لا يزال شبح الحرب في أوكرانيا، يلقي بظلاله على شرق القارة الأوروبية، جاعلا منها محط أنظار العالم. ومع تقدم القوات الروسية المستمر في الأراضي الأوكرانية وقربها من العاصمة كييف لا تسيطر على العالم إلا فكرة وقوع الحرب العالمية الثالثة. ومنذ اندلاع شرارة الحرب، استطاعت القوات الروسية التقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف ومحاصرتها استعدادا لدخولها وسط ارتفاع أصوات الإدانات الغربيةلروسيا والرئيس فلاديمير بوتين، حيث بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعها دول الاتحاد الأوروبي التنفيذ الفعلي لعقوباتهم الاقتصادية التي فرضوها على الجانب الروسي اعتراضا منهم على دخول أوكرانيا. ولم تكتف الدول الغربية بفرض العقوبات الاقتصادية، ولكن قامت بإرسال شحنات عسكرية إلى الجيش الأوكراني لمساعدته في الحرب ضد روسيا، حيث أعلنت الولاياتالمتحدة إرسال قاذفات مضادة للدبابات، كما أعلنت بريطانيا إرسال مساعدات عسكرية وتأمينها للوصول إلى الجيش الأوكراني، وغيرهما من الدول الأوروبية التي أعلنت تضامنها مع كييف ضد موسكو. زيارة الرئيس بايدن إلى أوروبا وفي إطار بحث الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون عن حل للأزمة الأوكرانية، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيذهب إلى بولندا هذا الأسبوع لمناقشة الجهود الدولية لدعم أوكرانيا وفرض تكاليف باهظة وغير مسبوقة على روسيا. البيت الأبيض: جو بايدن سيبحث مع الحلفاء و الشركاء تنسيق الرد على الهجوم الروسي جو بايدن: سيتم تقييد قدرة روسيا على استعمال عملات الدولار و اليورو والين وأضاف البيت الأبيض خلال بيان صحفي، أن الزيارة تأتي في أعقاب اجتماعات بايدن في بروكسل ببلجيكا مع حلفاء الناتو وقادة مجموعة السبع وقادة الاتحاد الأوروبي. وتابع البيان: "يوم الجمعة 25 مارس، سيسافر الرئيس بايدن إلى وارسو في بولندا، حيث سيعقد اجتماعا ثنائيا مع الرئيس أندريه دودا". وأوضح البيت الأبيض أن بايدن سيناقش كيفية استجابة الولاياتالمتحدة، إلى جانب حلفائنا وشركائنا، للأزمة الإنسانية وأزمة حقوق الإنسان التي خلقتها الحرب الروسية الأوكرانية. كما أعلن البيت الأبيض، أمس، أن بايدن سيذهب إلى أوروبا لحضور قمة طارئة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ولن يذهب إلى أوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إنه لا توجد خطط لأن يقوم الرئيس جو بايدن بالسفر إلى أوكرانيا الأسبوع المقبل عندما يذهب إلى أوروبا لحضور القمة الطارئة. وأضافت ساكي عبر حسابها على تويتر، أنه سيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل حول رحلة بايدن في وقت لاحق. وتابعت: "الرحلة ستركز على الاستمرار في حشد العالم لدعم الشعب الأوكراني وضد غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ل أوكرانيا، لكن لا توجد خطط لسفر الرئيس بايدن إلى أوكرانيا". أهداف زيارة الرئيس بايدن للناتو ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى حلف الناتو هي زيارة مهمة وسيبني عليها استراتيجيات محددة، جزء من هذه الاستراتيجيات متعلق بإدارة الأزمة في أوكرانيا، وجزء مرتبط بالترتيبات الأمنية في محيط الشرق الأوسط ومنطقة القوقاز والبلقان أيضا. وأضاف فهمي في تصريحات ل "صدى البلد"، أن اجتماع حلف الناتو سيقام في بولندا ويهدف إلى توجيه العديد من التطمينات التي تريد أن توجهها الولاياتالمتحدة إلى الحلف بأنهم معهم. هفوة من جو بايدن عن الدولة التي ستغزو أوكرانيا السابع من فبراير.. المستشار الألماني يلتقي جو بايدن في البيت الأبيض وأشار أن هناك مواقف متباينة من ألمانيا وفرنسا بأنهم يريدون أن يدشنوا جيش أوروبي للدفاع عن القارة وليس فقط الالتزام بحلف الناتو. وتابع: "هناك أيضا أمور متعلقة بنمط الإدارة السياسية بعد الحرب على أوكرانيا ومخاوفهم من الترتيبات التي قد تشملها، بالتالي هناك تحرك قوي من دول الحلف في هذا التوقيت لمواجهة أى ارتدادات سلبية على عليه". ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلي أن حلف الناتو سيأخذ عدة قرارات منها دعم أوكرانيا وإرسال معدات وذخائر عسكرية، ولكن إمكانية إرسال قوات عسكرية هذا أمر مستبعد، وأيضا إمكانية عمل حظر طيران فوق أوكرانيا هو مستبعد وممنوع، ولكن العالم الآن أمام متغيرات حقيقية ستثبت كفاءتها خلال الأيام المقبلة. واختتم فهمي: "الزيارة هامة لأن الولاياتالمتحدة لا تريد أن تخلي مسؤوليتها عن أمن أوروبا، بالتالي هذا اللقاء عاصف سيواجه من خلاله الرئيس الأمريكي أزمة ثقة لا بد أن يتم علاجها، وأيضا أزمة عدم توافقات كبيرة يجب حلها، لذلك ستنعكس الزيارة على الأمن الأوروبي بأكمله".