انطلقت صباح اليوم القمة 18 لقادة البلدان الناطقة بالفرنسية، في تونس لمناقشة قضايا تخفيف الديون والهجرة ونقص الغذاء والطاقة، وسط ارتفاع تكاليف المعيشة في جميع أنحاء إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط بسبب حرب أوكرانيا، وذلك ضمن أنشظة المنظمة الدولية للفرنكوفونية. ويأتي هذا الاجتماع في الذكرى ال52 على تأسيس تلك المنظمة، وهنا نرصد تاريخ المنظمة وأهداف نشأتها وأعضائها، وأهم النتائج المتوقعة للقمة الحالية .. 52 عاما على التأسيس ظهر مصطلح الفرنكوفونية في أواخر القرن التاسع عشر، في فرنسا، لوصف الفضاء الجغرافي الجامع بين الناطقين بالفرنسية في العالم، ولكن المشروع الفرنكوفوني وُلد بفضل إرادة أربعة زعماء من جنوب العالم، – هم الحبيب بورقيبة (تونس)، وليوبولد سيدار سنغور (السنغال)، وحماني ديوري (النيجر)، إضافة إلى الأمير نورودوم سيهانوك (كمبوديا): ويحتل موقعَ الصدارة في رؤيتهم طموحُهم إلى الاستفادة من استخدام اللغة الفرنسية مما يعزز التضامن، والتنمية، والتقارب بين الشعوب، وذلك بديلا عن الاستعمار العسكري الذي كان سببا لنشر الفرنسية بتلك الدول. وبناء على ذلك، تأسست منذ 52 عاما، وتحديدا في 20 مارس 1970، بنيامي في النيجر، بمشاركة 21 دولة، من بينها تونس، ووقعوا على اتفاقية إنشاء وكالة التعاون الثقافي والتقني، لتعزيز التعاون في مجالات الثقافة والتربية والبحث، وفي سنة 1998 أطلق على تلك الوكالة اسم الوكالة الحكومية الدولية للفرنكوفونية، ثم أصبحت، ابتداء من سنة 2007، تدعى المنظمة الدولية للفرنكوفونية. 88 دولة بالمنظمة تضم المنظمة الدولية للفرنكوفونية اليوم 88 دولة وحكومة (54 عضوا، و7 أعضاء منتسبين، و27 ملاحظا)، منهم 6 دولا عربية، هم "موريتانيا – المغرب - لبنان - جزر القمر - جيبوتي – مصر – تونس"، وذلك بعد أن كانت في البداية 21 عضوا. ويتشكل العدد الأكثر من الدول المنضمة من قارة أفريقيا، فيما يتواجد 11 دولة ومنظمة من أوروبا، بجانب مشاركة كندا وعدد من دول أمريكا الجنوبية. 13 مكتبًا حول العالم وعن تركيبة المنظمة الدولية للفرنكوفونية، فهي تخضع لهيئات سياسية ثلاث، هي القمة - الهيئة العليا للفرنكوفونية – وهذه تنعقد مرة كل عامين، والهيئة الثانية هي المؤتمر الوزاري للفرنكوفونية، والثالث هو المجلس الدائم للفرنكوفونية. وتضم المنظمة الدولية للفرنكوفونية عددا كبيرا من إدارات البرامج أو الدعم، وتتوفر على 13 ممثلية خارجية لتنسيق نشاطها ميدانيا موزعة وعلى أنحاء العالم، ولكل مكتب منهم دورا ووظيفة، فهناك مكتب أديسا بابا (أثيوبيا)، ليمثل المنظمة لدى منظمة الوحدة الإفريقية، وآخر في بروكسل (بلجيكا) ليمثلها لدى الاتحاد الأوروبي، وهناك مكتب نيويورك (الولايات المتحدةالأمريكية) ليمثلها لدى منظمة الأممالمتحدة، وكذلك بجينيف (سويسرا) للتمثيل لدى منظمة الأممالمتحدة. فيما تم تشكيل باق المكاتب لتكون وحدة لعدد من الدول الأعضاء، مثل مكتب تونس