د. عمرو عثمان.. مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في حوار خاص ل " صدى البلد" : 5.5 مليون جنيه قروض ميسرة للمتعافين من الإدمان للدمج المجتمعي طرقنا أبواب 100 ألف أسرة بالمناطق المطورة للتوعية بمخاطر التعاطي الكشف علي 400 ألف موظف بالجهاز الإداري للدولة تطبيق قانون فصل المتعاطين من وظائفهم منتصف ديسمبر
يعتبر ملف الكشف عن تعاطى المخدرات بين العاملين بالجهاز الإدارى بالدولة، من أهم الملفات الأخيرة التي أطلقها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، إلي جانب تنفيذ عدد كبير من المبادرات لتوعية الشباب بخطورة التعاطي والإدمان، بالجامعات، والمدارس، والنوادي ومراكز الشباب، ومواقف السيارات، للتعريف أيضًا بالخط الساخن للصندوق والعلاج المجاني بشكل سري، ولأهمية الكشف عن تعاطي المواد المخدرة بين موظفي القطاع التنفيذي بالدولة.
كل هذا وغيره يكشفه الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بوزارة التضامن الاجتماعي، فى حواره ل "صدى البلد"... *فى البداية حدثنا عن جهود الصندوق في مواجهة ظاهرة الإدمان والتعاطي؟
كل 5 سنوات يقوم الصندوق بعمل مسح متكامل عن مشكلة المخدرات، ففي عام 2015 كانت نسب التعاطي حوالي 10% في الفئة العمرية من 15 إلي 60 سنة، والإدمان حوالي 3 و 3 من 10%، أما في عام 2020 انخفضت نسبة التعاطي من 10% إلي 5 و 9 من 10%، في الفترة الحالية، ونسبة الإدمان انخفضت من 3 و 3 من 10% إلي 2 و 4 من 10% في الفترة الحالية، وهذا يدل علي أننا علي الطريق الصحيح لكن ما زال الطريق أمامنا طويل بشكل كبير. *من هم الفئات المستهدفه للصندوق وهل مازال المشوار طويل للقضاء علي الظاهرة؟
بالفعل نحتاج للمزيد من الجهود علي مستوي التوعية وعلي مستوي العلاج، وعلي مستوي الاكتشاف المبكر، ونحتاج إلي تكثيف أدواتنا في حماية شبابنا، وعلي سبيل المثال فئة طلاب مدارس الثانوي نسبة التعاطي بينهم 7% وهذا يدل علي أن فئة الطلبة والفئة العمرية للمراهقين والشباب من أهم الفئات المستهدفة لنا في عملية الوقاية، والتوعية وتوفير خدمات العلاج المجانية.
* ماذا عن حملات طرق الأبواب خصوصاً في القري والنجوع؟ من أهم المبادرات لصندوق وعلاج الإدمان حماية المناطق المطورة من مشكلة المخدرات، ونحن نتواجد الأن علي مستوي 5 مناطق مطورة، وسيتم تعميم هذه المبادرة خلال الفترة القادمة، حيث قمنا بحملات طرق الأبواب علي أكثر من 100 ألف أسرة، قاطنة في المناطق المتطورة، وانشأنا 4 عيادات لأهالينا داخل المناطق المطورة وخلال هذا العام تردد علي هذه العيادات أكثر من 4 ألاف مريض إدمان، قدمنا لهم العلاج مجاناً وفي سرية تامه، وسيزيد عدد العيادات في الفترة القادمة، وتكثيف حملات طرق الأبواب سوف يتم خلال الفترة المقبلة.
*لو تحدثنا عن قانون الكشف عن المخدرات في الجهاز الإداري للدولة وعدد الموظفين التي تم إجراء تحاليل لهم؟ الحقيقة فكرة قانون الكشف عن المخدرات في الجهاز الإداري للدولة هي فكرة في غاية الأهمية، حيث قمنا خلال الفترة الماضية بالكشف عن ما يقرب من 400 ألف موظف وكانت نسبة التعاطي بينهم حوالي 1 و 8 من 10%، وبالمناسبة نسبة التعاطي في مارس 2019 كانت عالية جداً وتصل إلي 8%، ونركز حملاتنا في الكشف عن المرافق الحيوية بشكل كبير ولكن سوف يتم تعميم هذه الحملات خلال الفترة المقبلة، لاسيما بعد صدور قانون فصل الموظف المتعاطي، وهذا القانون سوف يتم تطبيقه بداية من منتصف ديسمبر المقبل، وهناك فترة 6 شهور بعد إعلانه في الجريدة الرسمية في منتصف يونيو الماضي، وأعطينا 6 أشهر مهلة توفيق أوضاع لمن لديه مشكلة مع المخدرات يقوم بالاتصال علي 16023 من أجل الحصول علي الخدمات مجاناً وفي سرية تامه، وذلك لأن ال 6 أشهر الذي نشير إليهم سوف تنتهي في منتصف ديسمبر المقبل، وسوف يتم فصل الموظف المتعاطي.
