اتهمت واشنطن سوريا ب"تصعيد أعمال العنف ضد المتظاهرين والقيام بأعمال وحشية ضد مواطنيها، حتى في وجود المراقبين العرب في بعض الأحيان". وأدانت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأممالمتحدة السفيرة سوزان رايس، استمرار أعمال العنف التي يمارسها نظام الرئيس بشار الأسد ضد المتظاهرين، قائلة "إن الولاياتالمتحدةالأمريكية طالبت منذ فترة طويلة بتنحي الأسد، والاستجابة لرغبات الشعب السوري بتشكيل حكومة تمثل طموحات الشعب، حكومة موحدة وملتزمة بالتقدم السلمي في البلاد". وأضافت السفيرة الأمريكية، في تصريحات للصحفيين عقب جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن في وقت متأخر مساء أمس، الثلاثاء، بتوقيت نيويورك: "إن ما يحدث في سوريا أمر ندينه بشدة، وهو جزء من النمط الذي اتسم به نظام الأسد، وأعربت عن قلقها العميق إزاء التقارير التي أفادت بأن ما لا يقل عن اثنين من مراقبي جامعة الدول العربية تعرضوا للأذى والمضايقة أثناء تأدية واجبهم، ودعت الحكومة السورية إلى الوفاء بالتزاماتها لضمان حماية وسلامة وحرية تنقل المراقبين. وأعربت سفيرة الولاياتالمتحدة عن قلق بلادها البالغ للتقارير التي أوردها وكيل الأمين العام للشئون السياسية لين باسكو، أمام مجلس الأمن في الجلسة المغلقة التي عقدت مساء أمس بتوقيت نيويورك، والتي أفادت بارتفاع عدد القتلى في سوريا منذ وصول بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى أربعمائة شخص. كما جدد مندوب ألمانيا الدائم لدى الأممالمتحدة السفير بيتر فيتيج الدعوة إلى ضرورة توجيه رسالة عاجلة وموحدة من مجلس الأمن إلى السلطات السورية، وأكد، في تصريحات صحفية عقب جلسة مجلس الأمن المغلقة مساء أمس حول سوريا، أهمية إجراء مفاوضات جادة حول إصدار قرار من المجلس بشأن مايدور في سوريا حاليا. وحول مسودة القرار الروسي الذي يدين أعمال العنف من قبل الحكومة والمعارضة، ورفض روسيا والصين التفاوض بشأن تعديل بعض فقراته، أعرب السفير الألماني عن عدم الرضا إزاء عدم تحقيق تقدم في هذا الخصوص، مشيرا إلى استعداد بلاده لتقريب وجهات النظر بين الدول المختلفة علي صياغة مسودة القرار، وردا على سؤال حول تعليقه على ما جاء في خطاب الرئيس السوري، قال إن الأشهر الماضية شهدت إعلان الكثير من التصريحات ولكن المهم الآن هو العمل. وفي المقابل، رفض السفير السوري لدى الأممالمتحدة، بشار الجعفري، التشكيك في مصداقية المراقبين العرب واستباق نتائج عمل البعثة، وقال - في تصريحات صحفية مقتضبة - "من يتحدث منذ الآن عن فشل مهمة المراقبين العرب، إنما يسعى بالتأكيد إلى الإضرار بمصداقية جامعة الدول العربية ونقل المسألة برمتها إلى أيدي أولئك الذين يتآمرون على سلامة سوريا واستقرارها وسيادتها". وحذر السفير السوري من أن الحديث عن فشل مهمة المراقبين وضرورة تدويل الملف وجلبه إلى مجلس الأمن يعني أن المستهدف ليست فقط سوريا وإنما أيضا مصداقية الجامعة العربية. وحول ما يتردد بشأن سقوط أعداد كبيرة من القتلى، قال الجعفري إن المسألة لا تتعلق بالإحصاءيات لأن أية قطرة دم سوري هى مثار حزن شديد، ولكنه ذكر أن هناك مبالغة في الأرقام التي تقدمها بعض المرجعيات سواء في الأممالمتحدة أو خارجها بهدف التهويل وإظهار السلطات السورية بمظهر العاجز عن حماية شعبها. واتهم الجعفري أنصار المعارضة بتدبير حادث الاعتداء ضد المراقبين العرب، والذي أسفر عن إصابة بعضهم بجراح، قائلا "معروف من الذي هاجم المراقبين العرب والأمر بسيط جدا لأن بعض أجنحة المعارضة السورية في الخارج اعترضت أساسا على بعثة المراقبين العرب قبل أن تبدأ، وهذا شكل من أشكال التناقض الهائل في مواقف بعض المعارضة السورية في الخارج لأنهم هم في الأساس من طالبوا بانخراط الجامعة العربية وإرسال بعثة مراقبين عرب".