استبدال الفكر العقابي بتأهيل السجناء.. تجربة غير مسبوقة بمركز الإصلاح بوادي النطرون

قال محمود البدوي المحامي بالنقض والدستورية العليا ، رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان EAAJHR ، وأحد المشاركين بالوفد الحقوقي الزائر لمركز الإصلاح والتأهيل بوادي النطرون ، صباح اليوم الأحد 11 ديسمبر 2022م ، إن ما شاهدناه على أرض الواقع وبالحديث المباشر مع نزلاء مركز التأهيل يؤكد أنه هناك تجربه فريدة يتم تطبيقها بمنظومة الحماية المجتمعية المصرية .
وأضاف البدوي، في تصريحات له اليوم، أن هذه التجربة تسعى الى الاستثمار في العنصر البشري ممثلاً في نزلاء تلك المؤسسات الاصلاحية ، وهو ما يتحقق من خلال استبدال الفكر العقابي بالفكر الإصلاحي والتاهيلي حال التعامل مع نزلاء هذه المؤسسات المجتمعية المستحدثة ، والتي تحولت من سجون ومؤسسات عقابية بمفهومها القديم الي مؤسسات اصلاحية تأهيلية .
وتابع: وتحولت بمقتضى فكر متطور ينتهج المنهج الحقوقي ويراعي البعدين النفسي والاجتماعى للنزلاء الي وحدات إنتاجية متكاملة تحقق عنصري النفع وبناء القدرات للنزيل بغرض تأهيله من جديد للانخراط في المجتمع عقب قضاء فترة التأهيل ، فضلاً عن تحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يخص الغذاء والإعاشة لهؤلاء النزلاء مما يوفر علي الدولة وموازنتها العامة مبالغ طائلة كان من المفروض اقتطاعها وتوجيها لبند نفقات وزارة الداخلية ممثلة في قطاع السجون بغرض إعاشة نزلاء تلك السجون ، وهو ما نري وبحق انه متغير نوعي ذو بعد اقتصادي بالغ الآثر .
واسترسل: كما أننا رصدنا حجم التجهيزات والخدمات المقدمة للنزلاء بهذا المركز التأهيلي المتطور تعبر عن حالة من التطور المستمر عما لاحظناه في زيارات سابقة ، وهو ما نقدره بأنه نتاج جهود مخلصة من العاملين بقطاع الحماية المجتمعية بوزارة الداخلية ، ونتاج تعاون واضح بين قطاعات الحماية المجتمعية وحقوق الإنسان والعلاقات العامة والإعلام ، وأن تلك المؤسسات تم فيها مراعاة ظروف التهوية الجيدة والمعيشة الأدمية للنزلاء ، فضلاً عن تخصيص أماكن احتجاز خاصة بالحالات المرضية والمعاقين وكبار السن ، وهو توجه جيد ويترجم فكر نستحسنه حال تعامل دور التأهيل مع النزيل وتوفير عدد من الخدمات التي تحفظ عليه كرامته حال تنفيذه للعقوبة السالبة للحرية .
وأضاف البدوي، أنه بجانب هذه التجهيزات المتعددة لخدمة النزلاء كان هنام بالمقابل عدد من التجهيزات المتميزة لخدمة وتيسير الزيارة لأهلي النزلاء حال زيارتهم لذويهم من نزلاء المركز , فبدء من البوابات يتم التعامل بشكل منظم جدا مع الزوار وتوفير عدد من الكراسي المتحركة لخدمة كبار السن أو المعاقين من أهالي النزلاء ، وكذا تخصيص أماكن انتظار مناسبة للزيارة وأماكن تتيح التواصل المباشر للنزيل مع ذويه بعد الغاء حاجز السلك بين النزيل والزائر ، فضلاً عن تنظيم الزيارة للنزلاء بمعدل زيارة كل 7 أيام بأجمالي 4 زيارات شهرية ، وهو أمر يحقق التواصل الدائم بين النزيل واسرته ويراعي البعد الإنساني له .
كما أشار البدوي، إلى أن منطقة مركز الاصلاح والتاهيل بوادي النطرون باتت تمثل بيئة ملائمة لإعادة لتأهيل ، فضلاً عن توافر الرعاية الطبية المتميزة جدا بكافة اشكالها وانواعها داخل مستشفيات المركز ، والتي تضاهي المستشفيات الخارجية الخاصة في ما تقدمه من خدمات متميزة بواسطة عدد من الأطباء الأكفاء من العاملين بقطاع الحماية المجتمعية ، وإن المستشفى مجهزة على أعلى مستوى بأحدث الأجهزة الطبية الحديثة والمتطورة ، وتوجد بها عيادات طبية وعلاج طبيعي ووحدة كاملة للرعاية المركزة وعدد 2 وحدة تعقيم ذاتي وفقًا لاحدث التقنيات العالمية ووحدة غسيل كلوي ووحدة قسطرة ووحدة مناظير ، ومعمل تحاليل مجهز باحدث الاجهزة ، وصيدلية ، وقسم للنساء والرجال ، ووحدة عناية مركزة مكونة من 28 سرير بنظام الاكشاك المغلقة مما يضمن رعاية على اعلى مستوي ، ومعامل للتحاليل ، 28 عنبرا لتوقيع الكشف الطبي على النزلاء ، وان الشروط العامة لقواعد الحجز جيدة وتراعي البعد القانوني والحقوقي والإنساني للنزلاء .