* ماهو الهدف من تطبيق هذا القانون؟ الهدف من هذا القانون هو ليس فكرة تصفية الموظف علي الإطلاق أو فكرة الفصل في حد ذاته، ولكن نحن نريد أن نضيق عليه كل السبل من أجل التقدم للعلاج، وفي نفس الوقت نحمي أرواح الأبرياء، لأن مباشرة العمل تحت تأثير المولد المخدرة عصفت بحياة عشرات المواطنين، كما أن الدولة تواجهه بشكل ليس فيه أنصاف الحلول وتضرب بقوة وبلا هواده من يهدد حياة أي مواطن من خلال مباشر عمله تحت تأثير المواد المخدرة. *حدثنا عن أهم الملفات التي سيعمل عليها الصندوق خلال الفترة المقبلة؟
هناك أكثر من ملف يتم العمل عليه خلال الفترة الحالية والمقبلة، ومن أهم تلك الملفات فكرة تفعيل دور الشباب في مواجهة فكرة تعاطي المخدرات.
أصبح لدي صندوق مكافحة وعلاج الإدمان رابطة من المتطوعين الشباب قوامها 31 ألف شاب متطوع متواجدين بجميع محافظات الجمهورية.
*كيف يقمون بالأعمال المسندة إليهم ودورهم في توعية الشباب؟
للشباب دور عظيم في توعية الشباب بمخاطر الإدمان والتعاطي، وخاصة داخل المدارس والمراكز الشبابية والمستشفيات والوحدات الصحية والمديريات الخدمية والوحدات المحلية والمعسكرات الشبابية حيث تتم التوعية من خلال الحملات الإعلامية بمشاركة اللاعب محمد صلاح نجم ليفربول، والتي كان لها أثر طيب للغاية وساهمت في زيادة الاتصال علي الخط الساخن أربع أضعاف واعتبرتها الأممالمتحدة من الحملات النموذجية في الوقاية من للمخدرات وخلال الأيام المقبلة يكون هناك عدد من الحملات الجديدة والفنية المؤثرة علي الشباب المصري علاوة علي العمل علي ملف الكشف المبكر عن تعاطي المخدرات والتي بدأت من الكشف علي موظفي الدولة بإجمالي 400 ألف موظف، وكذلك الكشف علي سائقي الحافلات المدرسية والتي نكثف عليهم الحملات بالتعاون مع وزارة الداخلية والصحة والتربية والتعليم. * جهود الصندوق في تحسن نتائج الكشف علي سائقي الحافلات المدرسية؟
في عام 2017 أسفرت النتائج عن وجود نسبة التعاطي بين سائقي الحافلات المدرسية وصلت ل 12 ٪، وفي الوقت الحالي وصلت لأقل من 1.5٪ ومازالت نسبة غير مرضية لنا لأننا نسعي للإطمئنان علي صحة وسلامة أولادنا في الحافلات المدرسية حتي نصل إلي صفر ٪. *مراكز علاج الإدمان زادت بشكل كبير خلال الفترة الحالية.. فما دور الصندوق في ذلك؟ شهدت مصر توسعات كبيرة علي مستوي تطوير البنية التحتية لمراكز علاج الإدمان، ففي عام 2014 كنا 7 مراكز علاجية فقط، والآن وصلنا إلي 27 مركز علاجي علي مستوي 17 محافظة ولدينا خطة طموحة لتعميم خدمات علاج الإدمان علي كل أنحاء الجمهورية حيث يتردد علينا ما يقرب من 140 ألف مريض إدمان سنويًا ما يلقي علينا مزيد من المسؤوليات. *الدمج المجتمعى خدمة عظيمة قدمها الصندوق للمتعافين حدثنا عنها بالتفصيل؟
