأنيميا) والعديد من المضاعفات الحادة مثل تشوهات العظام وقصور النمو. ويتعين على مرضى الثلاسيميا غالباً الخضوع لإجراء نقل الدم طيلة حياتهم لدعم نموهم وتطورهم الطبيعي، والحفاظ على جودة حياتهم وزيادة متوسط عمرهم المتوقع. ووفقاً للاتحاد الدولي للثلاسيميا، يولد نحو 56000 طفل مصاب بالثلاسيميا سنوياً. وفي مصر، تشير التقديرات إلى أن ألف طفل من أصل 1.5 مليون طفل يولدون كل عام وهم يعانون من هذا المرض . يُذكر أيضاً أن معدل الحاملين للمرض في مصر يتراوح بين 9 إلى 10% من السكان ، ويتلقى العلاج نحو 10000 مريض من جميع الأعمار. وبهذه المناسبة، قالت الدكتورة منى حمدي، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بجامعة القاهرة: "على مدى السنوات القليلة الماضية، لم تدخر الحكومة المصرية جهداً للوقوف على بيانات دقيقة تساعد على تحديد السكان المصابين بمرض الثلاسيميا وتعزيز رعاية المرض وإدارته. وبفضل توجيهات القيادة، أصبحت مصر إحدى أوائل الدول في المنطقة التي تحصل على هذا الدواء الجديد، لعلاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات الهيموجلوبين. ولا شك أن التعاون بين وزارة الصحة والسكان، وهيئات الرعاية الصحية المحلية بما فيها هيئة الدواء المصرية والهيئة المصرية للشراء الموحد، وشركات الأدوية الرائدة سيلعب دوراً رئيسياً في جهودنا لبناء قطاع رعاية صحية قوي وضمان وصول المصريين إلى الأدوية المبتكرة بشكل مستمر". جاء الإعلان عن إطلاق الدواء الجديد خلال المؤتمر الصحفي بحضور عدد من أبرز خبراء أمراض الدم المحليين والعالميين، بما في ذلك الدكتورة آمال البشلاوي، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم في كلية الطب جامعة القاهرة، والدكتور علي طاهر، أستاذ الطب في وحدة أمراض الدم والأورام والدكتور محمد موسى، أستاذ الباطنة وأمراض الدم في كلية الطب جامعة عين شمس، والدكتورة منى حمدي، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بجامعة القاهرة.