بدء التحقيق في واقعة رفض طبيب الكشف على مريضة مُسنة بقنا    مصر تجني ثمار عقد من التنمية.. "حياة كريمة" و"بداية جديدة" يعززان العدالة الاجتماعية |إنفوجراف    وزير الزراعة يطمئن على مسئول حماية الأراضي بعد إصابته أثناء تأدية عمله في سوهاج    محافظ كفر الشيخ: استمرار فتح المجازر لاستقبال الأضاحى وذبحها بالمجان خلال أيام عيد الأضحى    محافظ أسوان: توريد كميات القمح بنسبة تخطت 103% من المستهدف إلى الصوامع والشون    إعلام إسرائيلي: سفينة مادلين تصل ميناء أسدود.. ومركز حقوقي إسرائيلي يطالب بالكشف عن مكان احتجازها    روسيا تؤكد استمرار الاتصالات مع أوكرانيا    لتأجيل تصويت حل الكنيست.. حكومة نتنياهو تطرح عشرات مشاريع القوانين    ترامب يتعثر على درج الطائرة الرئاسية.. وروبيو يتبع خطاه    الاحتلال يعتقل فلسطينيًا وامرأة من مخيم العروب شمال الخليل بالضفة الغربية    عماد متعب: مشاركة الأهلي الحالية الأقوى وأتمنى التوفيق للفريق في المونديال    ميلان يتوصل لاتفاق لضم مودريتش    شيكابالا يدرس الاستمرار لنهاية تعاقده مع الزمالك (خاص)    إصابة 8 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص أعلى طريق كوبري الفحص ببنها    ضبط 5 قضايا مخدرات وتنفيذ 624 حكما قضائيا خلال حملات أمنية بأسوان ودمياط    الغربية.. إخماد حريق شونة كتان بقرية شبراملس في زفتى بسبب ارتفاع الحرارة    خروج مصابي حادث التسمم إثر تناول وجبة طعام بمطعم بالمنيا بعد تماثلهم للشفاء    140 حديقة تواصل استقبال المواطنين رابع أيام عيد الأضحى المبارك في أسوان    أسماء مصطفى تكتب: بعثة حج القرعة رفعت شعار "حج بلا معاناة في رحلة الإيمان والتجرد"    فيلم سيكو سيكو يستمر في حصد عيدية الجمهور بمنافسات ثالث أيام عيد الأضحى    ياسمين صبري تساعدك في التعرف على الرجل التوكسيك    د.عبد الراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي "13 " .. حقيقة الموت بين الفلسفة والروحانية الإسلامية    الصحة: فحص 3 ملايين و251 ألف سيدة ضمن مبادرة العناية بصحة الأم والجنين    اعتماد كامل لمجمع العيادات الخارجية لأطفال أبو الريش بمستشفيات جامعة القاهرة من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية    مراكز الشباب بالدقهلية تقدم الألعاب الترفيهية وعروض غنائية وسحرية فى رابع أيام العيد    مصرع عنصرين إجراميين شديدي الخطورة في تبادل إطلاق النيران مع الشرطة بقنا    "التعليم العالي" تعلن حصاد أداء الأنشطة الرياضية خلال العام المالي 2024 -2025    الصادرات الصينية تتراجع في ظل الحرب التجارية    توتر بين عائلة العندليب و«موازين» بعد إعلان حفل بتقنية الهولوجرام    احتفالات مبهجة بثقافة الشرقية فى عيد الأضحى ضمن برنامج "إبداعنا يجمعنا"    «تاريخ ساحر مليء بالأسرار».. إطلاق الفيديو الترويجي الأول للمتحف الكبير قبل الافتتاح الرسمي    قانون العمل الجديد.. ضمانات شاملة وحقوق موسعة للعاملين فى القطاع الخاص    دعاء الخروج من مكة.. أفضل كلمات يقولها الحاج في وداع الكعبة    آخر أيام إجازة عيد الأضحى.. غدا الوزارات والمصالح الحكومية تستأنف العمل    وزيرة البيئة تتوجه إلى نيس بفرنسا للمشاركة بمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات    الصحة: فحص 3.6 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة "فحص المقبلين على الزواج"    الصحة: فحص أكثر من 11 مليون مواطن بمبادرة الكشف المبكر عن السرطان    