كاتب أمريكي: بوتين يسعى للحفاظ على مكاسبه العسكرية في أوكرانيا

أعرب الكاتب الأمريكي "بول سوني" عن اعتقاده أن قرار الرئيس الروسي مؤخراً بإعلان التعبئة الجزئية لتجنيد حوالي 300,000 مجند في صفوف القوات الروسية المحاربة في أوكرانيا يهدف إلى تعزيز القدرات القتالية على أرض المعركة بعد الانتصارات التي حققتها القوات الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة في شرق البلاد .
وأضاف الكاتب في مقال نشرته صحيفة " واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس الروسي يراهن على تغيير ميزان القوى لصالحه في الصراع المسلح في أوكرانيا من خلال ضخ دماء جديدة في صفوف القوات الروسية .
ويستشهد الكاتب بأراء المحللين القائلة أن بوتين يسعى إلى الحفاظ على المكاسب التي حققتها القوات الروسية منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أواخر فبراير الماضي من خلال تنظيم الاستفتاءات التي جرت مؤخراً في الأقاليم الانفصالية في أوكرانيا للانضمام إلى الأراضي الروسية إلى جانب التهديد باستخدام السلاح النووي إذا لزم الأمر.
ويرى المحللون العسكريون، كما يشير الكاتب، أن الوقت ليس في صالح الرئيس الروسي حيث يحتاج إلى بعض الوقت لحشد ما يقرب من 300,000 مجنداً للانضمام إلى القوات الروسية المحاربة في أوكرانيا في الوقت الذي تحرز فيه القوات الأوكرانية انتصارات عسكرية على أرض المعركة وتسترد أجزاء من الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية في بداية العملية العسكرية هناك.
ويرى المحللون العسكريون أن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل ستساعد تلك التعبئة في تثبيت الإنجازات الروسية على أرض المعركة قبل حلول الشتاء القادم وحتى حلول فصل الربيع أم لا، حيث إن الإجابة على هذا التساؤل تعتمد على مدى كفاءة هؤلاء الجنود وقدرتهم القتالية كما أنها تتوقف كذلك على كيفية نشر القوات الروسية وتنظيم صفوفها في أرض المعركة.
ويشير الخبير الاستراتيجي الأمريكي فريدريك كاجان إلى أنه يجب على الرئيس الروسي لكي يستعيد السيطرة على زمام الأمور في أوكرانيا أن يركز أولاً على استعادة القدرات القتالية الأساسية لجنوده وإعادة تسليح قواته وهو أمر يكاد يكون مستبعداً في ظل التطورات التي تحدث على أرض المعركة في الوقت الراهن.
ويشير الكاتب أنه في نفس الوقت فإن القوات الأوكرانية تتكبد خسائر في المواجهات بين الطرفين ولذا فإن الصورة مازالت ملتبسة وغير واضحة ما إذا كانت أوكرانيا سوف تتمكن من الصمود في مواجهة الآلة العسكرية الروسية وتحقيق المزيد من الانتصارات أم لا.
ويستشهد الكاتب برأي المحلل الأمني الأمريكي "كريستوفر دوتري" بما مفاده أن الانتصارات لها مخاطرها في حد ذاتها لأن الجانب المنتصر في هذه الحالة يواجه الامتداد الشاسع لخطوط إمداده التي بدأت في الاتساع، فضلاً عن الإرهاق الذي يصيب الجنود بسبب طول فترة الحرب.
ويختتم الكاتب مقاله مشيراً إلى أن مسألة استمرار القوات الأوكرانية في تحقيق مكاسب على أرض المعركة يتوقف على العديد من العوامل يأتي على رأسها مدى توافر العتاد العسكري والذخيرة لديها والتي يأتي الجانب الأكبر منها من الولايات المتحدة الأمريكية.