أكد مصدر أمني بوزاة الداخلية انخفاض معدلات جرائم الاتجار في المخدرات، خاصة مخدر الحشيش والهيروين، مشيرا إلى أن الحملات الأمنية المكثفة التي تشنها وزارة الداخلية بإشراف من اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، أدت إلى تراجع ملحوظ في الكميات التي كان يتم تهريبها إلى البلاد خلال فترة الانفلات الأمني التي أعقبت مظاهرات 25 يناير واقتحام السجون وأقسام الشرطة. وأشار المصدر إلى أن الدراسات والتقارير التي تعد في هذا الشأن تؤكد انحسار دور تجار ومهربي المواد المخدرة على بعض المناطق التي تتابعها الأجهزة الأمنية وترصدها لمنع وصول أي كميات من المواد المخدرة إليها، إلى أن يتم ضبط المتهمين والخارجين على القانون ومداهمة تلك الأوكار الإجرامية. وحول تهريب المخدرات، قال المصدر إن مصر كانت قد شاركت في المؤتمر الذي عقد مؤخرا في بروكسل لبحث سبل مكافحة تهريب المواد المخدرة باستخدام الحاويات التجارية (الكونتينرات)، حيث تم استعراض تجربة مصر في هذا الصدد وطرح وجهات النظر المختلفة للدول المشاركة حول الآليات والوسائل التي تساعد على ضبط تلك الشحنات المهربة واكتشافها قبل دخولها للبلاد، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو تبادل الخبرات والاتفاق على أطر جوهرية يتم تفعيلها في مجال مكافحة المخدرات على مستوى الدول المختلفة. وتكافح الأجهزة الأمنية عمليات الاتجار في المخدرات من خلال ضبط حائزيها ومحاولة عبور المنافذ الأمنية التي تشمل ضباطًا من إدارة مكافحة المخدرات، وبتفتيش بعض السيارات يتم ضبط كميات من المواد المخدرة بأنواعها قبل أن يتمكن حائزوها من التنقل بها وترويجها على عملائهم بالمحافظات المختلفة، بالإضافة إلى التأكد من المعلومات التي ترد إلى الإدارة العامة حول قيام متهمين بعينهم بالاتجار في المواد المخدرة ومن ثم تتم مداهمة أوكارهم وضبطهم وتقديمهم للعدالة، حيث إن بعض المتهمين كانوا يستغلون حالة الفراغ الأمني في الشوارع ويقفون في الطرقات والشوارع يوزعون المخدرات بشكل علني وهو ما تم الحد منه في الفترة الأخيرة. وحول ترتيب المواد المخدرة المنتشرة في الشارع المصري والتي يلجأ إليها المدمنون في تلك الآونة، فإن الأقراص المخدرة والمؤثرة على الحالة النفسية هى التي تحتل المرتبة الأولى بين المدمنين، خاصة عقاقير الترامادول والتامول إكس وأبو صليبة وأباتريل و"برشام الصراصير" والتراماجاك والترامانديل والكونترامال، وهى أسماء تجارية يحفظها المدمنون الذين يعتادون تناولها لما لها من مفعول مخدر للأعصاب، لكن المنتشر بكثرة من تلك الأنواع هو الترامادول الذي استطاع بعض المهربين جلب كميات كبيرة مغشوشة ومقلدة منه من الصين، ويساعد على انتشار تلك الأقراص هو أن تعاطيها لا يأخذ وقتا كالمخدرات التي يتم تدخينها ولا يتسبب في روائح أو أدخنة مثلها. أما بالنسبة للحشيش، فإن تجار الكيف يطلقون عليه أسماء غريبة بدأت من هيفاء ونانسي وانتهت إلى حشيش "الفلول" و"الوطني" و"القذافي" و"الآر بي جي" و "البيج بوص"، وهى مسميات يطلقها مروجو المواد المخدرة على الحشيش حتى يحققوا أرباحا من وراء شهرة المصطلحات التي يطلقونها عليه، وغالبا ما تكون متصلة بحدث كبير أو شخصية سلط عليها الضوء من خلال وسائل الإعلام، ويكثر تواجده في مناطق الصعيد وجنوب وشمال سيناء وبعض محافظات الوجه البحري. وأصبح البانجو المخدر الأقل سعرا، حيث قل الطلب عليه بسبب لجوء الكثيرين إلى الحشيش والأقراص المخدرة، وأيضا لأن بعض التجار يزرعونه في المناطق الصحراوية أو المزارع الخاصة وهو ما يقابل من الداخلية بحملات مكثفة للقضاء على تلك الزراعات وتحرق القوات المسلحة وتعدم كميات كبيرة منه قبل خروجها إلى الأسواق، بالإضافة إلى إحباط محاولات تهريبه لأن عمليات التهريب تكون بكمية كبيرة ويصعب إخفاءها في السيارات أو وسائل النقل، وهو ما جعله يقل نسبيا في مصر بالمقارنة بالأعوام الماضي.