توافدت حشود من مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري محمد مرسي على الأماكن المختلفة للتظاهر في عدة محافظات مصرية وذلك لليوم الرابع على التوالي منذ اندلاع مظاهرات 30 يونيو. كما تأتي تزايد هذه الحشود ترقبا لبيان منتظر للجيش المصري يتوقع أن يعلن فيه خارطة طريق لعمل البلاد خلال الفترة المقبلة وهو ما أعلن عنه في بيان سابق له عصر الاثنين الماضي وأمهل فيه القوى السياسية 48 ساعة للتوصل إلى حل لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد. ففي القاهرة، بدأ المتظاهرون المعارضون للرئيس المصري في التوافد على مقر "دار الحرس الجمهوري" بشارع صلاح سالم في حي مدينة نصر للتظاهر أمامه. وأُعلن قبل أيام أن الرئيس مرسي انتقل للإقامة في دار الحرس الجمهوري بالقاهرة (نادي اجتماعي لضباط الحرس الجمهوري) لتأمينه قبل المظاهرات المحتشدة أمام قصر الاتحادية الرئاسي منذ الأحد الماضي، لكن دون تأكيد رسمي، فيما رجحت مصادر أن يكون مرسي متواجدا في قصر القبة الرئاسي شرق القاهرة. ونصب المتظاهرون عدة خيام أما البوابة الرئيسية للدار، في إشارة إلى اعتزامهم الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم بإنهاء حكم الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فيما تجمع آخرون أمام بوابة جانبية للدار مجاورة لمقر قيادة قوات الحرس الجمهوري. وكثفت قوات الحرس الجمهوري من تواجدها أمام البوابة الرئيسية للدار وأغلقتها بالأسلاك الشائكة والمتاريس الحديدية، فيما تواجدت قوات من الشرطة يرتدى أفرادها سترات واقية ضد الرصاص ويحملون أسلحة آلية، تحسبا لأي هجوم على الدار. ورد المتظاهرون هتافات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين ومرشدها العام محمد بديع، بالإضافة إلى هتافات مؤيدة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي. ومن الهتافات التي رددها المتظاهرون "يسقط يسقط حكم المرشد"، و"انزل يا سيسي". وتسببت المظاهرة في إعاقة جزئية لشارع صلاح سالم الرئيسي بالقاهرة، والذي يقع به عدة مقرات تابعة للقوات المسلحة، وينتهي بمطار القاهرة الدولي. وتجدر الاشارة إلى أن دار الحرس الجمهوري يفصله عن ميدان رابعة العدوية بحي مدينة نصر الذي يتجمع فيه مؤيدون للرئيس مرسي منذ يوم الجمعة الماضي، شارع واحد هو شارع الطيران. وتقدر المسافة بين الجانبين نحو 1500 متر فقط، وهو الأمر الذي ينذر باحتمالية حدوث احتكاكات بين الطرفين في حالة تزايد الإعداد ليلا في ظل انتظار بيان من القوات المسلحة يعتبره الملايين من المصريين فارقا في حياتهم المستقبلية. وأدى عشرات المتظاهرين صلاة العصر في الحديقة المواجهة لبوابة دار الحرس الجمهوري. وفي محيط قصر القبة الرئاسي، توافد المتظاهرون المعارضون على القصر، بعد وصول مسيرتين من منطقتي الزيتون والمطرية. وعلق المتظاهرون على البوابة الرئيسية لقصر القبة صورة ضخمة للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الراحل في سبعينيات القرن الماضي. وترددت أنباء عن إخلاء الحرس الجمهوري للقصر الرئاسي من الموظفين ظهر اليوم، إلا أن مراسل الأناضول لم يلحظ أي تحركات غريبة من قبل قوات الحرس الجمهوري في محيط القصر أو أمام بوابته الرئيسية، التي مازالت مغلقة ومعلق عليها لافتة كبيرة كُتب عليها "القصر مغلق لحين وجود رئيس". وفي ميدان التحرير زادت أعداد المتظاهرين المعارضين لمرسي، وسط حالة من الترقب لبيان القوات المسلحة. وفي محيط قصر الاتحادية الذي يحتشد أمامه المئات عصر اليوم قبل وصول المسيرات التي دعت إليها حركة تمرد المعارضة، نشبت مشادات بين متظاهرين واحد الشباب علي خلفية قيام الأخير بتوزيع منشور مكتوب في محيط القصر يطالب بعدم المطالبة بعودة حكم الجيش مره أخرى. وفي ميدان نهضة مصر حيث يتجمع مؤيدون للرئيس، استمر توافد الحشود على الميدان كما تم إغلاق الميدان بلجان مكثفة، على خلفية أحداث البارحة. وفي منطقة بين السرايات المجاورة لميدان نهضة مصر أقام مجموعة من الأهالي لجان شعبية لتفتيش السيارات وتقوم بالتضييق على الملتحين. وفي الإسكندرية، واصلت حشود معارضة للرئيس مرسي تظاهرهم ضده في ميدان سيدي جابر عصر اليوم، ورددوا هتافات مناهضة للرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين. وردد بعضهم هتافات مؤيدة للجيش ووزير الدفاع الفريق أول السيسي. على الجانب الاخر، تظاهرت حشود مؤيدة للرئيس مرسي في منطقة سيدي بشر معلنين دفاعهم عن شرعيته. وفي محافظة الشرقية، مسقط رأس الرئيس مرسي، نظمت حشود مؤيدة لمرسي مسيرة انطلقت من أمام ميدان الجندي المجهول المواجه لمسجد الفتح بوسط مدينة الزقازيق. وردد المشاركون في المسيرة هتافات تأييد للرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي لها وحزب الحرية والعدالة. وتشهد ميادين محافظة الشرقية حالة من الترقب انتظارا للبيان المرتقب للقوات المسلح، بحسب مراسل الأناضول، الذي أكد وجود انتشار كثيف لسيارات الجيش والمدرعات العسكرية بالمدخل الصحراوي لمدينتي بلبيس والزقازيقبالشرقية. وكان أعضاء حملة تمرد المعارضة قد أجرت محاكمة رمزية للرئيس مرسي أمام منزله بمدينة الزقازيق الليلة الماضية.