باتت كل المؤشرات والمعلومات المحدثة من الجهات العالمية المتخصصة غير مبشرة من جراء التغيرات المناخية ولكن هناك بعض العوامل الإيجابية التي تدعونا للتامل والتمسك بمواجهة التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية، وهناك أسباب يمكن أن تضع البشر على المسار الصحيح للانتصار على كابوس تغير المناخ، منها تزايد استخدام المركبات الكهربائية، وانخفاض تكلفة التقنيات منخفضة الانبعاثات، إضافةإلى تزايد اهتمام البشر بقضايا المناخ، فضلاً عن سعي كثير من الدول إلى الوصول لدرجة صفر انبعاثات كربونية. يتناول العدد 25 من نشرة بلدنا تستضيف قمة المناخ عدداً من الموضوعات الهامة، منها تقرير يدعو إلى التمسك بالأمل في مواجهةالتداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية،وهناك 10 أسباب يمكن أن تضع البشر على المسار الصحيح للانتصار على كابوس تغير المناخ.
10اسباب تضع البشر حول المسار الصحيح للانتصار علي التغيرات المناخية اظهرت المؤشرات اننا يمكننا ان نتيح للبشر فرصة مواتية لتحقيق انتصارات فارقة، في معركتهم ضد التغيرات المناخية، ومنها تزايداستخدام المركبات الكهربائية، وانخفاض تكلفة التقنيات منخفضة الانبعاثات، إضافة إلى تزايد اهتمام البشر بقضايا المناخ، فضلاً عنسعي كثير من الدول إلى الوصول لدرجة صفر انبعاثات كربونية.
1-زيادة استخدام السيارات الكهربائية
أولى المؤشرات الإيجابية، التي أظهرها التقرير، تتمثل في تزايد استخدام السيارات الكهربائية بشكل متسارع في جميع أنحاء العالم، مما يساعد على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن النقل
ووفقاً للعالم في الهيئة الدولية لتغير المناخ، سودارمانتو بودي نوغروهو، فإن الاستثمارات في البنية التحتية لانشطة النقل جنباً إلى جنب مع نشر وسائل النقل الكهربائية، على سبيل المثال الدراجات الإلكترونية والدراجات الراجلة الإلكترونية، يمكن أن تدعم خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وقال الخبير الدولي إن هذا يمكن أن يجعل التنقل أكثر سهولة للجميع، بما في ذلك الفئات المهمشة خاصةً وأن الهيئة الحكومية تسلطالضوء على أن الوقود الحيوي المستدام يمكن أن يوفر فوائد تخفيف إضافية في النقل البري، على المدى القصير والمتوسط.
ولفت التقرير إلى أن العديد من استراتيجيات التخفيف في قطاع النقل، سيكون لها فوائد مشتركة، بما في ذلك تحسين جوده الهواء،بالإضافة إلى فوائد صحية، ووصول عادل إلى خدمات النقل، وتقليل الازدحام، فضلاً عن تقليل الطلب على الموارد وانخفاض تكلفة التقنيات منخفضة الانبعاثات تضمن تقرير هيئة )IPCC( أن تكاليف العديد من التكنولوجيات منخفضة الانبعاثات انخفضت بشكل مضطرد منذ عام 2010، وأوضحمؤلف التقرير، ماساهيرو سوغيياما، أن تكلفة التكنولوجيات الرئيسية، مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والمركبات الكهربائية، قدانخفضت بشكل كبير، وذلك يمكن أن يساعدنا في تقليل الانبعاثات كثيرا . . وأكد أن »الخيارات متاحة في جميع القطاعات، لخفض الانبعاثات بمقدار النصف بحلول عام 2030«، مشيراً إلى أنها منذ عام 2010 إلى عام 2019، انخفضت تكاليف الطاقة الشمسية بنسبة 85%، وطاقة الرياح بنسبة 55%، وبطاريات الليثيوم أيون بنسبة 85%، كماأتاحت بعض الحوافز الابتكارية تخفيضات في التكاليف، ودعمت التوسع في استخدام التقنيات منخفضة الانبعاثات عالميا.
