لم يخطئ الدكتور مصطفي الفقي عندما ذكر في حديث نشر له في ديسمبر2010 أن تأييد أمريكا وإسرائيل أمر لابد منه لمن يتولي رئاسة مصر. وقد غضب مبارك من الدكتور الفقي رغم أنه ذكر لنا كان يري أن إسرائيل المفتاح الرئيسي للباب الأمريكي. وبالنسبة للإخوان وأمريكا فقد ظل الإعتقاد طويلا أنهما طريقان متوازيان لا يلتقيان, ثم اتضح كما كشف الزميل الأستاذ عبد العظيم حماد في كتابه الجديد قصة الارتباط بين امريكا والإخوان( عن دار المحروسة) أن الطريقين المتوازييين خرجا عن مساريهما والتقيا إلي درجة العناق. أنقل من كتاب حماد الذي أنصح من يريد تتبع تاريخ أمريكا والإخوان بالرجوع إليه أن سنة2007 كانت سنة رئيسية في علاقتيهما, فقد شهدت إنشاء الائتلاف الإخواني الكبير الذي يضم فروع الإخوان داخل الولاياتالمتحدة. وكان ضروريا استثمار اخوان الائتلاف لتحقيق التقارب المطلوب, بالتعاون مع مراكز الدراسات الأمريكية وثيقة الصلة بجهات إتخاذ القرار في الإدارة الأمريكية. وجاءت البداية مع ظهور مقال في مجلة فورين أفيرز المعروفة بثقلها في دوائر صنع القرار, تتحدث عن ضرورة التمييز بين المعتدلين والمتطرفين في الحركة الاسلامية العالمية والشرق الاوسط وفي الولاياتالمتحدة. بعد هذا المقال وعلي التحديد يوم28 يونيو2007 أصدرت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية توجيها يرخص لدبلوماسييها الاتصال الرسمي بالإخوان المسلمين في مصر والعراق وسوريا وبقية الدول العربية, شرط ان تكون البداية مع ممثلي الجماعة المنتخبين في البرلمانات والنقابات المهنية, ثم تمتد لتشمل الزعماء الاخرين للجماعة. وكان من أوائل الذين بدأ الاتصال بهم د. كمال الهلباوي ممثل الجماعة في أوروبا الذي كان الطريق إلي قيادات الاخوان في القاهرة. بعد شهر أي في يوليو2007 نظمت مجلة نيوزويك وصحيفة واشنطن تايمز منتدي لمن اسمتهم المسلمين المعتدلين دام سبعة ايام ونشرت وقائعه مع مقالات للمشاركين كان جوهرها تبرئة المسلمين من العنف إلا لأغراض دفاعية هي مقاومة عدوان خارجي او طغيان داخلي. وفور ذلك جاء مقال نشرته مجلة فورين بوليسي كان عبارة عن دعوة مباشرة لمرشد الإخوان في مصر.. وغدا نكمل. نقلا عن الاهرام المزيد من أعمدة صلاح منتصر