الإصلاح الرياضي

لا أظن أن إقالة مدرب وتعيين آخر يحل مشكلة الكرة المصرية التي تحتاج لحل جذري بعلاج حاسم يتطلب جراحا ماهرا ينهي آلام الكرة المصرية التي أصبحت صداعا مزمنا داخل الجسد الكروي.
ولاشك أن الكل بات مدركا أن منظومة الكرة المصرية ما هي إلا منظومة بها أخطاء كثيرة جاءت من خلال لوائح وقوانين تحتاج تدخل لإنهاء أوضاع سيطرت عليها مجموعات أفقدت الكرة هويتها وأضاعت بهجتها وأهدرت مواردها .
لم يعد مقبولا أن تصرف الملايين في عقود لاعبين لم يحققوا أى نتائج حقيقية أو دولية واكتفوا ببطولات محلية ونتائج وهمية لا عائد منها . وقد تساءلت منذ فترة ماذا يضر لاعبا يحصل على عقد سنوي ب15 أو 20 أو 30 مليونا أن يضحي ب 5 % من عقده لعمل مستشفي لعلاج الرياضيين أو لصندوق رعاية لهم أو جزء لعمل دورات تدريبية للحكام والمدربين، أضف لذلك عمل مراكز إعلامية حقيقية داخل الأندية تخرج الموهوبين في مجال الإعلام وتقضي علي التعصب بين الجماهير.
هذه الأموال الطائلة التي تصرف في حقل كرة القدم لم تخرج لنا مدربا متميزا أو لاعبا موهوبا وإنما خرّجت أجيالا أساءت للإعلام الرياضي الذي كان رائدا في الوطن العربي.
لقد حان الوقت لكي نعيد ترتيب أوضاعنا .. لدينا كوادر فنية متميزة ورجال لديهم القدرة علي القيادة الصحيحة ونملك كل مقومات النجاح . فقط نحتاج لإصلاحات إدارية وفنية وقرارات تنفيذية تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح .
الفوز في مباراة ليس هدفا وإنما الخسارة الحقيقية عندما تصبح منظومة أى شيء يفترض أنه مصدر للسعادة والنجاح سببا للشعور باليأس والإحباط ، لذلك فإن أولى الخطوات هي إغلاق أبواب الأخطاء، فهي المفتاح الذي يبدأ به الإصلاح.