قال أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن زيارة رئيس وزراء إسبانيا لمصر وتشكيل الرئيس عبد الفتاح السيسي لجنة وزارية مشتركة بين مصر وإسبانيا مع تبادل انعقادها بين عاصمتي الدولتين دوريا، إضافة إلى تدشين مجلس الأعمال المصري الإسباني، سيساهم بلا شك في زيادة حجم الاستثمارات الإسبانية في مصر، وزيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين وزيادة الوفود السياحية الإسبانية لمصر. وأضاف غراب أن إسبانيا من أكبر القوى الاقتصادية في العالم، إذ يقع ترتيبها الثالث عشر من حيث الناتج الإجمالي المحلي، وهي رابع أكبر اقتصاد في أوروبا، حيث بلغ ناتجها المحلي الإجمالي 1.31 تريليون دولار وفقا للإحصائيات، كما احتلت المركز رقم 32 على قائمة مجلة "غلوبال فاينانس" لأغنى دول العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي في 2016، كما تحتل المركز ال 33 من أصل 140 دولة في مؤشر المنتدى الاقتصادي العالمية للتنافسية لعامي 2014-2015، مشيرا إلى أن توطيد العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسبانيا يعود على مصر بالكثير من الفوائد الاقتصادية. وأوضح أن مصر حاليا مناخها الاستثماري جيد وجاذب للاستثمارات، إذ تعد أكبر مستقبل للاستثمارات الأجنبية المباشرة على مستوى القارة الأفريقية، وأصبح اقتصادها بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادي قويا وقادرا على الصمود أمام الأزمات، واستطاع تحقيق معدلات نمو موجبة رغم تأثر كبرى اقتصاديات العالم بجائحة كورونا، إضافة إلى أن البنية التشريعية الاقتصادية التي جعلت مصر من أكبر دول الشرق الأوسط وأفريقيا الجاذبة للاستثمار الأجنبي. وأشار إلى أن هذا كله يساهم في زيادة الاستثمارات الإسبانية في مصر في ضوء تواجد المشروعات العملاقة التي تقوم بها الدولة المصرية كالعاصمة الإدارية والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وغيرها عشرات المشاريع الضخمة. ولفت غراب إلى أن إسبانيا تحتل المرتبة الثانية بين دول الاتحاد الأوروبي كأكبر مستقبل للصادرات المصرية، لذا تعد من أهم الشركاء التجاريين لمصر عالميا، إضافة إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا ليبلغ 1.961 مليار يورو، خلال أول 9 أشهر من العام الجاري مقابل 1.583 مليار يورو في نفس الفترة العام الماضي بزيادة بلغت 23.8%، حيث بلغت الصادرات المصرية لإسبانيا 937.5 مليون دولار خلال أول 8 أشهر من العام الجاري بزيادة 66.7 % عن العام الماضي، بينما بلغت الواردات المصرية من إسبانيا 1.1 مليار دولار خلال نفس المدة، وبلغت قيمة الاستثمارات الإسبانية بمصر 24.3 مليون دولار خلال الربع الأول من العام المالي الجاري، وعدد العاملين المصريين بإسبانيا حوالي 3 آلاف مصري وفقا للإحصائيات الرسمية. وأكد أن مصر استطاعت السيطرة على جائحة كورونا من خلال التطعيم بلقاح كورونا للمواطنين، إضافة إلى الالتزام بالتدابير الاحترازية، وهذا يساعد على زيادة تدفقات الوفود السياحية الإسبانية، خاصة بعد الطفرة الكبيرة التي تشهدها مصر في الترويج للسياحة المصرية والآثار الفرعونية والسياحة الثقافية، بعد حفل افتتاح طريق الكباش وغيرها من الفعاليات التي وضعت مصر على خارطة السياحة العالمية. وأشاد غراب بجهد القيادة السياسية والحكومة في تدشين مجلس الأعمال المصري الإسباني، الذي سيكون له دور قوي وبارز في زيادة الاستثمارات الإسبانية في مصر خلال الفترة القادمة، وزيارات متعددة لكبرى الشركات ورجال الأعمال الإسبان إلى مصر لزيادة استثماراتهم بها، إضافة إلى دراسة أسواق البلدين والذي يساهم في زيادة الصادرات المصرية إلى السوق الإسبانية ومن ثم إلى سوق الدول الأوروبية الأخرى.