حزب المؤتمر: استعدادات مكثفة للانتخابات وسنقدم مرشحين يمتلكون الشعبية والكفاءة    حظك اليوم الأثنين 9 يونيو 2025 وتوقعات الأبراج    شيرين عبدالوهاب تحل محل ماجدة الرومي في حفل ختام مهرجان موازين    بعد عودته من الحج.. أحمد سعد يشعل حفله في الساحل الشمالي (صور)    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الاثنين 9-6-2025 صباحًا للمستهلك    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    مكافأة للمتميزين وإحالة المتغيبين للتحقيق فى مستشفى المراغة بسوهاج    وداع بطعم الدموع.. الحجاج يطوفون حول الكعبة بقلوب خاشعة    تراجع أسعار الذهب مع آمال التوصل لاتفاق تجاري بين أمريكا والصين    إصابه قائد موتوسيكل ومصرع أخر إثر إصطدامه به في المنوفية    6 مواجهات في تصفيات كأس العالم.. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    «بخلاف كون اللقاء وديا».. ريبيرو يكشف سبب عدم الدفع بتشكيل أساسي ضد باتشوكا    "لن يعود حيا" .."أبو عبيدة" يكشف محاصرة الاحتلال لمكان تواجد أسير إسرائيلي    «أسطول الحرية»: القوات الإسرائيلية تختطف المتطوعين على السفينة «مادلين»    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد» الاثنين 9 يونيو    ضحى بحياته لإنقاذ المدينة.. مدير مصنع "يوتوبيا فارما" يتبرع بنصف مليون جنيه لأسرة سائق العاشر من رمضان    بعد تصديق الرئيس السيسي.. تعرف على عدد مقاعد الفردي والقائمة لمجلسي النواب والشيوخ بالمحافظات بانتخابات 2025    الخميس المقبل.. ستاد السلام يستضيف مباراتي الختام في كأس الرابطة    تريزيجيه يضع بصمته الأولى مع الأهلي ويسجّل هدف التعادل أمام باتشوكا.    فضيلة الإمام الأكبر    هل يجوز الاشتراك في الأضحية بعد ذبحها؟.. واقعة نادرة يكشف حكمها عالم أزهري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العنف الزوجي في ميزان الشريعة.. "صدى البلد" يحاور رجال الدين: الضرب في القرآن وجوب أم إباحة؟.. وهل يتحقق القصاص بين الزوجين أم لا؟
نشر في صدى البلد يوم 25 - 10 - 2021

* شيخ الأزهر: ضرب الزوجة ليس مطلقًا ولم يقل به الإسلام ولا القرآن
* الشعراوي: الله تبارك وتعالى لم يأمر بضرب النساء لكنه أباحه لمن تصر على عدم طاعة الزوج
* الإفتاء: يجوز للحاكم أن يمنع الأزواج من ضرب الزوجات
* منسقة "سكن ومودة": ما نراه اليوم من عنف نتاج البعد عن الدين

"طلاق.. عنف.. ضرب وقتل" أمور زادت معدلاتها خلال الآونة الأخيرة بحسب الإحصائيات والدراسات الرسمية التي دفعت مؤسسات الدولة لمواجهتها بحزم من خلال دورات تأهيل للمقبلين على الزواج ك"سكن ومودة" التي أطلقتها وزارة الأوقاف مؤخراً ودورات دار الإفتاء، أو الوحدات الشاملة للإصلاح الأسري ك" لم الشمل" التي أطلقها الأزهر الشريف.
رباط غليظ
اتفقت الشرائع السماوية على سمو مكانة الزواج وقدسيته وجعله من أمور الفطرة التي تسمو بالمودة والرحمة وأنها رباط غليظ يجمع بين الزوجين وقد شرع الله تعالى الزواج بين الذكر والأنثى كي يستمر النسل ويتواصل إلى أن يرث الأرض ومن عليها، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، ويقول أيضاً: "وجعلنا بينكم ميثاقًا غليظًا"، وفي حال وصل الأمر بين الزوجين إلى طريق يستعصى فيه الاستمرار جعل الله للزوجين حق الانفصال بالمعروف:"وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ"، ويقول تعالى:" فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي".
