* الباحث الرئيسي لمركز أبحاث اكتشاف الدواء: * نعمل على مواكبة أحدث التطورات في المجال والاستمرار في البحث العلمي * انطلاق النسخة الثانية من مؤتمر الأهرام السنوي لتوطين صناعة الدواء
أكد الدكتور عبد الناصر سنجاب، الباحث الرئيسي لمركز أبحاث اكتشاف الدواء وتطويره بكلية الصيدلة جامعة عين شمس ونائب رئيس جامعة عين شمس السابق لشئون الدراسات العليا والبحوث، أهمية دور الصيدلي خلال الفترة الحالية وفي ظل أزمة كورونا، مطالبًا الصيادلة بالعمل على مواكبة أحدث التطورات في المجال والاستمرار في البحث العلمي والالتزام بقواعد وآداب ممارسة المهنة.
وقال الدكتور عبد الناصر سنجاب إن المركز ضمن أحد 10 مراكز طرحتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سنة 2013 وكانت الفكرة تدور حول أن الجامعات والمراكز البحثية في مصر يتوافر بها أبحاث علمية مشتركة تخدم المجتمع، وأن المركز ممول من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، ب10 ملايين جنيه، وتم شراء أجهزة وصلت تكلفتها لحوالي 6 ملايين جنيه.
وأضاف الدكتور عبد الناصر سنجاب، في تصريحات ل "صدى البلد": "نسعى لشراء أجهزة تصل تكلفتها إلى 12 مليون جنيه"، لافتا إلى أن اختيار هذا الاسم للمركز لا يعني أن الهدف فقط هو اكتشاف دواء؛ لأن عملية اكتشاف الدواء عملية بالغة الصعوبة وطويلة المدى، ولا بد أن تتوافر لها اتفاقيات وبراءات اختراع وغيرها، لكن المتاح حاليا بالمركز هو تطوير المنتج وتحسين أدائه، مثال جائحة كورونا استخدمنا منتجات كثيرة ليس متعارفًا عليها، ويجرى بداخله تحليل وقياس عينات لجميع الباحثين في مجال اكتشاف الدواء في مصر والعالم العربي.
وأشار الباحث الرئيسي لمركز أبحاث اكتشاف الدواء وتطويره، إلى أن أبحاث الدواء تدور حول من نقطة زيرو إلى نقطة 4، والنقطة الأولى يشارك فيها الكيمياء والفيزياء والأحياء والزراعة والهندسة والطب، ومعظم العلوم يمكن أن تشارك بالبحث الأولي في أبحاث الدواء وبعد ذلك تتم التجارب وإثبات الفاعلية.
وأوضح الدكتور عبد الناصر سنجاب أن بعض الأجهزة تحتاج إلى تطوير ونحتاج إلى أجهزة أخرى، وهذا كيان بحثي يحتاج إلى دعم كبير.
وأشار إلى أن المركز قدم أكثر من 50 بحثا خلال العامين الماضيين، لافتا إلى أنه تم تقديم 20 بحثا خلال العام الماضي بالإضافة إلى 4 براءات اختراع مقدمة من المركز لعلاج واكتشاف أدوية مركبات كيميائية، حيث يعمل الفريق البحثي للتوصل إلى العديد من المستخلصات والمركبات الكيميائية المفصولة من فطريات النباتات.
وقال الدكتور عبد الناصر سنجاب إن مصر لديها قاعدة عريضة من الباحثين، مؤكدا أن القيادة السياسية تعمل على دمجهم لصالح مشروعات الدولة التنموية.
وأضاف الباحث الرئيسي لمركز أبحاث اكتشاف الدواء وتطويره، أن من الضرورة وجود هيئة لمركز البحث في مصر تعمل على استقطاب الباحثين البارزين وتوفير جميع الإمكانيات لهم، مشيرا إلى أن وزارة التعليم العالي قادرة على ذلك في وقت قصير لما تملكه من إمكانيات، وخير دليل الجامعات الأهلية التي أثبت نجاحا كبيرا خلال الفترة القصيرة الماضية.
وأكد الدكتور عبد الناصر سنجاب أن هناك عدداً من المشكلات ما زالت تواجه الباحثين رغم جهود الدولة في تطوير عملية البحث العلمي، أهمها ضعف التمويل المادي، حيث تعاني العديد من المراكز البحثية من غياب أحدث الأجهزة الدقيقة والتمويل اللازم للأبحاث، فضلا عن ضعف العديد من الأبحاث المقدمة.
