حادت الرياضة فى مصر عن مسارها وضلت طريقها بعد ان تحولت ملاعبنا التى أبهرت العالم فى المونديال الافريقى عام 2006 وما قبلها إلى ملاعب سيئة السمعة بعد ان سالت فيها دماء الأبرياء من المشجعين فى كارثتين راح ضحيتها العشرات فى مجزرة ستاد بورسعيد الشهيرة وأخيرا إحداث ستاد الدفاع الجوى. واجمع المهتمون بكرة القدم بجميع عناصرها ومحللوا علم النفس وأساتذة الرياضة أن كرة القدم تلك الساحرة المستديرة ومعشوقة الملايين تستحق أن نبذل لها الجهد والعرق من اجل الفوز والحفاظ على الانتصارات، أو للتحدي وإعادة ترتيب الأوراق واثبات الذات فى ظل المنافسات الشريفة والتعارف بين الممارسين والمتنافسين سواء محليا أو دوليا للمتعة والترفيه والتسلية والدخل المادى أيضا، وفيما عدا ذلك ولدى تحولها على النقيض وتتحول إلى صراع وقتال وقتلى فإنها لا تساوى شيئا ولا تستحق دمعة واحدة. فما هو رأى الخبراء والمحللين والسياسيين عن تلك الظاهرة وما هو العلاج للخروج سريعا من تلك المحنة وهل تستحق كرة القدم ومستواها فى مصر التضحية بالأرواح وكل هذه الضجة وكل هذه الدماء هذا ما ستجيب عنه السطور التالية: - "تامر عبدالحميد": "نبكى عليها لا من أجلها" كرة القدم أصبح لها عناصر عديدة بعد أن كانت تلعب فى الشوارع والحارات لذا أصبحت منظومة متكاملة من لاعب ومدرب ومجلس إدارة واتحاد كرة وملاعب وتنظيم وأمن، وعندما نجد تقصير فى عنصر واحد فان هناك افتقاد للمتعة والتسلية فما بالنا كل العناصر ليست على دارية ووعى بقيمة كرة القدم فى المجتمع وهنا لا تستحق كرة القدم أن نذرف دمعة واحدة عليها وعلى المشجعين أن يلتزموا منازلهم ولا يبذلوا عناء المشقة فى متابعتها فى ظل منظومة معيبة لا تستحق أن نبكى الا عليها حزنا على سوء الإدارة والوعي والإدراك. - "على أبوجريشة": "أظهرت أسوأ ما فينا" قال على أبوجريشة: لا أتصور أبدا أن تنتج كرة القدم موتى وقتلى وشهداء فى سبيلها، بما يتنافى والهدف منها وهى لا تستحق دمعة واحدة لأننا ليس لدينا معايير واضحة لإدارة المنظومة فقد سبقتنا دول كثيرة فى إظهار الوجه الجميل لكرة القدم ونحن نتبارى فى إظهار الجانب السلبى والوجه القبيح للساحرة المستديرة ومن هنا لا تستحق كرة القدم دمعة واحدة من أى عنصر خاصة المشجعين. - "علاء عبدالعال": "زرعنا صراعا. فحصدنا دماء" أكد علاء عبدالعال المدير الفنى لفريق الداخلية على ان كرة القدم لا تساوى دموع لأن كرة القدم أصبحت وسيلة للصراع وليس للترفيه أو المتعة ولا تساوى البكاء عليها لأننا نفتقد لمنظومة واعية بداية من ضغوط مجالس الإدارات على الأجهزة الفنية وخوف المدربين من الإقالة إذا خسر مباراتين متتاليتين ورهبة اللاعب من الهزيمة لأنه لن يحصل على مكافأت ويقاس على ذلك عمال غرف الملابس الذين يأكلون ويعيشون من كرة القدم وتساءل لماذا قام المسئولون عن الكرة بتحويل ممارسة كرة القدم فى براعم الكرة من ممارسة إلى منافسة وصراع على النقطة الأمر الذى يزرع الصراع مبكرا. - "جمال عبدالحميد": "المستقبل غامض" قال جمال عبدالحميد نجم الزمالك والمنتخب الوطنى الأسبق أن كرة القدم لا تساوى دمعة واحدة بدليل اتجاه معظم الرياضيين من لاعبين