قال الجيش السوري الحر، اليوم الأربعاء، إن قوات بشار الأسد دمرت أجزاء كبيرة من مسجد الصحابي خالد بن الوليد في حي الخالدية بمدينة حمص، وسط البلاد، وألحقت أضراراً كبيرة بقبره الموجود فيه. وفي اتصال هاتفي مع مراسل الأناضول، قال الناطق الرسمي باسم القيادة العليا لهيئة أركان الثورة السورية (التي تشمل كتائب من الجيش الحر وكتائب أخرى مقاتلة) العقيد قاسم سعد الدين إن النظام كثف خلال اليومين الماضيين من قصفه للمسجد الذي يحوي قبر الصحابي خالد بن الوليد؛ ما أدى لإلحاق أضراراً كبيرة فيه، وتضرر المرقد الذي يحوي القبر، وانهيار أجزاء من جدرانه وسقفه فوقه. ويعد مسجد الصحابي خالد بن الوليد، المبني وفق الطراز العثماني ويعود للقرن السابع الهجري، أحد المعالم التاريخية والتراثية الهامة في مدينة حمص ذات الاهمية الاستراتيجية في سوريا؛ كونها تقع على تقاطع الطرق بين شمال البلاد وجنوبها وشرقها وغربها، وتفصل منطقة الساحل (غرب)، التي ينحدر منها رئيس النظام السوري بشار الأسد، عن العاصمة دمشق (جنوب). وأوضح العقيد، الذي ينحدر من ريف حمص، بأن النظام استخدم الطيران الحربي وصواريخ أرض أرض وقذائف الهاون لقصف المسجد ومحيطه الذي يقع في الطرف الغربي من حي الخالدية، وهو يواصل القصف على المسجد في محاولة منه لتدميره بالكامل. ومنذ بداية الأسبوع الماضي، يشن النظام السوري حملة عسكرية ضخمة على مدينة حمص؛ وذلك بعد سيطرته على مدن القصير وتلكلخ والقريتين في ريفها؛ وذلك بمساندة عناصر من حزب الله اللبناني. وأضاف سعد الدين أن نظام الأسد "عمل على قصف مسجد خالد بن الوليد وتدمير عدد من المرافق في مدينة حمص مثل السجل المدني (الخاص بحفظ بيانات الأشخاص وبينها: المواليد والوفيات) والمصالح العقارية (الخاصة بإثبات ملكيات العقارات)؛ وذلك لطمس معالم المدينة تمهيدا لتهجير سكانها الأصليين وإفراغها منهم من أجل ضمها إلى دولة (الملاذ الأخير) التي يخطط النظام السوري لإعلانها لتشمل الساحل السوري (غرب) إضافة إلى حمص (وسط) في حال فشله في ضبط الأمور في البلاد". وحول سبب تصعيد النظام العسكري على حمص خلال الأيام الماضية، قال سعد الدين: "أصبح من الواضح أن النظام يعمل على تقوية وضعه على الارض قبيل عقد مؤتمر جنيف 2؛ لذلك هو مصر على تحقيق أي تقدم في حمص التي عجز عن اقتحامها منذ أكثر من عام رغم الحصار الخانق عليها". وكان المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا، الأخضر الابراهيمي قال، الشهر الماضي، إن لديه شكوكاً في إمكانية عقد مؤتمر جنيف 2 في يوليو الحالي. واتفق كل من وزير خارجية الولاياتالمتحدة، جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، على عقد مؤتمر "جنيف 2" لحل أزمة سوريا سياسيا بناء على ما جاء في اتفاق "جنيف 1". واتفاق "جنیف1" توصلت إلیه "مجموعة العمل حول سوریا"، التي تضم الدول الخمس دائمة العضویة في مجلس الأمن الدولي وتركیا ودول تمثل الجامعة العربیة یوم 30 یونیو 2012، ودعا إلى حل الأزمة سياسيًّا عبر تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برلمانية وتعديلات دستورية، غير أنه لم يشر إلى مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد؛ مما أثار خلافات دولية وإقليمية حول هذا الاتفاق. ولم تتحدد بعد الدول التي ستشارك في مؤتمر جنيف 2 ، فيما تتأرجح مواقف النظام والمعارضة السورية في المشاركة أو عدمها والشروط التي يضعونها لذلك.