وورد في خطبة الوداع عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:" استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ"، وعن عائشة رضى الله عنها:" ما ضرَب رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم شيئًا قطُّ بيدِه، ولا امرأةً، ولا خادمًا"، وفي بيان النهي المطلق عن ضرب النساء ذكر أبا داود والنسائي من حديث إياس بن عبدالله " لا تضربوا إماء الله"، وفي بيان الموقف الشرعي للإسلام من العنف الزوجي أكد علماء وواعظات الأزهر والأوقاف أن الأمر غير مباح في الإسلام وأن ما يشاع في أمر المرأة الناشز ليس إلا إعلام بعدم الرضا بطريقة ليس فيها عنف كإمساك السواك أو فرشة أسنان ويشر لها بها دون تعدٍ أو إهانة.
ولفت العلماء من خلال تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن الشريعة الإسلامية أعلت من شأن السكن والمودة والرحمة في الزواج لما يمثله من ميثاق غليظ يقوم على احترام متبادل لا صراع بين طرفين، مؤكدين أن هناك آيات وأحاديث نهت عن الضرب أو العنف نهائياً ضد المرأة أو غيرها وإن كانت متهمة بأبشع الجرائم المتعلقة بالعرض.
الشيخ محمد متولي الشعراوي
الضرب في القرآن وجوب أم إباحة
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي وزير الأوقاف الأسبق، إن الله تبارك وتعالى لم يأمر بضرب النساء لكنه أباحه، وفرق كبير بين الأمر والإباحة، وقد جعل الله الضرب مرحلة ثالثة بعد الوعظ والتذكير بشرع الله وبعد الهجر في الفراش، مما يؤكد أن المرأة هنا تكون مُصرة على فعل ما يكرهه زوجها وأن الموعظة لم تجد والهجر لم ينفع، موضحاً أن الشرع يشترط أن يكون الضرب غير مبرح أي مجرد إيلام خفيف بعد أن فشلت كل الطرق في إصلاحها.
وبين الشعراوي في كتابه "فتاوى النساء" أن الله أوجب على المرأة طاعة زوجها لما يبذله من جهد وما يتحمله من مشقة وما يتعرض له من مضايقات تعيده إلى البيت متعباً منهمكاً الأمر الذي يجعل واجب المرأة أن تكون سكناً لزوجها وتزيل عنه إرهاق الحياة ومتاعبها، مؤكداً أن الضرب معناه إظهار عدم الرضا عن شيء يحدث وليس الكراهية ومثله مثل ضرب الأب ابنه، مشدداً على أن الشرع الحنيف حض الزوج على الترفق بهن لضعفهن وقلة حيلتهن.
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
استثناء من ممنوع
فيما أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن ضرب الزوجة ليس مطلقًا ولم يقل به الإسلام ولا القرآن ولا يمكن أن تأتِ به أي شريعة أو أي نظام يحترم الإنسان، لافتاً إلى أن الضرب الرمزي يأتي في حالة المرأة الناشز كحل ثالث إن لم يصلح معها النصح والهجر، وهذا الضرب الرمزي له ضوابط وحدود.
وأشار الإمام الأكبر خلال لقائه الرمضاني، إلى أن خيار الضرب الرمزي الذي يأتي كخيار ثالث بعد النصح والهجر، ليس فرضاً ولا واجباً ولا سنة ولا مندوباً، بل هو مباح للزوج إذا وجد نفسه أمام زوجة ناشز وتأكد له أن هذه الوسيلة الوحيدة هي التي سترد الزوجة.
وشدد على أنه يباح للزوج أن يلجأ إلى الضرب الرمزي كاستثناء من أصل الممنوع، فالضرب كأصل ممنوع في الإسلام، ولأنه استثناء فقد وضعت له شروط حازمة، فغير الناشز يحرم ضربها حتى لو وقع بين الزوجين خلاف، ويحرم على الخاطب أن يمد يده على خطيبته، وشرط آخر أن يكون ضرب الزوج للزوجة بهدف الإصلاح لا العدوان.

مبروك عطية يشعل غضبًا عامًا بعد تصريحاته عن ضرب الزوج ل زوجته
منسق سكن ومودة لصدى البلد: مفيش في الإسلام حاجة اسمها ضرب الزوجة
الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية
ترويع الزوجة والأولاد حرام
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن اعتداء الزوج على زوجته وتهديدها وترويعها وكذلك الأولاد من الأمور التي أجمع المسلمون على تحريمها، ولا علاقة لها بتعاليم الإسلام ولا بالشريعة الإسلامية، وفاعل ذلك آثم شرعًا.