الفكرة الأساسية للصندوق لا تعتمد فقط علي علاج مريض الإدمان وإنما الدمج المجتمعي المتكامل لمريض الإدمان والفترة الماضية قمنا بتدريب 6000 متعافي علي مهن يحتاجها سوق العمل وتقديم القروض لدعم المشاريع الصغيرة وصلت إلي 5.5 مليون جنيه، والأيام المقبلة ستشهد افتتاح أول مركز علاجي يتم تأثيثه بالكامل بسواعد المتاعفين من الإدمان في إطار الدمج المجتمعي المتكامل الذي نعمل عليه جنبًا إلي جنب مع الدعم الطبي والتأهيل النفسي والإجتماعي والتمكين الاقتصادي للمتاعفين من الإدمان خصوصًا فئة الشباب تمهيدًا لعودتهم لنسيج المجتمع الطبيعي. *ما هى المحافظات الأكثر ارتفاعا فى نسب تعاطى المواد المخدرة وعدد المراكز العلاجية؟
تم رصد نسب تعاطي كبيرة لمختلف المواد المخدرة بمحافظة سوهاج، وذلك كان هناك مبادرة بين محافظة سوهاج ووزارة الصحة وصندوق علاج ومكافحة الإدمان لإنشاء مركز علاجي متكامل داخل محافظة سوهاج وتم افتتاحه منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، وسوف تشهد الأيام المقبلة افتتاح جديد لمركز علاجي متكامل داخل محافظة قنا وايضًا الشرقية بعد أشهر قليلة. *ماذا عن المشاهد الدرامية التى تروج للإدمان وكيف يتم التعامل معها؟ الدراما من أكثر الوسائل التي يستخدمها الشباب من أجل استقاء معلوماتهم عن مشكلة المخدرات، وهناك أكثر من 70% من طلبة المدراس يستقون معلماتهم عن المخدرات من وسائل الإعلام، لاسيما الدراما، وبالتالي فأن الدراما تلعب دوراً مهماً جداً في تشكيل فكر ووجدان الشباب تجاه مشكلة المخدرات، وهذا ما جعلنا نقوم بعمل مرصد متكامل لرصد وتحليل مشاهد التدخين والمخدرات داخل الدراما المصرية، ففي شهر رمضان 2014 كان لدينا 13% من المساحة الزمنية للأعمال الدرامية كان يوجد بها مشاهد تدخين ومخدرات، وفي رمضان الماضي انخفضت النسبة بشكل كبير، وأصبحت حوالي 4% فقط، وهذه خطوة جيدة نشيد بها مع صناع الدراما ولكن نحتاج إلي مزيد من التعاون ومزيد من الجهد، وكانت مشكلتنا في الأعمال الدرامية، أن الأعمال التي تتناول المخدرات لم تعرض تداعيات المشكلة بشكل كبير، ويوجد بها خوض مطول في أنماط التعاطي بشكل أو بأخر، بحيث أنها تكاد تكون مشاهد تعليمية لمشكلة المخدرات، وبالتالي كان من المهم أن نفتح جسور التوصل مع صناع الدراما من أجل الحد من المشاهد المشجعه علي التدخين والمخدرات في المشاهد الدرامية، وفي نفس الوقت خطوط درامية بناءه وإيجابية نستطيع من خلالها أن نرفع الوعي من مشكلة التدخين والمخدرات.
*كيف يتم متابعة المراكز العلاجية لمتعاطي المخدرات؟ خدمات علاج الإدمان في صندوق مكافحة وعلاج الإدمان تقريباً يتردد عليها ما يقرب من 140 ألف مريض إدمان سنوياً، وهذه المراكز تقدم الخدمة وفقاً للمعاير الدولية الموضوعة من منظمة الصحة العالمية، ومكتب الأممالمتحده المعني بالمخدرات والجريمة، ولدينا شراكات مع القوات المسلحة، والمستشفيات الجامعية، ومستشفيات وزارة الصحة، والعديد من الجمعيات الأهلية، ونقدم من خلالهم الخدمات بشكل يتوافق مع حقوق مريض الإدمان وحقوق الإنسان بصفة عامة. IMG-20211031-WA0020 IMG-20211031-WA0022 IMG-20211031-WA0027 IMG-20211031-WA0028 IMG-20211031-WA0030