وأشار نائب رئيس جامعة عين شمس السابق إلى أن السبب وراء عدم نجاح البحث العلمي في مصر لخدمة المجتمع يتشكل في عدم وجود خطة استراتيجية واضحة للبحث العلمي في المراكز البحثية والجامعات.
وشدد سنجاب على ضرورة تطبيق البحث العلمي على أرض الواقع والتعاون بين الجهات البحثية ومؤسسات قطاع الإنتاج.
وانطلق اليوم، السبت، مؤتمر الأهرام السنوي الثاني للدواء، برعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والذي يستمر لمدة يومين يناقش خلالهما وعبر 9 جلسات علمية كل ما يتعلق ب "توطين صناعة الدواء في مصر" وتقديم حلول عملية لمشكلاتها، بمشاركة الدكتور محمد معيط وزير المالية، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى وعدد من المحافظين، وكبار مسئولي الدولة، ورؤساء قطاعات الصحة والدواء وممثلي كبرى شركات الدواء والمستلزمات الطبية والدوائية المصرية والعالمية.
يعقد المؤتمر برئاسة الدكتور محمود المتينى، رئيس جامعة عين شمس، والرئاسة الشرفية للدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بالبرلمان، ويشارك في الجلسة الافتتاحية المهندس عبد الصادق الشوربجى، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وعبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة الاهرام، وعلاء ثابت رئيس تحرير الأهرام، كما يشارك في المؤتمر الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار السيد الرئيس لشئون الصحة والوقاية.
من جانبه، حيا الدكتور محمود المتينى، رئيس جامعة عين شمس، ورئيس المؤتمر، جهود مؤسسة الأهرام في العمل على تقديم مؤتمر بتلك المواصفات التي قدمت نموذجا للعمل الوطني، وتبني القضايا التي تهم المواطن المصري، وأشاد بتسخير المؤسسة والجهات المتعاونة والمشاركة في تنظيم المؤتمر، لكل ما تمتلك من إمكانات لتوعية المواطنين بالتعامل السليم والصحي مع القضايا الدوائية من خلال المؤتمر، وقال: "نجاح المؤتمر في نسخته الأولى كان شاهدا على ما تضمنه من مناقشات جادة وما توصل إليه من توصيات مهمة"، لافتا إلى أن ذلك جعله بمثابة نواةً لجهد كبير من أجل منصة دائمة ستتواصل وتستمر، لتخليص صناعة الدواء من مشكلاتها، حتى تكون أداة قوية من أدوات مصر الاقتصادية، والصحية، وتسليط الضوء على التحديات التى تواجه صناعة الدواء، وسبل تطويرها، والاهتمام بالبحث العلمى، وضمانات نقل التكنولوجيا، وتوطينها فى مصر، وأيضا التحذير من المخاطر المحيطة بتلك الصناعة.
وقال عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة الأهرام، إن المؤسسة حريصة على تنظيم مؤتمرها السنوي للدواء الذي يعد نقلة نوعية في تنظيم المؤتمرات من حيث التحضير لانعقاده ومناقشات جلساته المستفيضة، والمشاركات الفعالة من حيث الكم والكيف إضافة إلى تقديم تجربة رائدة في متابعة توصياته والعمل على تنفيذها بالتعاون مع وزارة الصحة وقطاعاتها المختلفة وشركاء تنظيم المؤتمر.
وأضاف أن المؤتمر يعد بمثابة تأكيد واستمرار للدور الريادي الذي تضطلع به مؤسسة الأهرام التي يعود إنشاؤها إلى أكثر من 145 عاما من العراقة والريادة والخبرات المتراكمة والمشاركة في بناء المجتمع وتنميته.
وتابع: "أطلقت الأهرام هذا المؤتمر إيمانا بما تقوم به من دور ملموس في تنمية المجتمع، وأيضا الحرص على مساندة جهود الدولة في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن المصري، لا سيما في مجال الصحة والدواء الذي حققت مصر فيهما نتائج مثمرة اختلط إنجازها بإعجازها، وشهدت بتميزها العديد من مؤسسات العالم ومنظماته العاملة في مجال الرعاية الصحية"، مشيرا إلى أن الأهرام بما تقدمه للقارئ وما تناقشه في مؤتمراتها التي تشمل العديد من المجالات كالصحة والدواء والزراعة والطاقة والبناء والعمران والاقتصاد والمال وغيرها، تؤكد دوما على ثوابت الدولة الداعمة للقضايا, التى تَمس حياة المواطن المصري, وتؤثر فيه بشكل مباشر, وتستهدف تحسين حياة المواطنين، والارتقاء بما يحصل عليه من خدمات في مختلف المجالات.