وقالت، إن الإسلام دين الرحمة، ووصف الله تعالى حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة للعالمين فقال: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» [الأنبياء : 107]، وأكد الشرع على حق الضعيف في الرحمة به، وجعل المرأة أحد الضعيفين؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَينِ: اليَتِيم وَالمَرْأة».. (رواه النسائي وابن ماجه بإسناد جيد).
وأضافت الإفتاء، أن الإمام النووي قال في كتاب (رياض الصالحين)، والمرأة أحق بالرحمة من غيرها؛ لضعف بنيتها واحتياجها في كثير من الأحيان إلى من يقوم بشأنها؛ ولذلك شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- النساء بالزجاج في الرقة واللطافة وضعف البنية، فقال لأنجشة: «ويحكَ يا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ بِالقَوَارِيرِ».. (متفق عليه).
وأشارت إلى أنه فهم ذلك علماء المسلمين، وطبقوه أسمَى تطبيق، حتى كان من عباراتهم التي كوَّنت منهج تفكيرهم الفقهي: "الأنوثة عجز دائم يستوجب الرعاية أبدًا".
ونبهت على أن الإسلام أمر الزوج بإحسان عشرة زوجته، وأخبر سبحانه أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة، فقال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» [الروم : 21].
ونوهت بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي».. (رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها)، مؤكدة أن الشرع حض على الرفق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفق في الأمر كله، فقال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (رواه مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها).
وأفتت بأنه يجوز للحاكم أن يقيد هذا المباح ويمنع الأزواج من ضرب الزوجات عند إساءة استخدامه ويوقع العقوبة على ممارسه، فقد أجاز الشارع للحاكم تقييد المباح للمصلحة؛ حيث يتخذه بعض الأزواج تُكَأَةً للضرب المبرح، أو للتنفيس عن غضبهم وانتقامهم لا بغرض الإصلاح، فيحدث ما لا تُحمَد عقباه من نشر الروح العدوانية في الحياة الأسرية، ولذلك فللحاكم أن يَمنَعه سدًّا للذريعة، أو حتى عند عدم صلاحيته كوسيلة للإصلاح كما هو الحاصل الآن في أكثر البيئات؛ حيث أصبح الضرب في أغلب صوره وسيلة للعقاب البدني المبرح بل والانتقام أحيانًا، وهذا مُحَرَّمٌ بلا خلاف بين أحد من العلماء.
الشيخ علي عبدالباقي
الرحمة والمودة
قال الشيخ علي عبد الباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية سابقاً، إنه لا يوجد مبرر على الإطلاق لضرب الزوج لزوجته، حيث إن الشريعة الإسلامية أوجبت الاحترام بين الطرفين والمعاشرة بالمعروف فقال تبارك وتعالى : "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ".
ولفت عبد الباقي في تصريحات ل صدى البلد، إلى أن الحديث عن مبرر للضرب لا يجوز لأن الاعتداء مرفوض ولا يقبل وليس في شريعتنا إلا الرحمة والمودة أو التسريح بالإحسان، مؤكداً أن رحمة الإسلام بالزوجة وفضلها جعلها لا تضار بأفعالها في رؤية أولادها، حيث يقول تعالى: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ"، مؤكداً على أن الشريعة جعلت هناك قصاص في حالة الاعتداء باعتباره تعدٍ غير مقبول على الآخر.
منسق مبادرة سكن ومودة
الزواج قائم على المودة
منسق عام حملة سكن ومودة بوزارة الأوقاف الدكتورة وفاء عبد السلام قالت إن الإسلام دين الرحمة ولم يجعل هناك مبرراً للعنف لا داخل الأسرة أو خارجها، مشددة على أنه لا يوجد في الإسلام حاجة اسمها ضرب الزوجة حتى لو امرأة ناشز التي يحتج بها الكثيرون فالأمر لا يتعدى كونه تقويم نفسي.
ولفتت "عبد السلام" إلى أن القرآن جعل هناك تدرجاً في التعامل مع المرأة الناشز بأن يتم نصحها أولاً ثم الهجر في المضاجع ثم الضرب غير المبرح يقول تعالى: "فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ"، فبدأت الآية بالموعظة ثم الهجر في المضجع ثم الضرب غير الموجع بهدف التقويم النفسي ليس أكثر، دون إهانتها أو تعنيفها العنف الذي نراه، مشيرة إلى أن التعامل بين الرجل والمرأة يجب أن يكون وفق منهج النبي وصحابته رضوان الله عليهم، فما ورد كان ضرباً بالسواك وهو الآن ما يوازي فرشة الأسنان وهذا لا يعني الضرب بل هو مجرد تقويم لسلوكها وتلك هي المرحلة الثالثة لا الأولى.
