أحبّ في صورة وحوار تخيلي عقلي يعيده إلى لمسات وفضاءات عالم الكرتون الراقي بتفاصيله وعبقرياته المجسدة أن يستدعي ويستحضر شخصيات كليلة ودمنة الشهيرة بين أنامله في روايته "ربيع الغابة"، ليسطّر منها امتدادا عصريا يستطيع بها المزج بين مخاطبة أذهان عاشت وغاصت في الشخصيات المستوحاة في الأصل من حيوانات صاغ منها شخصيات وحكايات ، وبين أذهان لأجيال حديثة غذى بداخلها الشغف للعيش في الحكايا الأسطورية .. إنه الروائي الإماراتي جمال مطر الذي وصل إلى القائمة الطويلة من جائزة الشيخ زايد في الأدب في دورتها السادسة عشرة عن رواية " ربيع الغابة" الصادرة عن دار نشر العين. وكان لنا حوار مع الروائي الإماراتي عن قصته الفائزة .. كيف جاءت فكرة رواية ربيع الغابة ولماذا اتجهت إلى كتابة الروايات ؟ جاءتنى الرواية من نكتة سمعتها ما بين فأر وأسد وظلت الفكرة لدي 15 عاما و تصورتها في البداية مشروع فيلم رسوم متحركة وعرضتها كفكرة على أكثر من مخرج ولكن المشكلة كانت في التمويل ولكن في النهاية قررت كتابتها في شكل رواية وبتشجيع من صديقي ناجى الحاي، واتجهت لكتابة الروايات لأنني أبحث عن حرية أكبر، فالمنتج الروائي لا يتحكم فيه إلا المؤلف صاحب النص أما المسرح والسينما فتتداخل أياد فيهما. ولماذا تم استخدام لغة حوار لحيوانات فقط ولا يوجد فيها أي شخصية بشرية؟ تعمدت في الرواية عدم وجود شخصيات بشرية وكأنها حكاية تخص الحيوان فقط ولكنها اعتبرت كتابة رمزية وهكذا فضلتها أنا أن تكون بلسان الحيوان فكأنني أريد في اللاوعي أن أعيد كتابة كليلة ودمنة لتكون حكاية عصرية وشاهدة على الزمن. لماذا تسعى إلى تحويل الرواية إلى عمل درامي؟ لأن العمل حقيقة يستحق تحويله إلى عمل كرتوني، فكل الشخصيات ومناخ العمل مشروع لفيلم رسوم متحركة والحكاية قابلة للتأويل وكذلك النهاية التى قد تكون بداية لمشروع آخر أي نهاية مفتوحة وكل هذا العمل تحت تأثير روح الشعر والسينما والمسرح. هل هناك كتاب شباب بدأوا السعي في هذا الاتجاه؟ الكثير من الشباب يسعون للكتابة من هذا النوع وجميل أن يجرب الكاتب وينوع في كتاباته وكأن الشباب يسعون لهذه الكتابة لمللهم من عبث البشر فيلجأون لعبث الحيوان. ما مدى تأثرك بهذا النوع من الكتابة؟ هذه اول تجربة أخوضها بلسان الحيوان وتأثرت كثيرا من الحكايا القديمة سحر ألف ليلة وليلة و كتاب كليلة ودمنة وآيسوب الحكيم، وكليلة ودمنة عبارة عن حكايات قصيرة و ليست مكتوبة على هيئة رواية. ماذا يمثل لك وصولك للقائمة الطويلة من الحائزة؟ شيء جميل وتجربة فريدة أن يصل الكاتب للقائمة الطويلة ولكن في حقيقة الأمر أنا طموحى أكبر فالنص يدخل في ثقة اللغة الصافية الشفافة والحكمة العميقة والحوار متجانس بين الحيوانات بالإضافة إلى المتعة البصرية والفكرية والخيال الكبير في أحداث الرواية كأنها فيلم. عندما تكتب ماذا تضع في ذهنك القارئ أم الناقد ولمَ تكتب؟ عندما أكتب أضع في ذهنى أن تكون الكتابة مختلفة ومتفردة أبحث عن لغة مختلفة لأن حمل الكلمة ثقيل وأستفيد من قراءاتي ومن كم الشعر الذي أحفظه فأنا أعشق المتنبي منذ الصغر من الإعدادية و شوقي و صلاح عبد الصبور وكلهم شعراء كبار أثروا في لغتي. هل أهم عندك التقدير النقدي أم القارئ؟ يهمنى القارئ لأنه هو من يقرأ النص ويتفاعل معه سواء كان القارئ البسيط أو العميق فأسعى لإرضائه وكأني أرضي نفسي، وطبعا الجوائز تسلط الضوء على العمل وبالتالى يكون الاهتمام بها أكبر واذا جاءت الجائزة فهى تتويج للمجهود الذي بذل وكأن الجائزة تسوّق للرواية وتروج لها ولا نغفل التقدير النقدى الذي سيرفع من أسهم الرواية ويزيد من مبيعاتها إذا كانت تستحق لتكون رواية ملفتة ومدهشة.