2-التوسع في قوانين التخفيف هناك توسعات في السياسات والقوانين التي تتناول التخفيف من آثار تغير المناخ، منذ أن نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناختقرير التقييم الخامس في عام 2014 وان اتباع سياسات التخفيف أدت إلى تجنب الانبعاثات التي كانت ستحدث لولا ذلك، وزيادةالاستثمار في التقنيات والبنية التحتية منخفضة الكربون.
فبحلول عام 2020، تمت تغطية أكثر من 20% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بضرائب الكربون، أو أنظمة تداول الانبعاثات، علىالرغم من أن التغطية والأسعار لم تكن كافية لتحقيق تخفيضات كبيرة، علاوة على ذلك، بحلول عام 2020، كانت هناك قوانين مناخيةمباشرة، تركز بشكل أساسي على التخفيضات في 56 دولة، تغطي 53% من الانبعاثات العالمية. وفي العديد من البلدان، عززت السياسات كفاءة الطاقة، وخفضت معدلات إزالة الغابات، وتسريع نشر التكنولوجيا، مما أدى إلى تجنب، وفيبعض الحالات خفض أو إزالة، الانبعاثات، ومع ذلك، فإن تغطية السياسات للانبعاثات والتمويل لا يزال غير متساو عبر القطاعات.
3-بروتوكول كيوتو كما سلط العلماء الضوء على كيفية أداء »بروتوكول كيوتو«، الذي ألزم الدول والاقتصادات الصناعية في عام 1997، بخفض انبعاثاتغازات الاحتباس الحراري، وتقليل الانبعاثات في بعض البلدان، وابراز دورها الفعال في بناء القدرات الوطنية والدولية للإبلاغ عن الانبعاثاتوحسابها. 4-اتفاق باريس ، أدى اتفاق باريس لعام 2015، بمشاركة عالمية، إلى تطوير السياسات، وتحديد الأهداف على المستويين الوطني ودون الوطني، لاسيما فيما يتعلق بالتخفيف من أثار تغير المناخ، فضلاً عن تعزيز شفافية العمل المناخي ودعمها.
5-تغيير الانبعاثات الصناعية لا يزال ممكناً
أكد الخبراء أن انبعاثات الكربون الصافية الصفرية من القطاع الصناعي، على الرغم من حجم التحدي، لا تزال ممكنة، حيث أوضح التقريرأن الحد من انبعاثات الصناعة، سوف يستلزم اتخاذ إجراءات منسقة عبر سلاسل القيمة، لتعزيز جميع خيارات التخفيف، بما في ذلك إدارةالطلب، وكفاءة الطاقة والمواد، وتدفقات المواد الدائرية، فضلاً عن تقنيات التخفيف والتغيرات التحويلية في عمليات الإنتاج.
ولفت التقرير إلى أنهامن أجل تحقيق التقدم نحو »صافي صفري«، يمكن للصناعات الاستفادة من عمليات الإنتاج الجديدة، باستخداممصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، والهيدروجين الأخضر، والوقود الحيوي، بالإضافة إلى التحكم في إدارة الكربون
6-دمج القطاعات والاستراتيجيات بالمدن للتخفيف من اثار التغيرات المناخية وأكد التقرير أن المناطق الحضرية توفر فرصاً رئيسية للتخفيف من آثار تغير المناخ، وفق الخبير سير كيلكيس، الذي أكد أنها ممكن لجميع المدن المساهمة في تحقيق مستقبل صافي انبعاثات صفري، من خلال دمج القطاعات والاستراتيجيات والابتكارات، سواء كانت مدناً قائمةأو نامية أو ناشئة«، وأضاف أن »الطريقة التي يستمر بها تخطيط المناطق الحضرية، وتفاعلاتها مع نظام الطاقة، والطلبات على المواد،تحدد فرصاً متعددة تعود بالفوائد على الناس والكوكب«.
