شهد الموقف الألماني من الازمة الروسية الأوكرانية تحولا كبيرا على مدار 24 ساعة الماضية، حيث قررت ألمانيا بشكل رسمي دعم أوكرانيا ب 500 صاروخ، وصواريخ مضادة للدبابات. ألمانيا تعتزم إغلاق مجالها الجوى أمام الطائرات الروسية الرئيس الأوكراني يرحب بقرار ألمانيا إرسال أسلحة لبلاده وكان الموقف الألماني قبل اندلاع الأزمة محايدا، وسعت برلين جاهدة من خلال المستشار الألماني أولاف شولتس ومن خلال وزيرة الخارجية أنالينا بيربوكو نائب المستشار الألماني للعب دور متوازن وحث أطراف الازمة على عدم الدخول في صراع. المانيا تدعم أوكرانيا ب 5000 خوذة ولكن الموقف الألماني مثله مثل باقي المواقف لم يجد نفعا، وقررت روسيا مهاجمة أوكرانيا في عملية عسكرية محدودة كما وصفها الرئيس الروسي مساء الخميس. وبناء عليه بعد احتدام الصراع والقتال ومحاولة روسيا دخول العاصمة الأوكرانية كييف بالقوة قررت الدول الغربية توجيه دعم مباشر لأوكرانيا وكان من بينها ألمانيا التي كان لديها تحفظا وموقفا ثابتا من الأزمة ولم تقدم لأوكرانيا سوى 5000 خوذة. وتحول الموقف الألماني تماما وقررت ألمانيا أن تخوض الأزمة الي جوار أوكرانيا، ووافقت كذلك على خروج روسيا من النظام المالي العالمي سويفت. ألمانيا تخرج عن سياستها وبالعودة الي الموقف الألماني قامت المانيا اليوم بموقف جديد، وبعد أن أجازت الحكومة الألمانية تسليم أوكرانيا قاذفات صواريخ مضادة للدبابات عن طريق هولندا، تقوم الآن بتزويدها أيضا بأسلحة من مخزونات جيشها، وهو تطور يشكل تراجعا عن سياسة اتبعتها في الأعوام الأخيرة. وأعلنت الحكومة الألمانية أنها ستزود أوكرانيا "في أسرع وقت" بألف قاذفة صواريخ و500 صاروخ أرض-جو من طراز ستينجر لمساعدتها في مواجهة هجوم الجيش الروسي. بعد تردد ألمانيا توافق تسليح أوكرانيا بسلاح وكتب المستشار اولاف شولتس في تغريدة على تويتر أن "العدوان الروسي على أوكرانيا يشكل نقطة تحول، إنه يهدد النظام الذي نشأ منذ ما بعد الحرب" العالمية الثانية، مضيفا "في هذا الوضع، من واجبنا أن نساعد أوكرانيا بقدر ما نستطيع، في الدفاع عن نفسها ضد جيش فلاديمير بوتين الغازي". زيلينسكي يشيد بالموقف الألماني وجاء الرد الأوكراني سريعا إذ حيا الرئيس فولوديمير زيلنسكي قرار برلين بتزويد أوكرانيا بأسلحة في ظل مواجهتها غزوا روسيا، داعيا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى "الاستمرار على هذا النحو". وكتب زيلينسكي على تويتر "ألمانيا أعلنت للتو إرسالها لأوكرانيا قاذفات صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ ستينجر. وكانت الحكومة الألمانية أجازت تسليم أوكرانيا 400 قاذفة صواريخ مضادة للدبابات عن طريق هولندا، الأمر الذي يشكل تراجعا عن سياسة اتبعتها في الأعوام الأخيرة وتقضي بحظر أي تصدير لأسلحة فتاكة في مناطق نزاعات. وواجهت ألمانيا انتقادات خلال فترة إعداد روسيا للغزو، لرفضها تسليم أسلحة فتاكة إلى منطقة الأزمة، وإرسال خمسة آلاف خوذة بدلا من ذلك إلى أوكرانيا. زيلينسكي يشيد بالموقف الألماني ولطالما دافعت الحكومة الألمانية عن السياسة التي اتبعتها البلاد منذ فترة ما بعد الحرب، والتي تحظر تصدير المعدات "الفتاكة" إلى مناطق الصراع، بيد أن هذا الموقف لاقى قبولا أقل على المستوى السياسي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. ووفقا لوزارة الاقتصاد وحماية المناخ الألمانية تمت الموافقة أيضا على تصدير 14 