يوفر هدر المليارات.. نقابة الزراعيين تطالب بتدخل رئاسي لحل مشاكل استيراد تقاوي الخضر.. ونواب: طول مدة الفحص بالموانئ تؤثر على صلاحيتها.. ومساعٍ كبيرة لإنتاجها محليا

نقيب الزراعيين: أغلب أصناف الخضر عالية الإنتاجية ومطلوبة في التصدير
برلماني يطالب بتسريع معدل فحص التقاوي المستوردة بالحجر الزراعي والموانئ
نائب: الدولة تبذل جهودا لتحسين جودة الإنتاج الزراعي
طالبت نقابة المهن الزراعية، الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل لمراجعة منظومة تطبيق نظام الاعتمادات المستندية المفروضة على شركات استيراد التقاوي، نظرا لأنها ستؤدي إلى إطالة أمد العملية الاستيرادية، وهو ما لا يتناسب بشأن التعامل مع التقاوي التي هي كائن حي، يتأثر بالعوامل البيئية المحيطة، وهو ما يتطلب احتياطات يجب مراعاتها؛ للمحافظة على حيوية رسائل التقاوي حتى لا تفقد قيمتها.
ووفقا للمذكرة التي أعدتها النقابة و تم عرضها على الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كشفت تلك الشركات عن تضررها من تأثير تطبيق نظام الاعتمادات المستندية على إجراءات وصول هذه التقاوي إلى البلاد، موضحة أن عدم وصول التقاوي وتوافرها في المواعيد المحددة للزراعة يؤثر بالسلب على الناتج العام من محاصيل الخضر، وبالتالي على الكميات المتاحة للتصدير، وأيضا عدم القدرة على المحافظة على الأسواق التصديرية وما يستتبعه من خفض عائدات التصدير، وهدر المليارات على البلد.
وأوضحت المذكرة أن تطبيق نظام الاعتمادات المستندية سيحمل التقاوي تكاليف إضافية تؤدي إلى رفع الأسعار، وبالتالي رفع تكلفة الإنتاج، وتخفيض قدرة مصر على زيادة صادراتها الزراعية من محاصيل الخضر، فضلا عن رفع أسعار هذه المنتجات بالأسواق والتي تعتمد بنسبة 89% من التقاوي المستوردة، مشيرة إلى أنه يمكن تطبيق هذه المنظومة في حالة الانتهاء من البرنامج الوطني لإنتاج التقاوي لإحلال التقاوي المحلية بدلا من المستوردة.
ومن جهته، أوضح الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، أن الخضراوات لا يقتصر دورها على تحقيق الاكتفاء الذاتي، وإنما هي عنصر أساسي تقوم عليه الكثير من الصناعات مثل مصانع الصلصة والمخللات والخضراوات المجمدة، وهى منتجات تباع محليا وتصدر عالميا.
وأشار نقيب الزراعيين، إلى أن مصر تحقق الاكتفاء الذاتي من محاصيل الخضر عامة مع فائض للتصدير، وأغلب أصناف الخضر عالية الإنتاجية والمطلوبة في التصدير تكون ناتجا لتقاوي أصناف مستوردة.
وفي هذا الصدد أثني عدد من نواب البرلمان علي جهود القيادة السياسية في تنمية القطاع الزراعي بمختلف جوانبه، والذي يشمل أيضا منظومة التقاوي، والعمل علي إيجاد حلول لكافة المشكلات الطارئة بها من أجل دعم المزارعين ومستورديها.
النائب عامر الشوربجي عضو لجنة الزراعة والأمن الغذائي بالبرلمان، قال إن أهم الأسباب التي تؤدي إلى طول مدة فحص التقاوي المستوردة؛ هي معدل الفرز والكشف عليها بالحجر الزراعي القائم بالموانئ, حيث يتطلب هذا الأمر تسليط الضوء عليه.
وطالب "الشوربجي" في تصريحات ل"صدى البلد"، بضرورة تسريع معدل فحص التقاوي المستوردة من الموانئ وذلك لسرعة طرحها للمزراعين بما يراعي عدم تعرضها للفساد والتلف وانتهاء صلاحيتها مما يكبد هذه الشركات خسائر مالية.
وأشار عضو لجنة الزراعة بالبرلمان، إلى أهمية التأكد من بلد المنشأ لجميع أنواع التقاوي المستوردة خاصة الخضر، من ناحية ماهيتها واعتماداتها،والتشديد علي مواعيد تسليم الشحنات في الوقت المحدد؛ وذلك بسبب حدوث تغيرات طارئة لدى الجهات المصدرة بدولة المنشأ من شأنها حدوث تأخيرات في التسليم.
كما ناشد البرلماني، بأهمية فحص التقاوي المستوردة بعناية للتأكد من خلوها من مختلف الفيروسات والأمراض السرطانية التي تؤثر علي الصحة العامة للمواطنين ومن ثم إخراج منتجات زراعية فائقة الجودة دون أي عيوب.
فيما قال النائب عمرو فهمي عضو مجلس الشيوخ، إن القطاع الزراعي شهد نقلة فريدة من نوعها في عهد الرئيس السيسي بعد أن كان يعاني من التدهور والإهمال خلال السنوات السابقة، حيث ينبع هذا الاهتمام نتيجة وعي القيادة السياسية بدوره الفعال في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة.
و أضاف "فهمي" في تصريحات ل"صدى البلد"، أن الفترة الأخيرة شهدت خطوات جريئة من الحكومة فيما يخص إعادة هيكلة المنظومة الزراعية بكل جوانبها وعلي رأسها ملف التقاوي نظرا لكونه أهم عناصر العملية الزراعية، وذلك بما يدعم الارتقاء بجودة المحاصيل المنتجة وتحقيق الإكتفاء الذاتي منها لا سيما الخضر.
ولفت عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الفترة المقبلة ستشهد انفراجة كبرى بمنظومة التقاوي، انطلاقًا من توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنتاج البذور ذات الجودة العالية، محليا، وتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، وتعزيز جهود إنتاج تقاوي الخضر في مصر، وذلك بهدف العمل على تحسين جودة الإنتاج الزراعي.