أكد مولوين جوزيف وزير الصحة والشئون البيئية بدولة أنتيجوا وباربودا أن قضية الخسائر والأضرار بفعل المناخ قد أثيرت منذ أكثر من 30 عامًا، ودائما كانت المطالبة بتأسيس صندوق مالي من أجل إنقاذ الدول. وقال الوزير جوزيف في تصريحات ل صدى البلد خلال مشاركته في الدورة 27 لاتفاقية اطراف الأممالمتحدة الاطارية لتغير المناخ والتي ترأسها مصر وتحتضنها مدينة شرم الشيخ، إن "إنشاء الصندوق لا يعني بالضرورة أن جميع الترتيبات الخاصة به هي فقط لتحديد كم التدفقات المالية للدول المستفيدة، وإنما يجب أن تكون هناك لجنة تختص بإدارة هذه الأداة التي يجب أن تكون مقرها هنا في مصر. وأضاف :"لا أفهم بصراحة سبب إحجام الدول الأطراف عن فكرة إنشاء الصندوق، لقد تم عرض القضية من قبل، فهي مسألة مهمة جدا للدول الجزرية الصغيرة النامية، فهي تعاني سنويًا بفعل تداعيات التغير المناخي بفعل الانبعاثات التي تتسبب بها الدول الصناعية الكبرى، وهذا لا يمكن أن يستمر" مشاركة "روساتوم" بالدورة ال27 من مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ بشرم الشيخ شكري يبحث مع وزير المناخ الياباني التعاون الثنائي واستطرد :"الثروة التي تصنعها تلك الدولة من خلال اعتماد الكثير منها على الوقود الاحفوري يكون على حساب الأرض، صحة سكانها، ونحن نقول أن الوقت قد حان للتوقف عن ذلك" واسترسل "دعونا ننشط في الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة، دعونا نحصل على أموال للتكيف، دعونا نحصل على أموال للتخفيف من حدة تداعيات المناخ" مشيرا إلى أن من بين كل تلك الأشياء التي يتعين علينا القيام بها هو انقاذ بلادنا من الانهيار او الغرق بفعل تلك الكارثة.
ويواصل وزير الصحة والبيئة في دولة أنتيجوا وباربودا في تصريحاته ل صدى البلد قائلا: "البنية التحتية دمرت، يجب أن تكون المستشفيات والمدارس والعيادات في وضع يمكننا من استعادة بنيتها التحتية، ولا يوجد لدينا تمويل يكفي لذلك، نحن نتحدث عن بلداننا تلك الجزر الصغيرة التي لا يمكنها إنتاج أي كمية من غازات الاحتباس الحراري، نحن لا نفعل ذلك، فلماذا ندفع الثمن باهظا؟.. لهذا السبب نتحدث ونطالب ب العدالة المناخية".
وتابع الوزير جوزيف ناقلا معاناة بلاده بفعل التداعيات المناخية قائلا: "عندما يكون لديك إعصار، ليس لديك وقت لتقديم طلب للحصول على تمويل لإصلاح آثاره، والأمر في ذلك مماثل للموقف ذاته لما حدث في نيو أورلينز بالولايات المتحدة عندما دمرتها الأعاصير وقضت على البنية التحتية فيها". ويستعرض وزير انتيجوا وباربودا مظاهر أخرى للتلوث الذي يحتاج الى تمويلات ضخمة وتعاني منه بالخصوص حكومات أخرى لها مثل ظروف دولته، قائلا: الحال عندما يضرب الاعصار أيضا هو الحال اذا ما واجهت تسريبا من ناقلة نفط يقضي على الشعاب المرجانية في مياهك، ففي غياب التمويل لإزالة كل تلك التداعيات، وطلب التعويض يكون صعبا ايضا" ويستطرد :"الأممالمتحدة قد أبرمت بالفعل معاهدات، وأنشأت قوانين، لحشد الأموال على الفور من اجل الإنقاذ، وأنا أقول أن حالة الطوارئ والتي يجب بعدها انقاذ المفقودين والمشردين وبلا المأوى هو عمل إنساني أولى يجب أن تستمر الجهود من اجله" وأكد مولوين جوزيف أن "من خلال COP27 في شرم الشيخ لدينا فرصة لوضع أول بذرة من اجل ترميم تلك البلدان التي دمرت، وذلك بإنشاء ذلك الصندوق لرفع الأضرار" وتابع قائلا :"يمكن للولايات المتحدة كأكبر دولة مساهمة أن تفتتح تمويل هذا الصندوق هنا في مصر، ثم تحدد التدفقات المالية للدول المحتاجة؛ بحيث يكون لدينا أموال لنتمكن من ترميم المنازل لايواء أطفالنا، وهو أمر أساسي للغاية، فحياة الناس في الدول النامية الجزرية الصغيرة ليست أقل قيمة من حياة الناس في البلدان المتقدمة" واستكمل تصريحاته :"لا أرى صعوبة في السير في هذا الاتجاه ، لكن القول بأننا لا نستطيع تأسيس ذلك الصندوق الآن سيكون بمثابة اخفاق لما وعدنا به على مر السنين " وعن المبادرة التي اطلقتها ألمانيا، الدرع العالمي، قال الوزير جوزيف أن أحد الأشياء المتعلقة بالدرع العالمي هو أن دولة مثل أنتيغوا وبربودا والبلدان التي تعتبر ذات دخل متوسط إلى مرتفع لن تتمكن من الوصول إليها، لذا أطالب بانه لا ينبغي أن تخضع قضية مثل وباء كورونا أو تغير المناخ لأي قياس لنصيب الفرد من الدخل، فسواء كنت متقدمًا أو متخلفًا، يدفع الجميع ثمنًا باهظًا ومن أجل ذلك ننادي بالعدالة المناخية" وعن تنظيم مؤتمر المناخ في شرم الشيخ، قال "دعني أقول هذا بصراحة، قدمت المملكة المتحدة قيادة ممتازة في النسخة 26 في جلاسكو وتمكنوا من الخروج ببرنامج يعتبر أساسًا جيدًا، وهنا في مصر نجد ذلك الحدث الأضخم كما نجد الإرادة والقدرة على الانتقال من مرحلة الوعود إلى مرحلة التنفيذ والتطبيق، وهو ما نصبو إليه"