وأكد علاء ثابت، رئيس تحرير الأهرام، أن "الأهرام" حريصة على أن يخرج مؤتمرها في أجمل صورة وفي أفضل نموئج للتكامل والتعاون مع شركاء النجاح الذين مختلف قطاعات الصحة والدواء، وشدد على أن الأهرام تثمن ما تشهده تلك القطاعات من إنجازات اكتملت ملامحها وبشكل استثنائي في التصدي لمخاطر جائحة كورونا، ومواجهة تحدياتها وتداعياتها، وجعلت مصر في مقدمة الدول من حيث جدارة أنظمتها الصحية والدوائية بتلبية احتياجات المواطنين وتقديم تجربة رائدة في هذا الصدد.
وأشار إلى أن الأهرام تقدم جميع الضمانات، ووفرت مختلف السبل وأيضا نظمت الجلسات والاجتماعات التحضيرية، بالتعاون مع شركاء النجاح، ليكون المؤتمر بمثابة منصة دائمة لتسليط الضوء على الجوانب التي تسهم في الانتصار للثقة في الدواء المصري من حيث أمنه وأمانه ومطابقته لأعلى معايير الجودة، وأيضا العمل على إبراز أهمية الدواء المصري وفتح أسواق جديدة له، والتأكيد على أن مصر لا تزال سوقا واعدة لصناعة الأدوية، وأنها توفر المناخ الملائم لجذب المزيد من الشراكات العالمية، والاستثمارات العربية والأجنبية، بما يلبي احتياجات السوق المصرية، ويسهم في زيادة الصادرات.
في غضون ذلك، قال حسام زايد، مدير تحرير الأهرام ومنسق عام المؤتمر، إن المؤتمر سوف يشهد في يومه الأول 4 جلسات تتعلق أحداها بالشراكة الاستراتيجية مع الشركات العالمية ودور مدينة الدواء المصرية، بالإضافة إلى جلسة خاصة ب "الدراسات قبل السريرية والسريرية.. التحديات والفرص وعلاقتها بالدروس المستفادة من جائحة كورونا، والصناعة بين الشراكة والتكامل من اجل وصول دواء آمن وفعال للمريض المصرى، والبحث والتطوير الصيدلاني.. المشاكل والحلول".
وأضاف أن اليوم الثانى للمؤتمر سيتضمن 4 جلسات أولها عن الشراء الموحد والتأمين الصحى الشامل والرعاية الصحية الحاضر والمستقبل، وثانيا المثائل الحيوية في مصر بين الحلول والتحديات، وثالثا مستقبل الصادرات الدوائية لدعم مصر كمركز إقليمي لصناعة الدواء، اما الجلسة الرابعة فتتعلق بالرقمنة وصناعة المستقبل في مجال الرعاية الصحية لدعم مصر كمركز إقليمي لصناعة الدواء، وأن المؤتمر سيختتم أعماله بتقديم برنامج عمل لتوطين صناعة الدواء وتقديم الحلول المطلوبة لكثير من المشكلات التي تحول دون تحقيق ذلك.
ومن المقرر أن يتحدث أمام الجلسة الافتتاحية وجلسات المؤتمر كل من، الدكتور تامر عصام، رئيس هيئة الدواء المصرية، واللواء بهاء زيدان رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد، والدكتور أشرف إسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والدكتور حسام صادق، المدير التنفيذي للتأمين الصحى الشامل، كما تشارك مدينة الدواء المصرية رئاسة الدكتور عمرو ممدوح، والمؤسسات المعنية في مصر، بالإضافة لرؤساء مجالس إدارات الشركات الاجنبية للدواء العاملة في مصر، وشركات الدواء المحلية، وغرفة صناعة وتجارة الدواء، والفارما.
يشار إلى أن المؤتمر في نسخته الأولى، شكل لجنة لمتابعة تنفيذ ما يصدر عنه من برنامج عمل ورؤى وتوصيات بعد تحويلها إلى قرارات بالتعاون مع وزارة الصحة، وأن اللجنة الدائمة من المشاركين فى المؤتمر؛ قامت برفع التوصيات إلى الجهات المعنية، لمتابعة تنفيذها، فى ظل حالة من الحوار والتفاعل بين كل الأطراف، وهو الأمر الذي ستعمل اللجنة الدائمة على تنفيذه مع توصيات النسخة الثانية.