أعربت روسيا الجمعة عن استعدادها "للمشاركة" في مسودة القرار الأممي بشأن سوريا التي ناقشها مجلس الأمن الدولي في اجتماع مغلق اليوم نفسه. وجاء الموقف الروسي في تصريحات للسفير فيتالي تشوركين، مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة، بعد انتهاء اجتماع مغلق لمجلس الأمن استمر حوالي ساعتين بعد ظهر الجمعة، وكان يتحدث للصحفيين خارج قاعة المجلس. وكان تشوركين قد صرح في الاجتماع المغلق بأنه "يشعر بخيبة أمل شديدة" إزاء مسودة القرار التي تشمل مبادرة لجامعة الدول العربية من أجل سوريا، وفقا لدبلوماسيين. بيد أن سفير روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن والتي تتمتع بحق النقض "الفيتو"، لم يذكر أنه ينوي استخدام الفيتو ضد مسودة القرار. كانت مملكة المغرب، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن الدولي حاليا، قد أحالت مسودة القرار إلى مجلس الأمن في اجتماع مغلق بدأ في حوالي الساعة 15:10 الجمعة بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة. وقالت روسيا إن مسودة القرار غير مقبولة لأنها لم تأخذ موقف موسكو في الاعتبار. كانت جامعة الدول العربية قد صاغت مسودة القرار بمشاركة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وتجدر الاشارة إلى أن فرنسا وبريطانيا من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، بينما المغرب وألمانيا من الأعضاء ال10 غير الدائمين. وفي هذا السياق تحدث سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة غيرار آرو للصحفيين بعد اجتماع مجلس الأمن وقال إن "اعتراضات أثيرت. هناك ثلاثة أو أربعة اعتراضات رئيسية". وأشار آرو إلى أن الاعتراضات تتعلق بحظر الأسلحة والعقوبات. وذكر السفير الفرنسي أن المجلس ينوي الاجتماع مرة أخرى الأسبوع المقبل لبحث مسودة القرار. وأضاف قائلا "أتمنى أن نتمكن من الموافقة على قرار في نهاية الأسبوع المقبل". كان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قد صرح في وقت سابق من يوم الجمعة في موسكو بأن مسودة القرار، التي أحيلت لمجلس الأمن بعد ظهر الجمعة، "لا تحتوي على اعتبارات جوهرية لموقفنا" وتفتقر إلى "جوانب أساسية تعد جوهرية بالنسبة لنا"، وفقا لتقارير. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون قد دعا يوم الجمعة أيضا أثناء مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا، دعا مجلس الأمن إلى التحدث بصوت واحد حول سوريا. وحث دمشق على الاصغاء لتطلعات شعبها. رفضت سوريا يوم الاثنين اقتراحا قدمه وزراء خارجية جامعة الدول العربية وينص على أن ينقل الرئيس السوري بشار الأسد صلاحياته لنائبه ويفوضه بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقالت دمشق إن المبادرة جزء من "مؤامرة على سوريا". ويعتزم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن حاسم آل ثاني التوجه إلى نيويورك يوم السبت سعيا لكسب دعم الأممالمتحدة للمبادرة الخاصة بسوريا، حسبما أشارت تقارير. وتصر دمشق على أن الاضطرابات الجارية في سوريا من تخطيط إرهابيين وعصابات مسلحة مدعومة من الخارج. وقالت الحكومة السورية إن ما يزيد على ألفين من عناصر الجيش والأمن لقوا مصرعهم أثناء الاضطرابات. كانت الاضطرابات قد اندلعت في سوريا منذ منتصف مارس الماضي إثر تظاهرات مناهضة للحكومة. وفي 19 ديسمبر 2011 وقعت دمشق على بروتوكول المراقبين الذي طرحته جامعة الدول العربية بعدما هددت الأخيرة بإحالة القضية إلى مجلس الأمن الدولي.