لشمال إفريقيا، وتوجو لغرب إفريقيا، والغابون لوسط إفريقيا، ومدغشقر للمحيط الهندي، ولبنان لمنطقة الشرق الأوسط، وفيتنام لمنطقة آسيا المحيط الهادي، وكندا لمنطقة أمريكا الشمالية، وهايتي لبلدان الكاريبي وأمريكا اللاتينية، ورومانيا لأوروبا الوسطى والشرقية. مهام المنظمة الدولية للفرنكوفونية وتهدف المنظمة الدولية للفرنكوفونية إلى الإسهام في تحسين مستوى عيش شعوب البلدان الممثلة فيها ومساعدتهم على أن يكونوا الفاعلين في برامج التنمية. وتقدم للدول الأعضاء دعما لبلورة سياساتها أو توطيدها، كما تقوم المنظمة بأنشطة في مجال السياسة الدولية والتعاون متعدد الأطراف، وفقا للمهام الأربع الكبرى التي أقرتها قمة الفرنكوفونية، وهي: * النهوض باللغة الفرنسية وتأصيل التنوع الثقافي واللغوي للدول الأعضاء. * دعم السلام، والديمقراطية وحقوق الإنسان. * تعزيز مجالات التربية والتكوين، والتعليم العالي والبحث العلمي. * تطوير التعاون الاقتصادي خدمة للتنمية المستدامة. وبفضل التوسع التدريجي لصلاحيات المنظمة التي امتدت إلى مجالات السلم، والديمقراطية، والتنمية المستدامة، والاقتصاد، والتقنيات الجديدة، فإنها تعزز موقعها بوصفها فاعلا رئيسيا على الساحة الدولية وتسهم في الإجابة عن التحديات الكبرى وأهمها تعزيز التعايش، واحترام التنوع الثقافي، ومقاومة التغير المناخي، وإيجاد فرص عمل للشباب والنساء. مشروعات ب3.2 مليار دولار بقلب تونس وتنعقد القمة الفرنكوفونية رقم 18، في تونس اليوم وغدا، وهي القمة التي كان مقرر عقدها في تونس 2021، لكن تقرر تأجيلها لمدة عام، من أجل السماح لتونس بأن تكون قادرة على تنظيم هذا اللقاء المهم في أفضل الظروف، وذلك بحسب بيانين صدرا آنذاك عن المنظمة الدولية للفرنكوفونية والخارجية التونسية. وخلال القمة سعت تونس لشراكة دولية لإقامة مشاريع استثمارية بقيمة عشرة مليارات دينار تونسي (3.2 مليار دولار)، وهذا ما أكده وزير الاقتصاد والتخطيط التونسي سمير سعيد اليوم السبت في قمة لزعماء الدول الناطقة بالفرنسية "الفرنكوفونية" تستضيفها تونس. ونشرت الوزارة على حسابها على فيسبوك أن "سعيد" وقع أيضا على هامش القمة الفرنكوفونية اتفاقية تمويل مع فرنسا بقيمة 200 مليون يورو ستخصص لدعم الميزانية. مشاركة مصر ولم تغب مصر عن الترتيب والتحضير لتلك القمة رغم انشغالها في مؤتمر المناخ العالمي المقام بشرم الشيخ، حيث نظمت في أكتوبر الماضي، فعاليات الأسبوع العالمي الفرنكوفونية العلمية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والدكتور سليم خلبوس عميد الوكالة الجامعية الفرنكفونية وعدد من وزراء التعليم بالدول المختلفة. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمة مسجلة له، إن مصر تشيد بجهود الوكالة الفرنكوفونية وأن القاهرة تستضيف النسخة الثانية الأسبوع العالمي لما له من أهمية وأنه يعد فرصة لتبادل خبرات البحث العلمي ولتبادل الحوار والخبرات المختلفة بين الباحثين .