ولفت التقرير إلى أن جهود التخفيف من تداعيات تغير المناخ في المدن يجب أن تركز على 3 محاور، تتضمن »تقليل أو تغيير استهلاك الطاقة والمواد، وتخضير الكهرباء، وتعزيز امتصاص الكربون وتخزينها في البيئة الحضرية.
7-تحفيز التدابير الاقتصادية وأشار التقرير إلى أنة تم بالفعل نشر العديد من الأدوات التنظيمية والاقتصادية بنجاح، وبحسب فريق الخبراء بالهيئة الحكومية الدولية،فإنه »يمكن لهذه الأدوات أن تدعم التخفيضات العميقة للانبعاثات، وتحفز الابتكارووفقاً للبيانات، فقد ارتفع إجمالي التدفقات الماليةللتخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معها بنسبة تصل إلى %60 في الفترة بين عامي 20 2014 /13و2019/ 2020، ولكن متوسطالنمو تباطأ منذ عام 2018، وظلت هذه التدفقات المالية مركزة بشدة على التخفيف، وهي متفاوتة، وتطورت بشكل غير متجانس عبر المناطقوالقطاعات.
8الغاء دعم الوقود الاحفوري وأكد الخبراء أن إلغاء دعم الوقود الأحفوري من شأنه أن يقلل من الانبعاثات، ويحسن الإيرادات العامة وأداءالاقتصاد الكلي، ويحقق فوائد بيئية وتنموية مستدامة أخرى، حيث لفت التقرير إلى أنه »من المتوقع إلغا ء دعم الوقود الأحفوري، للحد منانبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، بنسبة من 1 إلى 4%، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 10% بحلول عام2030«.
أدرك مؤلفو تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقييمهم أن العديد من المواطنين حول العالم مهتمون بالطبيعة وحمايةالبيئة، ولديهم الحافز للانخراط في العمل المناخي، حيث أوضحت ليندا شتيج الخبيرة الاميية ان الناس قد يواجهون عوائق في العمل، يمكنإزالتها من خلال الإجراءات«، وأضافت أن العديد من الحكومات مرتبكة حالياً، حول مسألة ما إذا كان الناس سيدعمون حقاً بعضالتغييرات الجذرية.
وأكدت الخبيرة الأممية أن »تقرير التقييم هذا يوضح أن القبول العام يكون أعلى، عندما يتم توزيع التكلفة والفوائد بطريقة عادلة، وعندما يتماتباع إجراءات قرار عادلة وشفافة.
محاولات للوصول إلى »صفر« انبعاثات وأوضح تقرير خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن الوصول إلى صافي انبعاثات غازات الدفيئة صفري، يتطلب أكثر منخفض الانبعاثات، ويتضمن خياراً يسمى إزالة ثاني أكسيد و أن المسألة تنطوي على »إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي،وتخزينها على الأرض، أو في الأرض، أو في المحيط.
ولفت التقرير إلى أن التأثيرات والمخاطر والفوائد المشتركة لنشر ثاني أكسيد الكربون على النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي والناسستكون شديدة التباين، اعتماداً على الطريقة والسياق الخاص بالموقع والتنفيذ والنطاق.
9اساليب تعزيز النظام الايكولوجي ومع ذلك، فإن تحسين إدارة الغابات، وعزل الكربون في التربة، واستعادة الأراضي، وإدارة الكربون الأزرق، هي أمثلة على الأساليب التييمكن أن تعزز التنوع البيولوجي ووظائف النظام الإيكولوجي والعمالة وسبل العيش المحلية، اعتماداً على الطريقة والسياق الخاص بالموقعوالتنفيذ .
وقالت مرسيدس بوستامانتي، إحدى أعضاء فريق التقرير، إن »خيارات التخفيف المعتمدة على الأراضي المصممة جيداً لإزالة الكربون،يمكن أن تفيد أيضاً التنوع البيولوجي والنظم البيئية، وتساعدنا على التكيف مع تغير المناخ، وتأمين سبل العيش، وتحسين الأمن الغذائيوالمائي، ومن ضمن الخيارات حماية واستعادةالنظم البيئية الطبيعية، مثل الغابات والأراضي الرطبة والسافانا والأراضي العشبية.