مركبة مدرعة ذات حماية متميزة لأوكرانيا أمس، وأضافت الوزارة أن المركبات كانت تستخدم للحماية الشخصية وربما لأغراض الإجلاء أيضا، وسيتم تسليم هذه المركبات إلى السلطات الأوكرانية. فحص المزيد من خدمات الدعم وذكرت الوزارة أنه إضافة إلى ذلك سيتم تسليم ما يصل إلى ألف طن من الوقود إلى أوكرانيا عبر بولندا، وأوضحت الوزارة أنه يتم حاليا فحص المزيد من خدمات الدعم. وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوكو نائب المستشار الألماني روبرت هابيك (كلاهما من حزب الخضر): "بعد الهجوم الروسي المخزي، يجب أن تكون أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها، ولها حق أساسي في الدفاع عن النفس، ولذلك تدعم الحكومة الألمانية أوكرانيا أيضا في توفير المواد المطلوبة بشكل عاجل". نقطة تحول في السياسة الألمانية وفي هذا الصدد، قال رئيس أمانة المهاجرين بالحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD بولاية براند نبورغ، محمد صلاح، إن قرار إرسال المانيا اسلحة فتاكة الى اوكرانيا: اسماه المستشار الالماني نقطة تحول في السياسة الألمانية الصارمة فيما بعد الحرب العالمية الثانية، وهي عدم إرسال أي اسلحة فتاكة إلى أي مناطق للصراع! وأوضح صلاح في تصريحات ل "صدى البلد"، أن ما حدث جاء بعد انتقادات للمستشار الألماني لعدم مساعدة أوكرانيا وبعد ضغط سياسي داخلي وخارجي كبير جدا اضطرت إثره حكومة أولالف شولتس المكونة من الحزب الاشتراكي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الليبرالي" إلى تغيير مسار ألمانيا في أزمة أوكرانيا، وها هي الآن ترسل من مخزون القوات المسلحة الألمانية الرئيسي أسلحة ثقيلة وسيتم تسليم 1000 سلاح مضاد للدبابات و 500 صاروخ أرض-جو من طراز "ستينجر" إلى أوكرانيا في أسرع وقت ممكن بشكل مباشر وليس فقط عبر دوله ثالثة.
رئيس أمانة المهاجرين بالحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD بولاية براند نبورغ محمد صلاح وأضاف أن السفير الأوكراني في برلين أعرب عن تقديره لقرار الحكومة الفيدرالية كخطوة تاريخية، وقال السفير أندريه ميلنيك لوكالة الأنباء الألمانية: "نحن سعداء لأن ألمانيا قد أكملت أخيرا هذا التحول بزاوية 180 درجة"، لطالما أخبرت أصدقائي الألمان والحكومة الفيدرالية أنهم لن يتحملوا الصور الرهيبة للحرب في أوكرانيا لفترة طويلة دون الرد وإعادة التوجيه. النظام العالمي يتجة نحو التغير وتابع: ليس ذلك فحسب ما القت بظلالها الحرب الروسية على اوكرانيا وانما هناك تحولا تاريخيا كبيرا، فيبدو جليا وبوضوح أن النظام العالمي المعروف تشكيله بعد الحرب العالمية الثانية يتجه للتغير بشكل كبير. صواريخ مضادة للدبابات والطائرات.. ألمانيا تعتزم إرسال أسلحة إلى أوكرانيا ألمانيا وأمريكا وفرنسا تنتقد اعتراف روسيا بجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك واختتم: فبعد أن اقتصر الجيش الالماني على إرسال بعثات حفظ سلام أو تدريب للخارج واكتفي بدور محدود في الناتو، يقف هذا الجيش الذي تم اهماله -حسب وصف وزير المالية الالماني كريستيان ليندنر-، وتم تقليص عدد قواته خصوصا بعد الحرب الباردة أمام مرحلة تاريخيه من التحول والتطور بما يتماشى مع تحديات العصر الحالي وذلك بعد مطالبات عدة من الساسة الألمان بل وكبار العسكريين بأنه حان الوقت للاهتمام بالجيش الألماني، حيث تعد المانيا من أكبر دول العالم في تصنيع سلاح نوعي ومميز.