ومدربين إلى تأمين مستقبلهم من خلال إقامة مشروعات تجارية منها التى لها علاقة بالكرة مثل الأدوات الرياضية والجيم وخلافه ومنها ليس له علاقة بالرياضة مثل الكافيهات والمعارض والشركات. - "مجدى شرف": "ندفع ثمن الابتزاز" المستشار مجدى شرف عضو مجلس إدارة نادى الزمالك ورئيس محكمة جنايات الجيزة الأسبق قال انه لا يصح ان تسقط قطرة دماء على الأرض بسبب مباراة فى كرة القدم، أو نغدق الأموال تحت أقدام اللاعبين كما نرى حاليا، لان هذه الأموال ملك للأندية التى تتبع الدولة ولذلك لابد أن توجه الأموال الطائلة التى تنفقها الأندية على شراء لاعبين لإقامة مشروعات قومية للبلد تزيد من الناتج القومى وتحل مشكلات البطالة وتدفع قاطرة الاقتصاد إلى الأمام، مؤكدا أن مصر لا تعرف الاحتراف حتى ألان سوى فى نقطة واحدة فقط هى منح أموال للاعبين دون أن يؤدى اللاعب جزء واحد من واجباته تجاه ناديه، مما يؤكد أن مصر تعيش فى عمليات ابتزاز وليست احتراف. - "عبدالله الوتيدى": "الاحتياط كان واجبا" قال اللواء عبدالله الوتيدى مساعد وزير الداخلية الأسبق انه لا يوجد شئ يساوى قتل نفس بدون وجه حق، فكرة القدم متنفس ممتع ولكن كان ينبغى الا تمثل حالة من الرعب للآسر المصرية كما حدث ألان بعد حالات القتل التى وقعت فى ستادى بور سعيد والدفاع الجوى ليتحول تأثير اللعبة إلى شئ سلبي، مشيرا إلى قتل شبابنا فى الدفاع الجوى حدث لعدم وجود احتياطيات أمنية من الجهات المنظمة للمباراة، ولو تم تطبيق الاشتراطات التى وضعتها النيابة العامة بعد أحداث بورسعيد لما حدثت الكارثة - "عماد سمير": "فكر الهواة السبب" يؤكد الدكتور عماد سمير أستاذ علم النفس بكلية التربية الرياضية، هناك جملة شهيرة بالوسط الرياضي وهى "تواضع عند النصر وابتسم عند الهزيمة" ولم تشر إلى البكاء أو الصراع أو القتال على الإطلاق وبالتالى لا تساوى دمعة واحدة فما بال البكاء وما بال الموت فى سبيل كرة القدم خاصة وأننا فى مصر ليس لدينا منظومة فعالة ولا فكر احترافي بالمقارنة بدوريات العالم . - "أحمد حسن": "فلتذهب إلى الجحيم". كرة القدم إما لعبة أو مهنة وفى كلتا الحالتين تستحق أن نبذل لها العرق والجهد حتى يكون العائد معنويا أو ماديا والبكاء عند الفوز دافع لانتصارات أخرى والدموع عند الهزيمة مطلوبة للتحدى واثبات الذات أما دمعة واحدة على أبرياء فالتذهب كرة القدم إلى الجحيم والاعتراف بالخطأ أول درجات إعادة ترتيب الأوراق وتحقيق النجاح. لذلك كرة القدم لا تستحق الدموع طالما أن هناك من ليس يعرف قيمتها جيدا فى إسعاد المجتمع بكل عناصره. - "محمد حامد الجمل": "كفى بكاء على اللبن المسكوب" المستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق قال إن الرياضة تمثل بمجموعة من المباريات التى تقام فى جو سلمى بهدف تحسين المستويات والتحلي بالأخلاق وزيادة قيمتها ومن هذه الرياضات كرة القدم، مؤكدا أن اللعبة شهدت نزيف دماء وقتل وترويع للآمنين ويعد كل هذه الأشياء أمور شاذة وليست طبيعة على لعبة تسمو بالأخلاق الحميدة، ولذلك لابد من معالجة سلوكيات الشباب من خلال المدارس والجامعات والجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى، مشددا