رغم التطور الفكري والتكنولوجي في عصرنا الحالي، إلا أنه مازال يوجد عنفا في التعامل مع الطفل، ويقع أولياء الأمور في أخطاء فادحة عند عقاب الأطفال، ظنًا منهم أن هذا الأسلوب في التعامل قد يوقفه عن الوقوع في الخطأ مرة أخري، وذلك عكس الطبيعة البشرية التي من أساسها الوقوع في الأخطاء ومن ثم التعلم منها. وعلي مدار السنوات الماضية أثبت الأطباء النفسيين والدارسين أن الطفل الذي يتعرض للعنف الأسري لا يتمتع بالثقة والسعادة، علي عكس الطفل الذي ينشأ علي المناقشات والحوارات الإيجابية المفيدة والتي بدورها تعزز من ثقته في التحدث وإبداء الرأي دون قلق وإرتباك من رد فعل والديه وهو ما تم تسميته مؤخراً "بالتربية الحديثة". ومن هنا توجهت عدسة صدي البلد بالسؤال لأولياء الأمور،"هل أنت من أتباع التربية الحديثة أم القديمة؟وما هو الأسلوب الذي تعاقب به طفلك؟ وما أثر ذلك على سلوكه". قالت نرمين أحمد، إن ضرب الطفل لأي سبب، إهانة لكرامته وتقليل من شخصيته وبالتجربة العملية الطفل الذي يتعرض للضرب والسباب يكبر ضعيفاً مهزومًا ولا يثق بنفسه. من جانبها أكدت أنها تعرضت في طفولتها للضرب والسباب وهو ما تسبب لها بالعقد النفسية في الكبر، مضيفة أنه يجب علي أولياء أمور الجيل الجديد تحديداً الإهتمام بالمناقشة مع الطفل والتعرف علي نقط ضعفه وقوته للتعامل معه بشكل أمثل ومعاقبته إذا لزم الأمر بإسلوب لا يقلل منه. وأضاف محمود عبدالله، أن الطبيعة البشرية تميل للحنية واللين في التعامل، فعلى الأباء والأمهات الإلتفات للثناء المستمر علي مجهود طفلهما تجاه المذاكرة أو أي فعل إيجابي له، وعقابه عند الخطأ هو حرمه من هذا التعزيز النفسي لا الضرب والإهانة. وتابع إبراهيم السيد، أنه أخطأ في التعامل مع أولاده عندما عاملهم بعنف سابقًا، مشددًا علي أن الجيل الحالي عقله يسبق سنه ومتطلع بطبيعة الحال، ويوميًا يتعرض لعشرات المعلومات عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ويدرك أشياء قد تغيب عنّا كآباء، فليس من المنطق التعامل معه كأنه "شئ" يتجرد من المشاعر والإتجاهات. ونصح الآباء والأمهات بمصادقة أطفالهم والأخذ برأيهم في أمور الحياة، فهذا يقلل من وحدته الفكرية وبالتالي يساعده علي الإنخراط والتعامل بشكل أمثل مع المواقف وهو ما يقلل نسبة وقوعه في الخطأ، مشددًا علي أن ضرب الطفل يعتبر جريمة لا يستهان بها ويجب التوعية ضد خطورتها علي نفسية الطفل لخلق جيل متزن لا مهزوز.