وجهت الحكومة الإسرائيلية تعليمات صارمة لمواطنيها المتواجدين في سيناء بأن يغادروها فورا، وللسياح الراغبين في الوصول إلى سيناء بأن يمتنعوا عن ذلك بتاتا، بدعوى أن التنظيمات المسلحة هناك تنوي خطف إسرائيليين لغرض تحسين أوضاع الإخوان المسلمين في مصر. وجاء في تعليمات أصدرتها هيئة مكافحة الإرهاب في مكتب رئيس الوزراء، وهى دائرة تابعة للمخابرات الإسرائيلية، وتعمل في مكتب بنيامين نتنياهو مباشرة، أن «التدهور في الأوضاع الأمنية في سيناء، والتحذيرات بشأن عمليات متوقعة تستهدف إسرائيليين، خصوصا عمليات اختطاف، تشكل خطرا حقيقيا وكبيرا على السائحين الإسرائيليين». وفسر مسئول أمني إسرائيلي هذا التحذير والهلع الذي يرافقه، في حديث ل«الشرق الأوسط»، قائلا: «هناك معلومات موثوقة جدا تفيد بأن عدة خلايا مسلحة تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين المصريين وتنظيمات تابعة ل(القاعدة)، وحتى تنظيمات لحركة حماس الفلسطينية، انطلقت من مخابئها في سيناء لتنفيذ عمليات إرهاب تستهدف إحداث فوضى عارمة في شبه الجزيرة، وذلك لضرب هيبة القوات المسلحة المصرية وللانتقام من إسقاط الرئيس محمد مرسي". وشدد المسئول الإسرائيلي على أن هذه العمليات تستهدف مواطنين إسرائيليين بشكل عام ومواطنين يهود بشكل خاص ولكن المعلومات تفيد بأنهم يستهدفون ولأول مرة أيضا السياح العرب من مواطني إسرائيل (فلسطينيي 48)، وذلك لأنهم يريدون ضرب فرع السياحة في سيناء لإلحاق ضرر بالاقتصاد المصري. لهذا فقد شدد على أن التحذيرات موجهة إلى المواطنين العرب في إسرائيل مثلما هى موجهة إلى المواطنين اليهود. وتابع: "فريقا الصراع في مصر يتنافسان على من يكون أشد عداء لإسرائيل ولأمريكا ففي معسكر الثورة المضادة للإخوان المسلمين يتهمون منافسيهم بأنهم عملاء لإسرائيل ولأمريكا، ويحرقون علمي إسرائيل والولايات المتحدة في مظاهراتهم ويرفعون شعارات منددة بالبلدين، وهناك رواج حقيقي لدعايتهم، وملايين المصريين باتوا مقتنعين بأن الإخوان المسلمين في معسكر واحد معنا، وهذه تهمة تعتبر خطيرة جدا لدى العرب عموما والمصريين بشكل خاص". وأضاف: "لذلك نرى أن الإخوان المسلمين يحاولون الرد عليها بأسلوب لا يتقنه أنصار الثورة الحالية، ألا وهو الإرهاب"، وتابع قائلا: «بما أن سيناء أصبحت مرتعا للمسلحين من أنصار الإخوان، وقوات الأمن المصرية لا تسيطر بالكامل بعد على الأوضاع الأمنية في سيناء، فإنهم قرروا الاستعجال في تنفيذ أكبر وأخطر العمليات ضد السياح الأجانب، وضد الإسرائيليين بشكل خاص، فهؤلاء السياح هم هدف سهل، لأنهم عزل من السلاح ويوجدون في شرم الشيخ وطابا ودهب ورأس محمد بكميات كبيرة». وقررت الهيئة الإسرائيلية المذكورة رفع نشاطها على الحدود مع مصر لإقناع الإسرائيليين بأن لا يدخلوا سيناء، وقد أكد ناطق باسمها أن رجاله لن يمنعوا المواطنين من الدخول بالقوة، ولكنهم سيحاولون بكل قوتهم إقناع الإسرائيليين بأن الخطر كبير جدا هذه المرة. والمعروف أن هناك نحو ألف يهودي وعشرة آلاف عربي من مواطني إسرائيل يستجمون في المناطق السياحية في سيناء المصرية، وحسب مكتب سياحة عربي في مدينة الناصرة فإن عشرات ألوف المواطنين العرب في إسرائيل حجزوا في الأسابيع الأخيرة أماكن للاستجمام في سيناء، التي تعتبر بالنسبة إليهم أماكن مفضلة. وأضاف مدير دائرة مصر في المكتب، غالب أبو سيف، أن زبائنه العرب يفضلون مصر عموما لأنها ذات أجواء عربية، ولكنهم في السنة الأخيرة يفضلونها بسبب الهبوط الكبير في الأسعار، «فالمصريون يريدون تشجيع أكبر كمية من السياح في سيناء للتعويض عن خسائرهم في السنتين الأخيرتين»، وأضاف أن التحذيرات الأمنية تبدو هذه المرة أشد من أي وقت في الماضي، ولذلك نتوقع إلغاء الحجوزات بكميات كبيرة». ولكنه أكد في الوقت ذاته أن هناك سياحا، خصوصا بين العرب، لا يكترثون للتحذيرات ويصرون على السفر إلى سيناء لإمضاء عطلتهم الصيفية في فنادقها وشواطئها.