وبينت أن الهجر في المضجع تعلمناه من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها:" "إنِّي لأعلمُ إذا كنتِ عنِّي راضيةً، وإذا كنتِ عليَّ غَضْبَى». قالت: فقلتُ: مِن أين تَعْرف ذلك؟ فقال: «أمَّا إذا كنتِ عني راضيةً، فإنكِ تقولين: لا وربِّ محمد، وإذا كنتِ علي غَضبى، قلتِ: لا وربِّ إبراهيم». قالت: قلتُ: أجل والله يا رسول الله، ما أهْجُرُ إلَّا اسمَك".
وشددت منسق "سكن ومودة" على أن ما نراه اليوم من عنف هو نتاج البعد عن الدين، وما ينبغي العمل عليه الآن هو تكاتف أدوار الإعلام والأمهات والمساجد من أجل ترسيخ العلاقة الزوجية القائمة على المودة والرحمة التي جعلها الله تبارك وتعالى عنواناً للزواج فقال:"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"، مشيرة إلى أن التعبير بالمودة لا الحب لأن الحب ميل قلبي بينما المودة سلوك، فالبيوت لا تقام على قصص الحب بل هي علاقات بين الزوجين قوامها سلوكيات تعالج المشاكل وحال انتفاء المودة بينهما فالرحمة تسود ومنها حال مرض أحدهما أو تقدم بهما السن.
واستشهدت الواعظة بالأوقاف على سمو العلاقة الزوجية والحكمة في معالجة ما يطرأ من مشكلات بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك قائل:" علينا بالمنهج النبوي فلا يوجد أصعب من حادثة الإفك وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الموضوع بتروي حتى مع تأخر الوحي".
منال المسلاوي
الضرب الرمزي
بينما أشارت منال المسلاوي الواعظة بالأوقاف، إلى أن هناك من آيات الله تعالى الدالة على قدرته وعظمته أن خلق لنا من أنفسنا أزواجاً معللاً ذلك بقوله تعالى (لتسكنوا إليها) أي ليجد الرجل بعد عناء ومشقة يومه في السعي على رزقه ورزق أسرته الهدوء والسكن والراحة والطمأنينة، فعند عودة الرجل إلى بيته بعد عناء يوم طويل تكون المرأة في استقباله أفضل استقبال يعوضه عن هذه المشقة فيجد الراحة فى بيته والحنان والدفء والهدوء مع زوجته، وهذا هو الأصل والطبيعي في الزواج، فالسكون هنا هو سكون قلبى تزول معه كل هموم ومتاعب الحياة، لهذا يجب على المرأة أن تعمل جاهدة على أن تكون نعم السكن للزوج من خلال الحرص على راحته وسعادته.
وبينت أن المرأة الذكية هي التي تحافظ على بيتها وعلى زوجها وتسعى جاهدة لإسعاد زوجها والحفاظ على بيتها، وكذلك الزوج يحرص أيضاً على بيته وأسرته، وتتحقق المحافظة على البيت من خلال احترام الزوجين لبعضهما البعض والذي يتحقق معه قوله تعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، موضحة أنه نظراً لضغوط وصعوبة الحياة قد يتعرض الزوج خارج المنزل للكثير من المشاكل والصعوبات والتي قد تؤثر على سلوكيات وأخلاق الزوج مع زوجته بالإضافة إلى أن في الأصل قد تكون شخصية الزوج غير سوية وبها خلل فقد يكون شخص عصبى أو مستفز، على الجانب الأخر قد تكون شخصية الزوجة كذلك، وهنا يصعب تحقيق السكن والمودة والهدوء والراحة.
وشددت على أن الضرب على إطلاقه غير جائز شرعاً، وإنما في حالة الخوف من نشوز المرأة وهدم بيت الزوجية يكون الضرب هنا استثناء ويسبقه خطوات إذا لم تستجيب المرأة وترجع عن عنادها يكون ضربها ضرب من باب التهديد ضرب غير مؤذى ولا مبرح ويطلق عليه بعض العلماء ضرب رمزي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.