قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، إن المنتحر ليس كافرًا، لافتًا إلى أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا أَبَدًا»، ليس معنى هذا أنه كافر، وإنما دليل على طول المدة التي يظل فيها في النار. المنتحر كافر أم لا ولفت الورداني خلال رده على تساؤل لفتاة حول ما إذا كان المنتحر كافر أم لا؟، خلال تقديمه برنامج «ولا تعسروا» المذاع عبر القناة الأولى ، من قال لا إله إلا الله تجعله لا زال على إسلامه، هو آثم ومرتكب كبيرة، لكنه ليس بكافر، مشدداً هذه ليست دعوة للانتحار أو تهوين لها وإنما هي أحكام الشريعة. وتابع أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، أن قتل النفس كبيرة من الكبائر وسوء آدب مع الله، مشددًا على أن الانتحار جريمة بشعة في حق النفس، ولكن في بعض الأحيان الشخص المنتحر يذكر الله عند انتحاره ويقول أن الله أرحم به من الناس، فكيف يكون كافرًا به. وشدد الورداني على أن المبالغات في توصيف المنتحر ومصيره تزيد الانتحار لا تقلله وتجعل البعض يظن بالله القسوة وأنه صعب عليهم حياتهم فيقدم على الانتحار بتلك الصور البشعة. عقوبة المنتحر في الآخرة أكد الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» [النساء: 29]، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه. ونبه «عاشور» خلال بث مباشر من مسجد الحسين، على أن المنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن تحسَّى سمًّا فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها -أي يطعن- في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا» رواه البخاري (5442) ومسلم (109). وأوضح مستشار المفتي، في إجابته عن سؤال: «لماذا يعذب الله المنتحر رغم أن الله قدر له الانتحار؟»، أن المنتحر قد انتهى أجله، بالسبب الذي أقدم عليه، ولا يعني ذلك أنه لما كان أجله المقدر منتهيًا ينبغي ألا يؤاخذ بما هو مكتوب قدرًا، وذلك لأن الله تبارك وتعالى جعل في العبد قدرة وإرادة ليتمكن بهما من عمل ما أراد وترك ما لم يرد، فإذا أقدم على أمر منهي عنه شرعًا مع تمكنه من الترك، فقد خالف ما أمره الله تعالى به، وأراده منه شرعًا، ومن خالف الأمر مُختارًا استحق العقاب، وما كتبه الله عز وجل قدرًا لا ح أن يحتج به على مخالفة الأمر الشرعي.