على انه لا توجد رياضة أو لعبة تستحق أن تسال من اجلها الدماء الذكية لأى فرد من أبناء الشعب المصرى، ويجب الالتزام بالقواعد العامة للعبة والمشاهدة وكل القوانين المنظمة لها مع المحافظة على المنظومة الرياضية بأكملها من لاعبين ومدربين وداريين وحكام ومسئولين وجماهير قبل أن تنهار، ونبكى على اللبن المسكوب. - "ياسر الهضيبى": "العبارة فى الإدارة" قال الدكتور ياسر الهضيبى نائب رئيس حزب الوفد والمستشار القانونى لاتحاد كرة القدم إن الساحرة المستديرة رغم عشق الملايين لها دورها التنموي المهم فأنها لا تستحق أن تسال على ملاعبها أو فى مدرجاتها أو إثناء مشاهدتها قطرة دماء واحدة من شبابنا، لأنها لعبة ترفيهية فى المقام الأول ويديرها أفراد لا يعرفون قيمتها ويهتمون بمصالحهم فقط. - "سعاد الخولى": "دماؤنا أغلى من أى شيء" تقول الدكتورة سعاد الخولى لنائب محافظ الإسكندرية: حرام إن تنزف دماء المصريين وتسال بسبب مباراة فى كرة القدم لان دماء المصريين غالية ولابد أن تسقط من اجل شئ غالى وليس من اجل لعبة الهدف منها التسلية، موضحة أن الكرة رياضة راقية مثل أى رياضة أخرى تسمو بالأخلاق وتقوم سلوكيات أولادنا وتحضهم إلى الفضيلة، ونرى ذلك فى مباريات الدوريات العالمية، مشيرة إلى أن مصر بها كرة قدم على قدرها ولكن أداء الجماهير شئ مخزي للغاية، فلا يوجد نظام، أو تشجيع مثالى. - "طارق العشرى": "ليست مجالا للجهاد" كرة القدم أصبحت مهنة ومن هنا لابد أن نحافظ على "أكل عيشنا" والحفاظ على استمرار ممارستها ومنافساتها فى ظل منظومة إدارية لابد أن تعى أهمية كرة القدم بالنسبة لكل عناصر اللعبة وبالتالى فان من يقاتل عليها أو يتعرض للقتل فهو غير مدرك لمهام عمله أو وظيفته أو سلوكه كجماهير وهنا لا تستحق كرة القدم أن نموت من أجلها لأن أوجه الجهاد هو الدفاع عن النفس والعرض والأرض وليس الجهاد من أجل لعب الكرة لأنه لو لم يكن هناك مناخ جيد للممارسة والمنافسة فلا داعى لكرة القدم من الأصل. - "ماجى الحلوانى": "التحول لا ذهاق للأرواح مرفوض" الدكتور ماجى الحلوانى عميدة كلية الإعلام سابقا قالت إن كرة القدم المصرية بوضعها الحالى والقادم أى كان لا تستحق أن تسال من اجل عيونها الدماء التى يجب أن تسقط فقط للدفاع عن الوطن وليس من اجل مباراة ترفيهية تذهب إليها الجماهير من المتعة والترويح عن النفس من متاعب الحياة، ولكن أن تتحول اللعبة من متعة إلى اذهاق للأرواح فهذا شئ يرفضه المجتمع بأثره، مشيرة إلى أن منظومة كرة القدم بالكامل تحتاج إلى تنظيم فى الرؤى وتوجيه الجماهير بشكل صحيح والتعامل معها بصدق وشفافية، على أن تساعد الجماهير أفراد المنظومة. - "عمرو أبوالمجد": "الرياضة أخلاق. ودماؤنا غالية" "مفيش أى رياضة تستحق ذلك" بهذه الجملة بدا الدكتور عمرو أبوالمجد المدير الفنى الأسبق لاتحاد كرة القدم كلامه قائلا دماؤنا غالية لا يجب أن تهدر إلا لشئ أغالى بكثير وهى الدفاع عن الوطن وليست من اجل مباراة فى كرة القدم أو أى رياضة أخرى، الرياضة أساسها الأخلاق، والكرة لعبة ترفيهية بجانب المنافسة، ولكن أن تتحول من جانب ترفيهى إلى حرب تسال فيها الدماء فهذا شئ نرفضه جميعا.