قال الشيخ كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم «إخوان الغرب» سيكون هناك تأثير على التنظيم الدولي ل«الإخوان»، فثورة 30 يونيو لم تكن لتؤثر في التنظيم العالمي إذا لم يقاومها، ولم يقاوم إرادة الشعب، ولكن ما صدر من مقاومة من جانب الإخوان المسلمين والمتحالفين معهم من أبناء التيارات الإسلامية، بتصدير شعارات «القتال حتى النصر»، و«إما النصر أو الشهادة»، و«قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار»، التي استمعنا إلى منصات «الإخوان» تصدح بها، و«من يرش مرسي بالميه سنرشه بالدم»، وجميع هذه الشعارات لا يجوز أن تصدر من إسلاميين أو غيرهم إن دور إخوان مصر في التنظيم العالمي لا يُنكر، وسيكون تأثير ذلك في المنع من السفر والتتبع والتضييق عليهم، سيكون مؤثرا، وقد عانت قيادات التنظيم العالمي من التضييق في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وهذا بلا شك سيؤثر على أداء التنظيم العالمي، والحركات الإسلامية الأخرى. وفيما يتعلق بمركزية اتخاذ القرار ونقلها من مصر، فهذا شيء يرجع لهم، والله أعلم ماذا سيكون قرارهم. وأضاف الهلباوى في حوار لجريدة "الشرق الأوسط" بالتأكيد أنه كان الأجدر بأردوغان وأوغلو أن يحافظا على علاقات تركيا مع مصر كوطن وليس كفصيل، ولا أظن أن ذلك سيؤثر أو يغير شيئا على الأرض،واشار انة من حقهما أن يقتنعا بأي أفكار، ولكن ليس من حقهما التدخل سلبيا، في مواضيع مصرية، وأن يحافظا على علاقتهما الجميلة بشعب مصر، وأن يقدرا الثورة التي حدثت في 30 يونيو، لأنها ثورة أكبر من ثورة 25 يناير، وعليهما أن يفهما أن الجيش في مصر ليس مثل الجيش في تركيا، لأن الجيش المصري ليس علمانيا مثل الجيش التركي، وعندما نزل الجيش المصري كان لحماية إرادة الشعب، كما نزل في 25 يناير فهناك فرق كبير، وأردوغان وأوغلو لا يعرفان الوضع جيدا في مصر. وقال ان من أبرز أخطاء الدكتور مرسي و«الإخوان» غياب الرؤية، كما قال المستشار الدكتور محمد فؤاد جاد الله، وتعميق انقسام المجتمع وزيادة الاستقطاب، والاعتماد على أهل الثقة فقط دون الكفاءة والخبرات الكثيرة المتوافرة في مصر، وتجاهل طلبات الشعب في تغيير الحكومة والنائب العام وتعديل الدستور، وأيضا إصدار الإعلان الدستوري الفرعوني في نوفمبر 2012، فضلا عن سوء تقدير شعبية حركة تمرد وثورة 30 يونيو. أما بعد عزل الرئيس مرسي فإن الأخطاء تتمثل في قطع الطرق، وحملات التكفير للآخرين، وفي الانتقال من تنافس سياسي إلى صراع سياسي باستخدام الدين والإصرار على عودة مرسي قبل النظر في مبادرات المصالحة الوطنية المطروحة. واوضح الهلباوى ان من حق حزب النور والسلفيين وغيرهم اتخاذ الموقف السياسي الذي يرونه مناسبا لمصلحتهم السياسية وانضمامهم إلى مؤيدي الرئيس أحيانا، وتراجعهم عن ذلك أحيانا أخرى، هو سلوك سياسي مقبول في النظام الديمقراطي، على عكس المواضيع الشرعية التي تحتاج إلى الاستناد إلى الثوابت والأدلة والبراهين، وتدخل في مجال العقيدة كذلك، وهو ما ليس له موضوع بالنسبة للعمل السياسي، وخصوصا في إطار النظام الديمقراطي المستورد، وفي وطن فيه أقليات وأديان أو مذاهب متعددة. وقال أن الحشود والاعتصامات في «رابعة العدوية» وغيرها من الميادين هو حق ديمقراطي طالما كان سلميا، أما وقد تسبب في بعض العنف، وحمل الأسلحة، وقطع الطرق والكباري، والتضييق على السكان بالمنطقة، فإن هذا؛ سواء كان سياسيا مقبولا أو مرفوضا، سيؤثر على مستقبل الدعوة في مصر، بل في العالم كله، وقد يؤثر أيضا على بلدان الربيع العربي الأخرى التي شارك فيها الإسلاميون في الحكم. وأَضاف :أرى أن لابد من انصرف شباب الجماعة عن القيادة الحالية التي تسببت في مهالك كثيرة وعنف وفوضى وحديث عقيم وكراهية واستعلاء، وعلى هذا الشباب الذي أحب الدعوة أن يحافظ على نظافة اليد ولا ينغمس في العنف مهما كانت الأوضاع أو فتاوى التكفير، وأن ينظر إلى المصلحة العامة أكثر من المصلحة الحزبية، وأن يحاسب قيادته كما يحاسب الشعب حكامه.